أطلق مصطفى زبدي، رئيس الفدرالية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، حملة تحسيسية توعوية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» يدعو من خلالها الأولياء إلى الحرص ومراقبة ما يتناوله الأطفال، مشيرا إلى أن كمية السكر التي يستهلكها الأطفال مقلقة وتستدعي تدخلا صارما لكبح ذلك الإفراط في استهلاك العصائر والحلويات التي تعرضهم لمشاكل صحية وتهددهم بالإصابة بمرض السكري منذ صغرهم. أشار زبدي، إلى أنّ الثقافة الاستهلاكية بالنسبة للبعض باتت عشوائية، ويزيد ملاحظة ذلك خلال الموسم الصيفي، حيث تكثر السهرات الليلية والخرجات على البحر أو الغابات، والتي عادة ما يصاحبها استهلاك «غير عقلاني» لبعض المنتجات للانتعاش والترطيب التي تحوي كمية مرتفعة من السكر، كالمثلجات، الحلويات، العصائر وغيرها من السكاكر، هذا إلى جانب تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالدسم والسكريات. وكشفت آخر الإحصائيات لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنّ 18 بالمائة من أطفال الجزائر يعانون السمنة، وحسب إحصائيات الفيدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري فإن 3.5 ملايين جزائري مصابون بداء السكري بينهم 25% شباب و10% أطفال دون 14 سنة، فالبدانة هي من أهم مؤشرات الإصابة بالسكري، وهي عادة ما تجر هذا الداء لأطفال دون 14 سنة. ولقد تزامنت هذه الحملة حسب زبدي، وفصل الصيف لأنه إلى جانب ذلك الإفراط في تناول السكريات، هناك من جهة أخرى قلة في الحركة والنشاطات البدنية، حيث يدخل الجسم في هذا الموسم، مرحلة الخمول، فالطفل خلال عطلته المدرسية يمضي غالبية وقته في البيت وتزيد ساعات نومه، وتقل الحركة والنشاط الذي اعتاده خلال أيام الدراسة. ويقول المتحدث إن مراقبة الأولياء ما يتناوله أطفالهم أمر ضروري ومحتم، لأنّ الصغار لا يعرفون مخاطر ما يتم استهلاكه، خصوصا المواد التي لا تحتوي على أي فيتامينات آو منافع إلا أنها غنية بالسكريات والمواد الدسمة المضرة بالجسم، على غرار العصائر غير الطبيعية، والحلويات، والمثلجات، وغيرها. وفي هذا الخصوص، دعا إلى التحلي بالمسؤولية تجاه ما يتم تناوله، ليس بحرمان الطفل من الاستمتاع بالمرطبات أو العصائر وإنما بالتحكم في الكمية، وكذا الفترة، مثلا يستحسن استهلاك المثلجات ومختلف السكاكر خلال الفترة الصباحية، إذ يمكن ضمان حركة ونشاط خلال اليوم تحرق تلك الطاقة وتفكك السكر غير النافع المتراكم في الجسم، هذا إلى جانب استبدال المشروبات الغازية والعصائر المصنعة، بالعصائر الطبيعية المحضرة في البيت من الفواكه الطازجة لاسيما وأن هذا الموسم يعرف انتعاشا في سوق الفواكه من كل الأنواع وفي الأخير حث الطفل على استهلاك الماء بكثرة مما يسمح له بخلق التوازن في الجسم.