تحط قافلة «مولود معمري» بداية من 8 جوان إلى غاية جويلية الجاري بثلاث ولايات، بمناسبة إحياء ذكرى مئوية ميلاده، وستعرف هذه التظاهرة الثقافية برنامجا ثريا يبرز التراث الأدبي الأمازيغي العريق، إضافة إلى عروض فنية متنوّعة. تنطلق القافلة من أمام قصر الثقافة «مفدي زكريا»، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي والسيد سي الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، وتضم عددا كبيرا من الكتاب والمثقفين، وتجوب عددا من المدن الساحلية، على غرار زيامة المنصورية، العوانة، جيجل، عنابة، شطايبي، بومرداس، وبودواو البحري. المحطة الأولى ستكون مدينة جيجل ومن فندق «روش نوار» بالعوانة، لتنتقل ليلا إلى مسرح الهواء الطلق، بعدها تواصل القافلة نشاطها بمدينة جيجل إلى غاية يوم 11 جويلية، حيث تشهد تنظيم مائدة مستديرة حول أعمال مولود معمري، وتنظيم ورشة ترجمة أدبية بمتحف كتامة، كما سيتمّ تنظيم نشاط ثقافي بساحة الصياد وسط مدينة جيجل، يتمثّل في عرض أعمال الراحل مولود معمري، وتقديم قراءات لبعض نصوصه المختارة بالعربية والفرنسة والأمازيغية، وكذلك الحال بمدينة زيامة منصورية، حيث تقدّم قراءة شعرية باللغات الثلاث مصحوبة بوصلات موسيقية. ثم تحط القافلة رحالها بفندق «الصفصاف» بمدينة عنابة إلى غاية 14 جويلية، حيث يشهد قصر الثقافة «محمد بوضياف» عدّة نشاطات، منها مائدة مستديرة تتناول تحضيرات ملتقى دولي ستحتضنه عنابة من 20 إلى 22 أوت القادم بعنوان «يوغرطة يجابه روما»، ونشاطات أخرى بساحة الثورة، والمسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» الذي يحتضن عرضا مسرحيا لفرقة «نوفا» من مسرح تيزي وزو «كاتب ياسين» وعروض فنية بمخيم الشباب عين عاشير. تعود القافلة إلى العاصمة، ومنها تتوجه إلى مدينة بومرداس انطلاقا من الواجهة البحرية التي تتوقف بها المكتبات المتنقّلة، ومخيم الشباب زموري الذي تفتح به ورشة كتابة القصة للأطفال ودار الثقافة «رشيد ميموني» التي سيناقش فيها كتاب اللغة الأمازيغية لمعمري بحضور اللجنة العلمية لتنسيق تظاهرة مئوية معمري، وقاعة العروض «محمد بوقرة»، حيث يعرض فيلم علي موزاوي، ثم مكتبة بلدية بودواو البحري، أما ساحة ولاية بومرداس، إذ سيعرض بها فيلم «العفيون والعصا» عن نص الراحل معمري. للإشارة، تهدف التظاهرة إلى إعادة بعث أعمال أحد الوجوه البارزة في الدفاع عن الثقافة الأمازيغية، وهو الراحل معمري الذي كرس جزءا من حياته في البحث في مجال «الأنثروبولوجيا واللسانيات»، ومن المرتقب أن تنظّم خلال هذه التظاهرة لقاءات وموائد مستديرة مخصصة لأعمال مولود معمري ولقاءات شعرية وقراءات متعدّدة اللغات لنصوص مختارة من أعمال مؤلف «الربوة المنسية»، إضافة إلى ورشات ترجمة وقراءة قصص موجّهة للأطفال، من تنشيط إطارات في المفوضية السامية للأمازيغية التي سخرت مكتبة متنقلة لهذا الغرض. بالموازاة مع البرنامج الأدبي، ستعرف التظاهرة عرضا لمسرحية من تأليف مولود معمري سنة 1957، أخرجها مؤخرا مسرح «كاتب ياسين» بتيزي وزو، علاوة على عرض فيلم وثائقي بعنوان «ادا لمولود» من إخراج علي معزوزي، تناول فيه حياة الراحل مولود معمري، إضافة إلى إهداء كتب بالأمازيغية لمختلف المكتبات العمومية. الكاتب مولود معمري روائي وباحث متخصص في اللسانيات الأمازيغية، ولد في 28 ديسمبر 1917 بتاويرت ميمون في آيت يني، زاول مِهنة التعليم ابتداء من سنة 1947 في المدية، وفي جامعة الجزائر 1962، كان أوّل رئيس لاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1963، لكنه لم يدم طويلا في منصبه نظرا للخلافات الإيديولوجية بين أعضاء الاتحاد حول دور المثقف في المجتمع، توفي مولود معمري في 26 فيفري 1989 في حادث سيارة بِعين الدفلى، بعد عودته من ملتقى بوجدة. ومن مؤلفاته؛ «غفوة العادل» 1952 و«العبور» في 1982 و«قال الشيخ محند» 1969 و«أشعار سي محند أومحند»، و«حمار الوحش»، أما في مجال السينما، فقد تم سنة 1971 إنتاج فيلم «الأفيون والعصا» من إخراج أحمد راشدي المقتبس من روايته التي تحمل نفس الاسم. كان مولود معمري أول من ألف كتابا حول قواعد اللغة الأمازيغية، إضافة إلى العديد من الأعمال المسرحية، خاصة بمعركة الجزائر (1957) أخرجها جون ماري بوغلين.