لم تجد العائلات القاطنة ببلدية بودواو ببومرداس (شرق العاصمة) من ملاذ أمام موجة الحر التي تجتاح العديد من ولايات الوطن بما فيها منطقة الوسط، سوى شواطئ البحر بحثا عن الراحة والاستجمام والتمتع ببرودة المياه ونسيمها العليل، حيث كان شاطئ بودواو البحري قبلة لهذه العائلات منذ حلول عيد الفطر المبارك بعد شهر كامل من الصيام. وكان للارتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال اليومين الماضيين التي فاقت 40 درجة مئوية في بعض المناطق، أثر كبير على المواطنين القاطنين بالبلدية خاصة بالأحياء الساحلية القريبة من شواطئ البحر، حيث اغتنم الوافدون على هذه الأخيرة الفرصة للانتعاش ببرودة البحر والسباحة المنعشة. وأوضح بعض الشباب والعائلات التي اختارت النزول إلى شواطئ البحر، أن موجة الحر هذه دفعتهم إلى الاستنجاد بالبحر للتخفيف من حدتها وتأثيرها عليهم، معبرين عن استمتاعهم بذلك، خاصة أن ذلك يتزامن مع عطلة عيد الفطر المبارك. وشهد اليوم الثاني من العيد إقبالا كبيرا للمصطافين على شاطئ بودواو البحري، حيث لم يقتصر ذلك على الشباب فقط، بل حتى العائلات وأبنائهم فضّلوا الاستجمام على ضفاف البحر وتناول وجبات الإفطار في جو عائلي واستثنائي على غير العادة؛ إذ كانت تقضي يومي العيد في البيوت. كما كانت المناسبة فرصة لهذه العائلات لاكتشاف الإمكانيات والتدابير المتخذة في إطار موسم الاصطياف الحالي، حيث طالبت بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان راحة المصطافين وارتياحهم على شواطئ البحر؛ من أمن ونظافة وخدمات ضرورية أخرى. وشدّد البعض على ضرورة اهتمام المسؤولين المحليين والقائمين على تسيير هذا الشاطئ، بتوفير كل شروط الراحة والسكينة؛ تطبيقا للتعليمات الولائية الصادرة في هذا الشأن، خاصة ما تعلّق بالنظافة بالنظر إلى التدهور الكبير الذي بات يميّز هذا الشاطئ الذي كان قبلة هامة للمصطافين خلال السنوات الماضية مقارنة بموقعه الطبيعي الخلاّب. ومن جهتها، تسعى مصالح الولاية إلى إنجاح موسم الاصطياف الحالي بمحاولة العمل على توسيع وترسيخ مجانية الشواطئ ومواصلة منع تسليم عقود الامتياز والاستغلال للخواص، تفاديا لحدوث مناوشات أو مشاكل بين المصطافين والخواص، الذين استفادوا في السابق من عقود الامتياز أو رخص استغلال تسيير الشواطئ، خاصة فيما يتعلق بالدخول إلى هذه الفضاءات والتوقف بالحظائر، وهي مشاكل كانت بمثابة نقاط سوداء في موسم الاصطياف الماضي. يُذكر أن شواطئ ولاية بومرداس من بين الشواطئ الأكثر استقطابا للسياح والمصطافين القاطنين بمنطقة الوسط والولايات الأخرى كل موسم صيف وحتى المغتربين القادمين من خارج الوطن، بالنظر إلى كثرتها وتنوعها، إلا أنها تبقى في حاجة ماسة لإعادة الاعتبار والتهيئة لجعلها في مقام تحديات ورهانات وأهداف قطاع السياحة.