يعد عبد الوهاب سلكة أحد أبرز الفنانين الجزائريين في الفن التشكيلي التجريدي الذين وضعوا بصمتهم في الحركة الفنية التشكيلية، ومنذ 42 سنة وهو يمارس هذا الفن الراقي، أي مباشرة بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون الجميلة، وكان حينها مولعا بالرسم وشغوفا بالفنون الجميلة التي عشقها منذ طفولته الأولى. حضر هذا الفنان خلال الطبعة الأولى للصالون الوطني للفن التشكيلي الذي نظم بدار الثقافة «عبد المجيد الشافعي» بقالمة مؤخرا، بمشاركة 80 فنانا تشكيليا، حيث يشارك هذا الفنان منذ سنة 1965 في المعارض الفنية داخل وخارج الوطن، بحيث سجل حضوره في معارض 48 ولاية، وفي الخارج شارك في المعارض التي أقيمت في كل من ماليزيا، أندونيسيا، مصر، تونس، المغرب، فرنسا وغيرها، وآخر مشاركة له كانت في معرض ب«بروج» ببلجيكا، كما نال عدة جوائز وتلقى تشجيعات وتكريمات في دول عربية وأجنبية منها جائزة الطبعة الحادية عشرة لمهرجان «شيميريا» بسودا في فرنسا في أكتوبر 2016، بمشاركة 35 دولة عربية وأجنبية، حيث تلقى تشجيعا، خاصة أنه الفنان الوحيد الذي باع لوحتة الفنية في هذا المعرض. كما تخصًص عبد الوهاب إضافة للفن التشكيلي، في النحت، ويعتبر النحات الوحيد بمدينة وهران، وظهر هذا الفن حتى في لوحاته التشكيلية في لمسة راقية مزج فيها بين الفنين، أي التشكيلي والنحت، مستعملا تقنية فريدة ومختلفة جعلت تجربته الإبداعية رائدة، خاصة في عالم التجريد، كما أنه يعمل على إثراء الحركة التشكيلية بالجزائر والنهوض بها للوصول إلى العالمية. تتناول أعمال هذا الفنان المحترف موضوعات مختلفة مستوحاة من البيئة والتراث الجزائري الأصيل، معتمدا على أساليب تشكيلية تجمع بين الأصالة والمعاصرة خاصة في جانب الطرح، وتصور اللوحات التشكيلية الأحداث ومواضيع الراهن، مثل حملة التشجير والسد الأخضر لحماية الشمال من زحف الرمال، كذلك مواضيع عن عالم السمك والبحر للدفاع عن البيئة من التلوث، كما تعد لوحاته التي يغلب عليها الأبيض والأحمر والأخضر بتدرجاتها رمزا للألوان الوطنية، وتصورا للأوقات العصيبة التي عاشها الشعب الجزائري خلال العشرية السوداء، معتمدا في هذا العمل الفني على تقنية تزاوج الفن التشكيلي بالنحت، ومن أهم منحوتاته الخشبية التي جلبت الزوار «القصعة» التي تعبر عن الحركة الديمقراطية، جسدها الفنان تعبيرا عن حبه للجزائر، وإيمانه بالأخوة والمحبة والعقيدة الدينية والفلسفية التي تجمع الجزائريين من أجل جزائر جميلة ومزدهرة، وفي هذا المضمون قال سلكة عبد الوهاب ل«المساء»: «يجب علينا أن نحب بعضنا البعض، والقصعة تمثل الأخوة والمحبة والتلاحم والتعاون، ومن عادات أجدادنا تناول الطعام في صحن أو في قصعة واحدة، تعبيرا عن التفاهم والمحبة للدفاع عن بلادنا»،