تستعد جامعة "منتوري" بقسنطينة، خلال الموسم الجامعي المقبل، لإطلاق تخصص جديد يدرج لأول مرة في المناهج الجامعية بالجزائر، وهو تخصّص ماستر في الفيزياء الفلكية، حيث أضحى هذا الطموح الذي أطلقته مجموعة من الكفاءات بالجامعة والمخبر الوطني في الفيزياء والرياضيات وما تحت الذرة، واقعا ملموسا سيسمح بتطوير آفاق البحث العلمي في هذا الميدان بمساهمة عدد من الخبراء من مختلف جامعات الجزائر، وحتى من الخارج في تخصص الفيزياء. حسب بيان ممضى من طرف مدير مخبر الفيزياء والرياضيات البروفيسور ميباركي، ورئيس فريق البحث في علم الفضاء وقسم الأشعة الكونية فائقة الطاقة بكلية الفيزياء بجامعة "منتوري"، البروفيسور جمال ميموني، فإنّ الأبحاث في مجال الفيزياء الفلكية تتمّ بشكل رئيسي بمركز البحث في علم الفلك، الفيزياء الفلكية والجيوفيزياء بالجزائر العاصمة، وكذا بعض الجامعات الجزائرية. وحسب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، البروفيسور جمال ميموني، فإنّ الوقت حان ويفرض على المختصين الجزائريين من أجل تدريس مواد حديثة بالجامعة الجزائرية، وتعدي المواد الكلاسيكية في مجال التدريس النظري للفيزياء وفروعها على غرار الفيزياء الطاقوية، فيزياء المادة، علم البلورات، الفيزياء النووية، ومؤخرا تم استخدامها في التخصصات الطبية، مضيفا أن هذا الأمر سيكون تحديا للفيزيائيين الجزائريين وكل الكفاءات المشاركة في هذا المشروع الذي يضم، إضافة إلى الأساتذة الجامعيين من قسنطينة، أساتذة من جامعتي باتنة وعنابة وكذا كفاءات من مركز البحث في علم الفلك، الفيزياء الفلكية والجيوفيزياء بالجزائر العاصمة، وحتى من خارج الجزائر. وحسب البروفيسور جمال ميموني، فإن عددا من طلبة الفيزياء من مختلف أنحاء الوطن سيحققون بجامعة قسنطينة، حلما طالما روادهم من أجل دراسة أنبل تخصص في الفيزياء، وهو الفيزياء الفلكية والتجول بذلك في الفضاء الذي أطلق عليه العديد من الأسماء، على غرار الثقب الأسود، سوبر نوفا والمادة السوداء التي تضم بين ثناياها عددا لا متناه من النجوم والكواكب ضمن هذا الكون الشاسع بأسراره وعجائبه. سيكون التخصص مفتوحا لكل طلبة الفيزياء المتحصلين على شهادة ليسانس "ألا. أم. دي" في التخصص، مع إدراج شروط الالتحاق بأي تخصص في "الماستر" وعدد المقاعد المفتوحة وكذا إمكانية إجراء مقابلة مع الراغبين في ولوج عام الفيزياء الفلكية. كما سيسمح خلال الموسم المقبل للطلبة الحاصلين على شهادة دراسات عليا في النظام الكلاسيكي بدخول التخصص بشرط إعادة السنة الرابعة في النظام الجديد، أما بخصوص شهادة الدكتورة في هذا التخصص، فستكون عن طريق إجراء مسابقة وطنية يتم ترتيب الفائزين حسب المعدلات ووفقا للمناصب المفتوحة في خطوة لتحضير المادة الرمادية والكفاءات البشرية التي ستسير المرصد الوطني الأوراس الذي سيكون في ولاية خنشلة، والذي سيهتم بعلوم الفلك والفضاء.