تستعد المحافظة السامية للأمازيغية، بالتعاون مع وزارة الثقافة، لتنظيم ”القافلة الأدبية” الخاصة بتكريم الروائي الراحل مولود معمري. تنطلق القافلة التي تضم عددا كبيرا من الكتاب والمثقفين، يوم 8 جويلية، عبر عدد من المدن الساحلية على غرار زيامة المنصورية، العوانة، جيجل، عنابة، شطايبي، بومرداس، بودواو البحري ببومرداس. وتدوم التظاهرة إلى غاية يوم 24 جويلية الجاري. يشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وسي الهاشمي عصاد على انطلاق القافلة من قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، للتوجه بواسطة مكتبة متنقلة إلى عدد من المدن الساحلية. وتضم القافلة التي تأتي بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لميلاد الروائي مولود معمري، برنامجا ثقافيا منوعا انطلاقا من مدينة جيجل ومن فندق ”روش نوار” بالعوانة، لتنتقل ليلا إلى مسرح الهواء الطلق، بعدها تواصل القافلة نشاطها بمدينة جيجل إلى غاية يوم 11 جويلية، حيث تشهد تنظيم مائدة مستديرة حول أعمال مولود معمري، وتنظيم ورشة ترجمة أدبية بمتحف كوتامة جيجيل. كما تشهد القافلة تنظيم نشاط ثقافي بساحة الصياد وسط مدينة جيجل، يتمثل في عرض أعمال الراحل مولود معمري، وتقديم قراءات لبعض نصوصه المختارة بالعربية، والفرنسة، والأمازيغية. ومدينة زيامة منصورية تنظم قراءة شعرية باللغات الثلاث، تكون مصحوبة بوصلات موسيقية. وبالتعاون مع معهد اللغة الفرنسية بجامعة مولود معمري لولاية تيزي وزو ومديرية الثقافة والمسرح الجهوي ”كاتب ياسين” بتيزي وزو، يتم تقديم عرض مسرحي لفرقة ”نوبة”.” وبعد جيجل، تحط القافلة رحالها بمدينة عنابة إلى غاية 14 من شهر جويلية، حيث يشهد قصر الثقافة محمد بوضياف، وساحة الثورة، والمسرح الجهوي ”عز الدين مجوبي” ومخيم الشباب ”عين عاشير” عنابة، تنظيم نفس النشطات التي احتضنتها مدينة جيجل. وبعد عنابة تعود القافلة إلى الجزائر العاصمة، ومنها تتوجه إلى مدينة بومرداس انطلاقا من الواجهة البحرية، ومخيم الشباب ”زموري” ودار الثقافة ”رشيد ميموني”، وقاعة العروض محمد بوقرة ثم مكتبة بلدية بودواو البحري. كما تنظم المحافظة السامية للغة الأمازيغية ندوة دولية حول عالم مولود معمري الروائي، خلال فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، الذي ينظم هذا العام من 26 أكتوبر إلى غاية 4 نوفمبر 2017، ويحضرها عدد كبير من المختصين في قراءة أعمال صاحب ”الربوة المنسية” من القارات الثلاث. تجدر الإشارة إلى أن الكاتب مولود معمري روائي وباحث متخصص في اللسانيات الأمازيغية، ولد في 28 ديسمبر 1917 بتاويرت ميمون في آيت يني (القبائل الكبرى)، انتقل في الثانية عشرة من عمره إلى مدينة الرباط للدراسة الٍتي واصلها في بالجزائر ثم في باريس، زوال مِهنة التعليم ابتداء من سنة 1947 في المدية وفي جامعة الجزائر 1962، كان أول رئيس لاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1963، لكنه لم يدم طويلا في منصبه نظرا للخلافات الايديولوجية بين أعضاء الاتحاد حول دور المثقف في المجتمع. توفي مولود معمري في 26 فيفري 1989 في حادث سيارة بِعين الدفلى بعد عودته من ملتقى بوجدة (المغرب). ومن مؤلفاته: ”غفوة العادل” 1952 و”العبور” في 1982 و”قال الشيخ محند” 1969 و”أشعار سي محند أومحند” في نفس السنة، وقصة: ”حمار الوحش”.. أما في مجال السينما فقد تم في سنة 1971 إنتاج فيلم الأفيون والعصا من إخراج أحمد راشدي المقتبس من روايته التي تحمل نفس الاسم. وفي مجال التكريمات، منحته جامعة السوربون شهادة الدكتوراة الفخرية (doctorat honoris causa) في سنة 1988 من أجل أعماله الأدبية واللغوية. سميت جامعة تيزي وزو باسمه وكذلك دار الثقافة، كما اختير اسمه من أجل جائزة ثقافية وأدبية أمازيغية.