ناشد العديد من فلاحي مشاتي زانة البيضاء بولاية باتنة، ضرورة التفات الجهات المسؤولة لتفقّد واقع وأحوال يومياتهم الصعبة، إثر تجميد مشروع الكهرباء الفلاحية على امتداد 29 كلم، بعد انتظار طال أمده، حيث تسلّم المعنيون قرارات الاستفادة سنة 1986 في إطار عقود الامتياز. قال الفلاحون بأنهم تضرروا بسبب ارتفاع تكاليف إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية، نتيجة الزيادات المفروضة على مادة المازوت الذي يستخدمونه لإنتاج الطاقة الكهربائية بغية استغلال مياه الآبار الإرتوازية، مطالبين بمشاريع تنموية وفك العزلة، إلى جانب ذلك يشتكي مواطنو المنطقة صعوبة التنقل بين مختلف المشاتي المجاورة لقضاء حاجياتهم بمقر البلدية، حيث يضطرون إلى قطع عشرات الكيلومترات لبلوغ المرافق العامة. وضمّن الفلاحون مطالبهم بوضع حد لمعاناتهم الشديدة بسبب الاهتراء الشديد للمسالك المؤدية إلى قطعهم الأرضية التي تتربع على مساحة 2985 هكتارا، والمقسمة إلى 199 قطعة استفاد منها 343 فلاحا. ذكر مصدر محلي أن تجميد مشروع الكهرباء الفلاحية تم في إطار سياسة التقشف، مضيفا أنّ المنطقة استفادت من مشروع لتعبيد المسالك على امتداد 6 كلم، لكنه غير كاف بالنظر إلى شساعة المساحة. من جهتها، أكدت مصادر من مصالح "سونلغاز" تسجيل جميع المشاريع، وتم إنجاز الدراسات الخاصة بها، كما تم تسديد أتعاب مكاتب الدراسات الخاصة قبل توجيه الكشوفات المالية لقيمة الأشغال إلى المصالح الفلاحية المختصة. يذكر أنّ الخارطة الفلاحية بمنطقة زانة، تزخر بمنتوجات متنوّعة وبكميات وفيرة معروفة بعدة محاصيل إستراتيجية، تتميّز بالاستهلاك الواسع، ويتعلّق الأمر بالبطاطا، القمح والشعير، إضافة إلى تربية المواشي، وهو ما يتطلّب حسب فلاحي المنطقة دعمها بالوسائل التي تكفل تطوير شعبها، حيث أنّ فلاحي المنطقة الذين لا يزال العديد منهم يمارسون الفلاحة بطرق بدائية، يفتقرون لوسائل الدعم الفلاحي، وفي مقدّمتها الآبار الارتوازية التي تجنّبهم اعتماد السقي بالصهاريج المائية، خاصة أنها أثقلت كاهلهم كونها كلفتهم مصاريف إضافية، كما يسردون. إلى جانب هذا، تنعدم بالمنطقة المذكورة مظاهر التهيئة الحضرية، حيث أنّ مجمل مسالكها لا تزال ترابية ومنقطعة، وهو ما حال بينها وبين قلة تنقلاتهم إلى المناطق المجاورة، لتبقى جل هذه المشاكل حاجزا أمام رفع طاقات الإنتاج والتفنّن في الشعب الفلاحية، مما يتطلب تدخل الجهات المسؤولة لتثمين النشاط الفلاحي والرد على انشغالات الفلاحين.