جامع الباشا بحي سيدي الهواري (وهران)، معلم تاريخي أثري بارز... لا يزال منذ 10 سنوات تقريبا، ينتظر فتحه مجددا أمام المصلين، لاسيما في عز الشهر الفضيل... صراحة استبشر كثيرا سكان وهران بتدشين جامع الإمام الهواري العتيق، الذي استفاد من برنامج لإعادة ترميمه، بعد الحالة المزرية التي كان عليها، لكنهم طالبوا بالمناسبة، بضرورة الشروع في إعادة الاعتبار لمسجد الباشا، خصوصا وأنه كان في الماضي يؤم العديد من المصلين، وقد كشف لنا مصر مطلع أمس من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بوهران، أنه يتم حاليا البحث عن مكتب دراسات للقيام بالدراسة الخاصة بعملية الترميم، موضحا أن الأمور تشهد تسارعا ملحوظا، خصوصا وأن الوزارة الوصية، شددت على ضرورة تسليم جميع المشاريع المتأخرة لفائدة سكان الباهية، لاسيما تلك المصنفة ضمن المعالم الدينية الأثرية... فمتى يسلم المشروع؟ ولماذا هذا التأخر الفادح؟ ومتى ندخل الفرحة على سكان الحي الذين كانوا يؤدون صلواتهم بهذا الجامع العثماني العريق؟ تجدر الإشارة إلى أن مسجد حسن الباشا هو أحد مساجد وهران، شيد عام 1797 في عهد الباي محمد الكبير بأمر من بابا حسن باشا الجزائر العاصمة (طرد الموريسكيين)وكان أول إمام للمسجد الشيخ سيدي محمد الساني المهاجي. بعد احتلال فرنسا للجزائر، استولى المستدمرون على المسجد وأفرغ من كل محتوياته ولكنها أعيدت للجزائرين لممارسة الشعائر فيه عام 1883 بناء على أوامر الجنرال ديمشيل ولكنه سرعان ما أعيد بأمر من نابليون الثالث وألصقت على أبوابه الأسلحة. نلاحظ في هذا المسجد أثر العثمانيين على صنع المئذنة المتاخمة والمغطاة بالقرميد، ويزين مدخل هذا المسجد مجموعة من المنحوتات وآيات من القرآن الكريم بالخط الكوفي ومدخل المسجد على شكل الهلال وتحيط بالممر العديد من الأعمدة ويتزين بحوض لغسل الأرضية الرخامية البيضاء وهي مغطاة بقبة صغيرة. والأن أصبح المسجد للأسف عبارة عن أطلال بسبب الإهمال الذي لقيه من طرف المستعمر ولذلك ينتظر أن يتم ترميمه من طرف الجهات الوصية، حتى يتم استغلاله من قبل المصلين.