تعرف العديد من بلديات العاصمة، انتشارا مذهلا للنفايات التي أصبحت ديكورا يميّز بعض الأماكن العمومية والشوارع الرئيسة رغم المجهودات التي يقوم بها أعوان النظافة لمؤسّستي "نات كوم" و«اكسترانت"، الذين لم يتمكّنوا من احتواء لامبالاة المواطنين الذين رهنوا مشروع الجزائر البيضاء في غياب الردع وعجز السلطات المحلية على طي هذا الملف نهائيا، رغم تعليمات والي العاصمة عبد القادر زوخ، الذي اعتبر ملف النظافة من أولوياته مباشرة بعد تسلمه مهام تسيير شؤون ولاية الجزائر في نهاية2013. زهية. ش زاد الوضع البيئي تدهورا في الفترة الأخيرة، وانتشرت القمامة بعدة أحياء من بلديات العاصمة، في مقدّمتها حسين داي التي تحوّلت بعض الأماكن فيها إلى مفارغ عمومية رغم ما يقوم به أعوان "نات كوم" من مجهودات لجمع النفايات التي ترمى بشكل فوضوي، خاصة على مستوى أرصفة شارعي "بوجمعة موغني" و«طرابلس" الرئيسيين، وحواف بعض الطرق الثانوية بشوارع "محمد سنوسي" و«عمار حميتي" و«عميروش" وغيرها. وأدى ذلك إلى تشويه المحيط وانتشار بعض الحشرات مثل البعوض والقوارض الخطيرة التي تحوّلت إلى هاجس بالنسبة للسكان الذين يشكون قلّة الحاويات المخصّصة لرمي النفايات، خاصة ببعض الأحياء التي يتساءل بعض قاطنيها عن الغياب التام للمسؤولين المحليين، الذين لم يعيروا هذه الظاهرة أيّ اهتمام، رغم أنّ هذا التدهور تزامن مع موسم الاصطياف الذي تستقبل فيه جلّ البلديات زوارا من الجزائر وخارجها. من جهتها تشهد بلدية الحراش انتشار القمامة التي احتلت مداخل البنايات والشوارع الرئيسية، كما لم تستثن بلدية الجزائر الوسطى من قائمة البلديات التي تدهور بها الوضع البيئي في عزّ موسم الاصطياف، رغم أنّها تمثّل صورة الجزائر بأكملها وبوابة كلّ بلديات العاصمة، خاصة على مستوى شارع "بن مهيدي" الرئيسي حيث يبدو من خلال وضعيته تهاون المجلس الشعبي البلدي في تحمّل مسؤوليته تجاه هذه الوضعية، قبل ثلاثة أشهر فقط عن انتهاء العهدة الانتخابية الحالية في نوفمبر القادم. نفس الصورة تتكرّر ببلديات أخرى، على غرار باش جراح التي لم تتخلّص هي الأخرى من لعنة النفايات المنتشرة في كلّ مكان خاصة بالأحياء الشعبية، حيث تتواجد الأسواق مثلها مثل أحياء عين النعجة وباب الوادي وغيرها، فالبلديات لم تجد حلا لملف النظافة، الذي أكّد عليه والي العاصمة عبد القادر زوخ، فور توليه المهام وقام بخرجات ميدانية للإطلاع على الوضع بعدّة بلديات، وخصّص إمكانيات هامة للقضاء على مختلف النقاط السوداء، غير أنّ توبيخات زوخ الذي تعهّد باسترجاع بريق العاصمة بيئيا لم تجد نفعا بسبب تهاون المواطنين وتنصّل رؤساء بعض البلديات عن أداء مهامهم قبل انتهاء العهدة، خاصة وأنّ الوالي حثّهم في الكثير من المناسبات على ضرورة الخروج للميدان، ووبّخ بعضهم في إحدى خرجاته للدائرة الإدارية لزرالدة على انتشار النفايات بحواف الطرقات، واعتبر ذلك عيبا وعارا وظاهرة تنفّر الزوار والسياح من العاصمة، التي لديها إمكانيات طبيعية قادرة على جعلها مدينة سياحية بامتياز، خاصة بعد غرس آلاف الأشجار وإنشاء مساحات وفضاءات خضراء، وبرنامج إعادة ترميم واجهات المحلات التجارية والإدارية والعمارات.