نظّم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية والمحمية لوهران، أول أمس، بالتعاون مع متطوعين من المجتمع المدني والقطاع الحضري لحي سيدي الهواري ومديرية الشؤون الدينية، نظم حملة تنظيف واسعة لمسجد الباشا. تدخل هذه الحملة ضمن مساعي الديوان لرد الاعتبار للمعالم الأثرية المتواجدة على مستوى الولاية، حيث سبقتها الأسبوع الفارط مبادرة مماثلة استفاد منها الحصن الإسباني «سان بيدرو» بنفس الحي والمعلم الأثري «مسجد الباشا»، حسبما أكّد مدير ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية السيد أورابح ماسينيسا، الذي نوّه بالاستجابة الطوعية لأبناء الحي والمجتمع المدني، إذ أرجع لهم الفضل في نجاح هذه المبادرات التي ينظمها الديوان منذ سنوات. كما رافقت الحملة زيارة استكشافية لهذا المعلم الأثري والديني، حيث تلقّى المتطوعون شروحات كافية عن تاريخ بنائه ودوره في نشر العلم بمدينة وهران، باعتباره الوحيد الذي نجا من محاولات التدليس التي مارسها المستعمر الفرنسي ضدّ المقوّمات العربية الإسلامية للشعب الجزائري، عبر تحويل جميع المساجد الأخرى من طابعها الديني إلى كنائس وإسطبلات وثكنات عسكرية، حيث استُغلت صوامعها كأبراج مراقبة. وتعود هندسة المسجد المعماري إلى التواجد العثماني بالجزائر، إذ شيّد عام 1797 في عهد الباي محمد الكبير بأمر من بابا حسن باشا الجزائر العاصمة الذي طرد الموريسكيين، وبعدها احتُل هذا المسجد من قبل المستعمر الفرنسي، ولكنه سرعان ما أعيد إلى الجزائريين لممارسة الشعائر فيه عام 1883 بأمر من الجنرال ديمشيل. وفي سنة 2010 أغلق مسجد الباشا بحي سيدي الهواري العتيق أمام المصلين من قبل السلطات المحلية بعد تصدع أجزاء مهمة منه، استفاد على إثرها من مشروع الترميم الذي نفذته مؤسسة إنجاز تركية، قصد الحفاظ على نمطه المعماري الأصيل وأشكاله الفنية المتعددة والأصيلة، لكن الأشغال توقفت وظل مغلقا، إذ من المقرر أن تنطلق الأشغال من جديد قريبا، حسبما أكد السيد ماسينيسا، الذي كشف كذلك عن انطلاق الرحلات السياحية نحو المعالم الأثرية لولاية وهران بداية من شهر أكتوبر المقبل، لفائدة ساكنة الولاية والعائلات، سيتم الإعلان عنها في إطار تشجيع السياحة الدينية والأثرية.