أضحت ولاية البليدة المعروفة بطابعها الفلاحي خلال السنوات الأخيرة قطبا صناعيا "هاما" يستقطب العديد من المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مشكلا في ذلك نسيجا صناعيا مكثفا. واستنادا لمدير الصناعة و المناجم فان هذا النسيج يتشكل من تسع مؤسسات عمومية واحدة منها خاصة بالتوزيع توظف في مجملها 1.795 عامل و11 مؤسسة في القطاع الخاص أغلبها استثمرت في مجال الصناعة الغذائية و توظف بدورها يد عاملة تقدر ب 10.412 عامل. وأسفر استثمار هذه الأخيرة في هذا المجال عن وجود تكامل بسهل متيجة الزراعي بين الفلاحة و الصناعة و هو ما يعكسه انتشار المطاحن و مصانع المصبرات و إنتاج الحليب و الأجبان ساعدها في ذلك الإنتاج الزراعي المحلي المعروف بمردوده و نوعية منتوجاته من خضروات و فواكه و حليب و مشتقاته. ففيما يتعلق بفرع الصناعة الغذائية تمكن أصحاب المطاحن من إنشاء وحدات صناعية ذات مردود كبير يسمح بتلبية الاحتياجات المحلية و الوطنية. ويذكر في هذا الصدد أن منتوجات الدقيق و العجائن الغذائية لوحدة صناعية تتواجد بعين الرمانة ببلدية موزاية مطلوبة بكثرة من طرف التجار و المستهلكين. ولقيت كل من المطاحن و العجائن الغذائية للمتيجة و الزجاج و الثريات ومواد التجميل طلبا محليا و وطنيا كبيرا و حتى على الصعيد القاري (الإفريقي و الأوروبي) استنادا الى ذات المصدر. ويشغل القطاع الصناعي بالولاية مساحة قدرها 286 هكتارا تتوزع بين 196 هكتارا كمساحة إجمالية لثلاث مناطق صناعية تتوفر عليها الولاية وال60 هكتارا مساحة ست مناطق نشاطات. وكانت المنطقة الصناعية لبن بولعيد بمدينة البليدة و منطقة النشاطات لبني مراد قد استفادتا في إطار برنامج دعم النمو لسنوات 2005-2009 من مشروع إعادة التهيئة للمناطق الصناعية و مناطق النشاطات تضمنت الأشغال إعادة تهيئة شبكة التطهير و المياه الصالحة للشرب و الإنارة العمومية و الطرق. وتتمثل هذه المناطق الصناعية الثلاث في كل من بن بولعيد "أ" بمساحة 110 هكتار وبن بولعيد "ب" التي تتربع على مساحة 52 هكتارا و أولاد يعيش ب 34 هكتارا. كما استفادت بعض المؤسسات الصناعية المنخرطة في نادي المقاولين والصناعيين للمتيجة في إطار برنامج تأهيل الوحدات الاقتصادية و عددها ستة من عملية تحسين نموها الاقتصادي و ذلك من خلال تنصيب نظام تسيير ذي نوعية يتماشى ومعايير "إيزو" العالمية كما استفادت من تمويل لمرافقتها في الإجراءات العملية بهدف الرفع من نوعية خدماتها. وفي إطار ترقية الاستثمار الصناعي تعزز القطاع بالولاية -وفق ما ذكره مدير الصناعة و المناجم- بثلاثة مناطق نشاطات جديدة تضاف للستة الناشطة الموزعة بين مقر الولاية و بلديات كل من بني مراد و بوعينان و عين الرمانة و الأربعاء. ويتعلق الأمر استنادا لذات المسؤول بمنطقة نشاطات مغبوني ببوقرة و تابينات بالشبلي وكاف الحمام ببلدية أولاديعيش تتربع على مساحة تقارب 130 هكتارا. يذكر أن ولاية البليدة التي تشتهر بصناعة المنتوجات البلاستيكية والمصبرات و المشروبات و الحليب و مشتقاته و مواد التجميل و التنظيف و الرخام و الصناعة الميكانيكية من آليات و جرارات ومضخات ومواد صيدلانية والإسمنت ومواد البناء تعززت خلال الثلاثي الأول من هذه السنة ب96 مؤسسة صغيرة و متوسطة توفر 320 منصب شغل. كما يلاحظ في السنوات الأخيرة فتح العديد من المحلات التجارية الكبرى تباع فيها نسبة تزيد عن 50 بالمائة من المواد الغذائية و مواد التجميل و التنظيف المصنوعة محليا.