قررت وزارة الصناعة والمناجم فتح باب الحوار والنقاش مع كل الشركاء الفلاحين والصناعيين لإنشاء أول قطب تنافسي للصناعات الغذائية بمنطقة متيجة قبل نهاية 2018، وبالمناسبة سيتم يوم الثلاثاء المقبل تنظيم ملتقى وطني بالتنسيق مع نادي المقاولين والصناعيين لمتيجة بحضور 200 مشارك بجامعة سعد دحلب بالبليدة، لطرح كل الانشغالات وجمع اقتراحات المهنيين الناشطين في مجال الصناعات الغذائية بكل من البليدة، بومرداس، الجزائر العاصمة وتيبازة. وحسب المنظمين، فإن القطب التنافسي للصناعات الغذائية أريد له أن يكون أول نموذج صناعي جديد تعول عليه الحكومة لتقليص فاتورة الواردات، مع إشراك القطاع الخاص في مسعى تحقيق الأمن الغذائي، خاصة وأن القطاع الفلاحي يسجل منذ سنتين متتاليتين فائضا في الإنتاج الزارعي، على غرار البطاطا والطماطم، غير أن السوق لا يستفيد من هذا الفائض الذي غالبا ما يحول للمفرغات العمومية بعد تلفه. وفي تصريح ل»المساء»، أشار رئيس نادي المقاولين والصناعيين لمتيجة، السيد كمال مولا، إلى أن اللقاء من شأنه إعطاء دفع جديد لنشاط الصناعات الغذائية، مشيرا إلى أن كلا من الفلاحيين والصناعيين وحتى الباحثين لهم اقتراحات، وغالبا ما تكون حلولا منفردة من منطلق أنه لغاية اليوم ليس هناك اتصال ما بين كل هؤلاء الشركاء، لذلك فإن السوق بحاجة لهذا القطب التنافسي، خاصة وأن كل أسواق العالم تعرف مثل هذه الهيئات التي يعول عليها لخلق تكامل ما بين كل المنتجين. كما تطرق المسؤول إلى دور الجامعة الجزائرية في تفعيل نشاط الإنتاج الفلاحي والصناعي على حد سواء، مشيرا إلى أن نادي المقاولين قام في وقت سابق بالتعاقد مع إدارة جامعة سعد دحلب لإنشاء مركز علمي للصناعات الغذائية، يعمل على تكوين تقنيين سامين في الصناعات الغذائية وذلك تماشيا وطلب الصناعيين بالمنطقة، من منطلق أن المتيجة معروفة بعدد المصانع والمطاحن التي أنشئت بالقرب من المستثمرات الزراعية. أما فيما يخص الهدف المنتظر من إنشاء قطب الصناعات الغذائية، فأشار كمال مولا إلى أنه سيكون هيئة استشارية تضم كل الشركاء، من المنتج والمصنع والباحث، تقوم باقتراح الحلول الكفيلة بجمع كل الجهود لتحقيق الأمن الغذائي وتحويل الفائض إلى الأسواق العالمية، مؤكدا أن القطاع الفلاحي بلغ مستوى من النوعية وضمن الكمية، وما ينقصه اليوم هو شريك صناعي لضمان التحويل وتخزين المنتوج لتسويقه طوال أيام السنة، الأمر الذي سيحل إشكالية الفراغ الذي يحدث ما بين المواسم والذي يخلق في كل مرة اضطرابات في السوق، مما ينعكس سلبا على الأسعار بسبب انخفاض العرض على الطلب. كما تعهد محدثنا بمسايرة القطاع الصناعي لمسعى الحكومة عبر برامج وزارة الصناعة التي اقترحت نماذج صناعية جديدة تتماشي وطبيعة السوق الوطنية، مشيرا إلى أن اختيار قطب الصناعات الغذائية ليكون أول قطب صناعي مرده الطابع الاستعجالي للوضع، من منطلق أن الإنتاج الفلاحي متوفر وبكميات كبيرة، والصناعيين جاهزون لاستقبال الإنتاج بمصانعهم لتحويله، لكن غياب التنسيق والاتصال المسبق حال دون تفعيل الصناعات التحويلية، من منطلق أن الإنتاج الفلاحي يتم في وقت واحد ويصل إلى المصانع بكميات تزيد عن طاقات الاستيعاب وهو ما يحول دون استغلاله بطريقة جيدة، لذلك يتوقع نادي المقاولين من خلال قطب الصناعات الغذائية تقسيم فترات الإنتاج تماشيا وطلبات وطاقات مصانع التحويل، خاصة بعد تطور ما يعرف بالزراعات غير الموسمية التي تتم بالبيوت البلاستيكية، وهو ما يضمن توفير المنتوج الفلاحي القابل للتحويل طيلة أيام السنة، ضاربا المثل بما حدث بشعبة الطماطم الصناعية عندما استقبل المصنعون كل الإنتاج الطماطم في فترة لا تزيد عن 10 أيام مما حال دون استغلال كل المنتوج وتوجه غالبيته إلى المفرغات العمومية بسبب تلفه. يذكر أن فكرة إنشاء الأقطاب الصناعية تدخل في إطار تنفيذ اتفاق الشراكة ما بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الرامي إلى مرافقة وزارة الصناعة والمناجم في إستراتيجيتها للابتكار الصناعي من خلال إنشاء أقطاب صناعية في عدة تخصصات تنشط في إقليم محدد يجمع المنتجين بالمجمعات الصناعية الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع مخابر البحث.