أصدرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تعليمة لمديري المؤسسات الاستشفائية ومديريات الصحة على المستوى الوطني تجبرها فيها على رفع دعاوي قضائية ضد كل من يعتدي على موظفي القطاع عند ممارسة مهنتهم. وجاءت هذه التعليمة بعد تنامي ظاهرة الاعتداء التي أخذت أبعادا خطيرة وباتت تستهدف الأطباء والممارسين في قطاع الصحة بالمستشفيات خاصة خلال المناوبة الليلية. وجاء رد فعل وزارة الصحة بعد الاطلاع على عدة تقارير وردت إليها من عدة مؤسسات استشفائية تضمنت الاعتداءات الجسدية وتخريب الممتلكات العمومية بالمستشفيات من طرف مرافقي المرضى كرد فعل عن عدم رضاهم لنوعية ومستوى الخدمات المقدمة لهم أو عدم التكفل بالشكل اللائق بمرضاهم بهذه المستشفيات. وطالبت وزارة الصحة مديري المؤسسات الاستشفائية، حسبما أكده موقع «كل شيء عن الجزائر»، بإبلاغها بصفة فورية بعدد الاعتداءات التي يتعرض لها موظفو قطاع الصحة ونوعيتها بكل مستشفى في حال تسجيلها. كما دعت الوزارة أيضا المديرين لأن يشيروا في التقارير التي سيرفعونها إليها إن كانت مؤسساتهم مزودة بمراكز شرطة يسهر أعوانها على حماية أمن المستشفى. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، قد اجتمع، أول أمس، بنقابات الصحة وتطرق إلى عدة مسائل تخص القطاع، خاصة ما تعلق منها بظروف المناوبة الليلية بالمستشفيات وضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية لحماية الممارسين من الاعتداءات وتحسين ظروف العمل حسبما أكده بيان للوزارة. وتؤكد الأرقام التي تتداولها نقابات الصحة أن عدد الاعتداءات على موظفي الصحة قدر في سنة 2016 ب6 آلاف اعتداء، 3500 منها سجلت في العاصمة لوحدها، بمعدل يتجاوز 16 حالة اعتداء يوميا. ويرجع بعض الأطباء الأسباب التي تؤدي إلى نشوب مناوشات بين المرضى والموظفين وحتى الأطباء إلى نقص الأجهزة الطبية خاصة في الفترة الليلية، خاصة وأن الأوضاع في مستشفياتنا لا تبشر بالخير بسبب تردي خدماتها الصحية نتيجة سوء التسيير وقلة الإمكانيات، ما يجعل المريض يفقد أعصابه ويقوم بالاعتداء على الطبيب أو الممرض. كما أن انعدام النظام في المستشفيات وعدم التزام الإدارة بالقانون هو السبب الأول في انتشار الظاهرة في المراكز الاستشفائية بالجزائر، حيث دعت نقابات القطاع في عدة مناسبات الجهات الوصية إلى التكفل بتأطير وتكوين عمال قطاع الصحة في جانب استقبال وتوجيه المرضى وأهلهم، وتسليط العقاب على الممرضين الذين يعاملون المرضى بعنف وخاصة القابلات اللواتي يضربن النساء الحوامل عند الولادة. من جهة أخرى، يعاني المرضى كذلك من تفشي ظاهرة المحسوبية في المستشفيات، فكثيرا ما ينشب شجار بين المرضى والطاقم الطبي في المستشفى، بسبب إقدام العمال على تمرير مرضى قبل آخرين بحجة القرابة أو أنهم مبعوثين من طرف شخص ما، وهو ما يؤدي إلى حالة غليان تتحول إلى أحداث دامية وفوضى تشل العمل في المستشفى. ومن دون شك، فإن الإهمال والطريقة الفظة في تعامل عمال المستشفات مع المرضى هما السبب الرئيسي في ظهور ظاهرة العنف في المستشفيات ولعل القضايا، التي رفعها أهل المرضى ضد عمال المستشفيات على مستوى العدالة تدل على ذلك، إذ تدور معظم القضايا حول إهمال المستشفى للمرضى، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية وفي الكثير من الأحيان تسجيل وفيات.