تستعد السيدة فرحات نبيلة رئيسة جمعية الممرنين المحترفين في السياقة، لإطلاق برنامج جديد يهدف إلى تطوير وترقية الأساليب المعتمدة في تعليم فنون السياقة، حيث كشفت ل "المساء" على هامش تنشيطها حملة تحسيسية حول "فخ المخدرات وتأثيرها على قيادة المركبات"، كشفت عن المشروع المتمثّل في التخلي عن الطريقة التقليدية في تعليم السياقة بالاعتماد على الإشارات الموجودة في الكتب، والانتقال إلى تقنية تعليم بالصورة والصوت كلّ ما يتعلّق بقانون المرور". يُشرع في العمل في برنامج التعليم السمعي المرئي، حسب رئيسة الجمعية، مطلع الدخول الاجتماعي المقبل، مشيرة إلى أنّ التفكير في تغيير طريقة تلقين فنون السياقة يأتي في إطار السعي لتجسيد أهداف الجمعية، والمتمثّلة في التخلي عن الأساليب القديمة في تعليم فنيات السياقة، وابتكار أساليب جديدة تسهّل عملية الاستيعاب وتساعد على تبسيط المعلومة لكلّ المرشّحين، خاصة أنّ عددا كبيرا منهم يحفظون الإشارات بدون أن يفهموا طريقة تطبيقها على أرض الواقع، وبالتالي فإنّ طريقة التلقين بالصورة والصوت ترفع من درجة الاستيعاب الذي يقود إلى تحقيق نتيجة واحدة، وهي سياقة آمنة بدون حوادث. لم تستثن السيدة فرحات من مشروعها الجديد الأطفال، حيث خصّتهم في إطار التحسيس بحوادث المرور، بمشروع خاص، وتتمثّل الفكرة التي يُنتظر أيضا الإفراج عنها مطلع شهر سبتمبر، في تمكين عدد من الأشخاص من ارتداء أزياء على شكل إشارات مرور يتجول بها في بعض بلديات العاصمة، ويشرح للأطفال والمواطنين على حد سواء، معناها وكيفية تطبيقها على الطريق، مشيرة إلى أنّ بعض السائقين يجهلون المعنى الذي توحي إليه الإشارة، في حين يخلط آخرون بينها وبين غيرها، وهو الأمر الذي دفعنا، تقول المتحدثة، لتبسيط الفكرة التي يمكن أن تكون بمثابة مسرح في الشارع. من جهة أخرى، تتطلع رئيسة الجمعية لاقتراح إنشاء مدرسة خاصة بالممرنين المحترفين عوض الإبقاء على المعاهد التي لم تعد تكوّن ممرنين في المستوى، مشيرة إلى أنّ عدم تطبيق قانون المرور في أرض الواقع وارتفاع حوادث المرور، يكشف ضعف ما يقدَّم للمترشحين، ويفضح مستوى الممرن الذي لا يبذل جهدا في تعليم قانون المرور، ومنه غياب الثقافة المرورية عند المترشح، تقول رئيسة الجمعية: "من أجل هذا أعتقد أنّه آن الأوان للتفكير في إنشاء مدرسة خاصة بالممرنين، تتكفّل بتقديم تكوين نوعي للمشرفين على تلقين المرشحين قيادة المركبات، فضلا عن المطالبة بتمديد الفترة التي يتعلّم فيها المترشّح؛ لأنّ المدة المعمول بها اليوم غير كافية للإلمام بكلّ ما يخصّ قانون المرور وقيادة سيارة". أقراص "الكيبتاجون" من مسبّبات حوادث المرور حاولت السيدة فرحات خلال الحملة التحسيسية التي احتضنتها بلدية القبة، التركيز على نوع معيّن من المخدرات التي تؤثّر بشكل كبير على سائق المركبة، والتي تُعتبر أحد العوامل المتسبّبة في حوادث المرور، حيث راحت تشرح للمواطنين الذين توافدوا على قاعة المحاضرات، ماهية هذا المخدر المسمى "الكيبتاجون" وتأثيره على قائد المركبة، قائلة: "هو المتسبّب الرئيس في حوادث المرور لمن يتعاطى هذا النوع من الأقراص، وهي عبارة عن حبوب بيضاء عُرفت بعدة تسميات شعبية، منها "دايفوني" و«أبو ملف". ومن بين تأثيراته ضعف الاستجابة الحسية وعدم القدرة على التركيز، كما يتسبّب في إضعاف الذاكرة، ويجعل الفرد يتخيّل أمورا غير موجودة"، مشيرة إلى أنّه ظهر في أوّل الأمر كدواء، وبعد 25 سنة من تسويقه تم توقيفه لتأثيراته المزعجة والمخدرة، ويُعتبر اليوم أحد مسبّبات حوادث المرور. الدافع إلى حديثها عن هذا المخدر دون غيره هو نتائج البحث الذي قامت به، وكشفت خلاله عن تعاطيه بشكل كبير لسهولة الوصول إليه؛ لهذا تقول: "ارتأيت خلال الحملة التحسيسية لفت الانتباه إلى خطورته على من يتعاطاه ويقود مركبته". وردّا على سؤال "المساء" حول تفسيرها ارتفاع حصيلة حوادث المرور بالجزائر، حيث تشير الإحصائيات إلى أنّها تحتل المراتب الأولى في إرهاب الطرقات، تعتقد رئيسة الجمعية أنّ السبب الرئيس في تنامي حوادث المرور هو خرق قانون المرور بالدرجة الأولى، لذا تقول: "أعتقد أنّ الحل لمواجهة هذه الآفة هو تطبيق رخصة السياقة بالتنقيط، التي تُعتبر الوسيلة الردعية الكفيلة بالتقليل من الحوادث".