أبدع الشاب بلال، في الليلة السادسة من مهرجان جميلة العربي، حيث كان نجم السهرة دون منازع، أمتع فيها الجمهور الكبير من العائلات والشباب، الذين جاؤوا من كلّ حدب وصوب، بأحلى ما جادت به حنجرته وأجمل أغانيه التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، وهو ما تجلى من خلال ترديده معه جلّ الأغاني التي قدمّها في سهرة كانت جزائرية مائة بالمائة. لم تخالف السهرة السادسة من مهرجان جميلة العربي في طبعته الثالثة عشرة، توقّعات المشرفين على هذه التظاهرة الفنية، لاسيما من حيث الحضور الجماهيري المميّز الذي طبع السهرة بتجاوبه مع أغلبية الفنانين الذين تعاقبوا على ركح كويكول، سواء بالرقص أو ترديد الأغاني. سهرة امتزجت فيها مختلف الطبوع الجزائرية من الراي إلى العاصمي والقناوي إلى الفلامنكو، سطع فيها اسم فنان الراي، الشاب بلال الذي استحق شارة «نجم السهرة»، وأخذ فيها حصة الأسد، بعدما استحوذ على الخشبة لمدة تزيد عن ساعة من الزمن سافر فيها بجمهوره في فسحة فنية بطابعه الرايوي المميز، النابع من الواقع الاجتماعي المعاش، غنى عن الحب، غنى عن الغربة، والعديد من المواضيع الاجتماعية. بلال ودون أيّ مقدّمات بصوته المميز، أجبر الحضور على التفاعل مع أغانيه منذ البداية، فعلى أغنية «ويلي ويلي» فضّل بلال افتتاح سهرته، فكانت أحسن طبق يستميل به الحضور، قبل أن يعرج به إلى مجموعة من أغانيه القديمة التي تعدّت شهرتها الحدود الجغرافية لأرض الوطن، على غرار أغاني «برافو» و»قع نبغو الدراهم» و»درجة درجة « و»شوالا هذا» و»برافو عليك»، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأغاني التي تجاوب معها الجمهور الغفير الذي جاء خصيصا من أجل الشاب بلال، وكان عند حسن ظن وتوقعات الحضور وأبى إلاّ أن يمتعه بطبق ثان من الأغاني القديمة والجديدة منها «أختي بغيت ننساك» و»الغربة واعرة» و»أحنا خير منهم هوما» قبل أن يختتم سهرته بأغنيتي «راي يا رايي» و»شوف شوف». ثاني فنان اعتلى خشبة المهرجان، كان مطرب الفلامنكو رضا سيكا، الذي عرف كيف يحافظ على حرارة الساحة وتفاعل الحضور من العائلات بتقديمه طبقا فنيا منوّعا من أغانيه المعروفة منها «بابور اللوح» و»من صابني سلطان» و»سامحوني» بالإضافة إلى بعض الأغاني الاسبانية، فاسحا بعد ذلك المجال للفنان حكيم صالحي الذي اكتفى بتقديم ثلاث أغاني من ألبومه القديم «صحراوي» و»يمينة» و»ما نبغيش عليك»، تلته سفيرة الأغنية البشارية، الفنانة نورة قناوة التي كانت مسك ختام السهرة، ووفّقت إلى حدّ بعيد في الحفاظ على حيوية الجمهور ودغدغة مشاعره بفضل باقة من أغاني الطابع القناوي على غرار «مالي مالي أنا» و»هجرني وخلاني» و»واحد زوج ثلاثة». وكان جمهور السهرة ما قبل الأخيرة مع الثلاثي الجزائري عبدو درياسة ومحمد روان وسلمى كويرات، إلى جانب الفنانة اللبنانية نجوى كرم، فيما ستحمل الليلة الختامية سهرة اليوم توقيعا لثلة من الفنانين الجزائريين من بينهم الشاب أنور مرفوقين بالفنان الفلسطيني محمد عساف. الشاب بلال:أنا جزائري وأؤدي كل الطبوع الجزائرية عقب إمتاعه للجمهور الذي كان حاضرا بقوة وأتى من كل ولايات الوطن، في السهرة السادسة من مهرجان جميلة العربي في طبعته ال13، عقد فنان الشباب، الشاب بلال صاحب أغنية «سهيلة» و»درجة درجة» وغيرهما من الأغاني التي لا يزال يحفظها الشباب ليومنا هذا، ندوة صحفية أكد فيها أنها ليست أوّل مرة يلتقي بها بجمهوره على ركح كويكول الأثري، وأنه سعيد للتجاوب الذي حظي به من طرف جمهوره. وعن المهرجان، أكد الشاب بلال أنّه في تطوّر مستمر، خاصة وأنّ أكبر الأصوات سواء على المستوى العربي أو الجزائري كانت حاضرة فيه، وعن جولاته الفنية، قال إنّه سيقوم بالعديد من الجولات الفنية وكلّها داخل الوطن منها إحياء حفلات بكل من قسنطينة، الكازيف بالعاصمة، وهران ومستغانم، وفيما يتعلق بجديده، أشار بلال إلى قرب صدور ألبوم بعنوان «أحلامكم ذكرياتنا»، متمنيا أن يلقى صدى في وسط جمهوره، مضيفا أنّ أغلب أغانيه رومانسية عاطفية، ماعدا البعض الذي عالج من خلاله بعض المواضيع الاجتماعية التي يعاني منها الشباب الجزائري. وإجابة عن سؤال أحد الإعلاميين بخصوص لجوئه في أعماله الأخيرة لتأدية الطابع الشعبي، صرح بأنه منذ الصغر كان يميل للقصائد والأغنية الشعبية، كما أنه جزائري ويحق له تأدية أي طابع جزائري مهما كان سواء الشعبي أو السطايفي أو الشاوي أو الرايوي، وعما إذا كان سيؤدي الأغنية الرايوية الحالية، صرح بلال أن هناك أغاني تسببت في انحطاط رهيب للمستوى الفني ونفور شريحة كبيرة من الجمهور الذي كان يستمع للطابع الرايوي، وعن ما إذا كان سيتوجه لمثل هذه الأغاني أجاب بكلمة «لا لن أؤدي هذا النوع لأني مبادئي لا تسمح بذلك». ❊آسيا عوفي