وجّه وزير البيئة وتهيئة الاقليم والسياحة نداءً قويا إلى الفاعلين والقائمين على قطاع السياحة الصحراوية بضرورة الابتكار، الانفراد والابتعاد عن سياسة البريكولاج للخروج بسياحة صحراوية ترقى إلى تطلّعات السياح الأجانب الذين سئموا النمط الممل الذي تعرفه السياحة الصحراوية، وذلك خلال اشرافه أمس على افتتاح الموسم السياحي بتمنراست والذي تزامن مع انطلاق أول رحلة بين باريس وتمنراست والتي حملت وفودا هامة من سياح، صحافيين ورجال أعمال. من باريس إلى تمنراست حطت أمس أول رحلة مباشرة للخطوط الجوية الجزائرية والتي خصتها باهتمام بالغ لما تحمله من وجوه من شأنها تفعيل قطاع السياحة بشكل عام، والسياحة الصحراوية بشكل خاص تلك التي يعول عليها كثيرا للنهوض بواقع التنمية بالمنطقة وكذا الاقتصاد الوطني ككل، وقد شكلت الصحافة الفرنسية المتخصصة التي حضرت بقوة إلى تمنراست الجسر السياحي الرابط بين الضفتين اللتان تعرفان تدفقا سياحيا متبادلا، بالاضافة الى رجال الأعمال والمستثمرين الذين اغتنمواالفرصة للاطلاع على الفرص المتاحة لاقتحام السياحة بالمنطقة. وقد شكلت هذه المناسبة فرصة للوزير شريف رحماني الذي دعا الى ضرورة الاعتماد على الخصوصيات الحقيقية للأهقار والتاسلي للخروج بمؤهلات هذه المناطق ومميزاتها الخاصة بها على أساس أن السياحة الصحراوية هي المفتاح المؤدي الى ترقية السياحة الجزائرية والتحسيس بالمقصد الجزائري ملحا على جعل الأهقار والتاسيلي بطاقة سياحية معروفة على المستوى العالمي. وتحولت الرحلة السياحية للسيد شريف رحماني الى زيارة عمل وتفقد الى ولايتي تمنراست وإليزي وذلك في إطار متابعة تطبيق المخطط المدير لتهيئة السياحة في آفاق 2025 حيث اطلع الوزير على مختلف المرافق السياحية التي وبالاضافة إلى قلتها، فهي تعدت عتبة اللامقبول بالنسبة لبعض المناطق في إشارة إلى إليزي وتمنراست باعتبارهما الؤلؤة السياحة الصحراوية، وتفتقرا الى فندق في مستوى عال بالاضافة إلى عجز في الإيواء والاستقبال. وقد كشفت الدراسة التي أجراها مكتب دراسات متخصص »سنياب«، أن 22 وكالة سياحية على المستوى الدولي غير موزعة بإنصاف، حيث معظمها مرتكز بمنطقة واحدة وهي فرنسا التي تسجل 18 وكالة سياحية جزائرية فيما توزع الوكالات الأخرى بشح بكل من ألمانيا، بريطانيا وإيطاليا.. وتضيف الدراسة أن تمنراست ورغم ما تشكله من أهمية بالغة في قطاع السياحة باعتبارها أكبر متحف طبيعي مفتوح على العالم بما يحتويه من كنوز وأسرار، وبالرغم من المساحة التي تحتلها والتي تشكل ربع المساحة الاجمالية للجزائر، أي ما يقابل 500 ألف متر، إلا أنها لا تتوفر إلاّ على 1234 سرير و84 وكالة سياحية بالاضافة إلى 24 مؤسسة إيواء و16 مخيما و7 فنادق لا توفر أحسنا خدمة الأربعة نجوم. للإشارة سجلت ولاية تمراست منذ بداية الموسم 2008 أزيد من 4160 سائح أجنبي مقابل 23 ألف الموسم الماضي، وهو رقم مرشح للاتفاع نظرا للجاذبية والمحفزات الموضوعة أمام السياح خاصة فيما يتعلق بتدعيم المنظومة الأمنية التي جاءت لمحو الصورة التي تشوهت بفعل الإرهاب كما قال الوزير.