أكد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل الثاني أن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع جيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولكن دون شروط ولا إملاءات مسبقة. وقال في أول خطاب منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين بلاده والدول الأربع، أن أي حل لهذه الأزمة «يجب أن يتم على أساس احترام سيادة كل دولة وإرادتها وبعيدا عن أي إملاءات من أي طرف على الآخر. والتزمت السلطات السعودية والإماراتية الصمت إزاء مضمون خطاب الشيخ تميم بن حمد باستثناء مواقف صحف إماراتية وسعودية أكدت أن الدوحة تسير باتجاه طريق مسدود. وأضاف الشيخ تميم بن حمد أن الدوحة وفق هذه القواعد جاهزة لبدء حوار جاد بهدف التوصل إلى تسوية لكل الخلافات القائمة بينها وبين العواصم الأخرى ووضع حد لأعنف أزمة دبلوماسية تهزّ كيان مجلس التعاون الخليجي منذ ميلاده سنة 1981. ولكن أمير قطر، وهو يعرض استعداد بلاده الدخول في مفاوضات مباشرة مع جيرانها حرص التأكيد في المقابل أنه يرفض كل وصاية على بلاده أو تغيير في سياستها الخارجية حيث اعترف بوجود خلافات بشأن السياسة الخارجية لبلاده مع الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة ولكنه أكد أن لبلاده أيضا تحفظات بشأن السياسة الخارجية لهذه العواصم والإشارة واضحة إلى رفضه قطع علاقات بلاده مع إيران. وهو الموقف نفسه بخصوص ما اسماه مساس بحرية التعبير والحق في الإعلام في رفض صريح لإغلاق قناة «الجزيرة»، كما طالبت بذلك الدول الأربع بقناعة أنها تزرع الكراهية وتروج للإرهاب. ولكن أمير دولة قطر وهو يعترف بكل هذه الخلافات، حاول التقليل من أهمية تأثيرها على العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي بقناعة أن هناك أمورا مشتركة كانت سببا مباشرا في ميلاد مجلس التعاون الخليجي، نافيا في نفس الوقت تهمة دعم بلاده للإرهاب وقال إلى نقيض ذلك أنها تحاربه دون هوادة بدليل الاعتراف الدولي بدور بلاده في ذلك وقال إن قطر «تفعل ذلك ليس لإرضاء طرف في الشرق أو الغرب ولكن لأنها تعتبر الإرهاب جريمة بشعة ضد الإنسانية». وجاء خطاب أمير دولة قطر في نفس اليوم الذي طالب فيه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون ما أصبح يعرف بمجموعة الثلاثة زائد واحد برفع الحصار البري والجوي الذي تفرضه على قطر. وبرر رئيس الدبلوماسية الأمريكي طلبه بالاتفاق الذي وقعته بلاده قطر القاضي بمحاربة الإرهاب ومنع تمويله والذي وصفه ب «الخطوة الإيجابية» في إطار مكافحة الإرهاب. وكشف تيلرسون بعد لقاء جمعه بنظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله بالعاصمة الأمريكية أن القطريين على «استعداد» للجلوس إلى البلدان الأربعة و»مناقشة مطالبها، وهو ما جعله يطالب هذه الأخيرة باتخاذ إجراءات إيجابية ورفع الحصار، كإشارة على حسن نواياها تجاه الدوحة.