يستفيد إطارات من وزارة البيئة والوكالة الوطنية للنفايات من ورشة تقنية يؤطرها خبراء من وكالة «كيتي» لكوريا الجنوبية التي تعني بالبيئة وفرز النفايات، تحضيرا لإطلاق دراسة حول فعالية المركز المتكامل لمعالجة النفايات بولاية الجزائر. وبالمناسبة أكدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، السيدة فاطمة الزهراء زرواطي، أمس، على أهمية اللجوء إلى فرز النفايات للرفع من مستوى مراكز الردم وتطوير نشاط المؤسسات الصغيرة المتخصصة في رسكلة النفايات وإنتاج الطاقات المتجددة. افتتاح الورشة، التي ستدوم أشغالها 10 أيام، كانت مناسبة لعرض واقع مركز الردم التقني «حاميسي» الذي يعرف اليوم تشبع كل الصناديق التي تم فتحها لردم النفايات، وهو الوضع الذي أرجعته الوزيرة إلى غياب عملية الفرز التقني للنفايات، ما جعل المركز لا يقوم بمهامه على أحسن وجه، ليتم اللجوء إلى الخبرة الكورية لتعزيز طاقات الفرز بطريقة أوتوماتيكية. وردا على سؤال ل»المساء» حول إمكانية اللجوء إلى الفرز الأوتوماتيكي بسبب عدم وجود فرز يدوي للنفايات في المنازل، أكدت الوزيرة أن الفرز الأوتوماتيكي المقترح من طرف الخبراء الكوريين هو حل استعجالي بالنسبة لمركز الردم حاميسي للرفع من مدة صلاحيته لغاية 2025، معلنة عن التحضير لإطلاق أكبر حملة تحسيسية مع الدخول المدرسي المقبل تحت شعار «جميعا من أجل جزائر نظيفة» بغرض تشجيع التلاميذ على فرز النفايات المنزلة قبل التخلص منها، وهو ما يسمح بتحسين عمل مراكز الردم التقني وتشجيع الشباب البطال على إنشاء أكبر عدد ممكن من المؤسسات المصغرة في مجال الرسكلة وإنتاج الطاقات المتجددة انطلاقا من النفايات. وعن العجز المسجل في عملية تدعيم الأحياء السكنية بالصناديق الخاصة بعملية فرز النفايات المنزلية، وتأثير ذلك على مشروع فرز النفايات بالمنازل قبل توجيهها للمفرغات ومراكز الردم التقني، أشارت زرواطي إلى أن الوزارة لجأت في البداية إلى الأحياء النموذجية في مجال تحسيس المواطنين بأهمية الفرز التقني للنفايات، غير أن هذه المبادرة لم يكن لها صدى وطني، لذلك تقرر تنسيق العمل مع كل البلديات للشروع في تدعيم التجمعات السكنية بأكبر عدد من صناديق جمع النفايات، مع تحسيس الأطفال بضرورة فرز النفايات لما لهم من تأثير على والديهم. وبخصوص أهمية الورشة، التي ستتوج بمجموعة من المقترحات لإطلاق دراسة لتفعيل عمل مركز معالجة النفايات التابع لمركز الردم التقني للنفايات ستمتد لغاية نهاية شهر ماي المقبل، أشار ممثل الوكالة الكورية «كيتي» إلى أن اللقاء مناسبة لتبادل الخبرات ما بين الإطارات الجزائرية والكورية، مع تحديد نوعية الطلبات للنهوض بعمل مركز الردم التقني الذي يعاني اليوم من التشبع التام في ظل عدم وجود أوعية عقارية جديدة لفتح مراكز ردم جديدة. من جهتها، كشفت الوزيرة أن 80 بالمائة من النفايات التي يتم ردمها لا تستفيد من عملية الفرز التقني، ما جعل مركز الردم حاميسي يِؤثر سلبا على المحيط والمناخ، علما أن ولاية الجزائر تصحي يوميا جمع 3 آلاف طن من النفايات المنزلية، وهو ما يجعل الوزارة مطالبة ببذل جهود إضافية لاستغلال هذا الكم الهائل من النفايات فيما يساعد على تطوير موارد التشغيل وتطوير التنمية الاقتصادية. أما فيما يخص مقترحات الخبراء الكوريين لتحسين تسيير عملية ردم النفايات، فقد تم حصرها في ثلاث نقاط ويتعلق الأمر بتحسين عملية فرز النفايات عبر شبكة ميكانيكية لاسترجاع المواد القابلة للرسكلة، مع إعادة حرق المواد السامة للمرة الثانية، واقتراح حلول لتوقيف انبعاث لروائح الكريهة المنبعثة من مركز الردم التقني. يذكر أن الوكالة الكورية ساهمت السنة الفارطة في إطلاق مخطط توجيهي لجمع وفرز النفايات بولايتي البليدة وبرج بوعريريج، وهو ما أعطى نتائج إيجابية على حد تعبير وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، على أن يتم تمويل الدراسة التي سيقوم بها خبراء الوكالة من طرف جمهورية كوريا الجنوبية.