يشهد توزيع الكتب المدرسية بولاية بومرداس تذبذبا ملحوظا وسط امتعاض كبير من أولياء التلاميذ أمام نقاط البيع. ورغم اعتماد عدد منها إلا أن نقص بعض العناوين ونفاد أخرى بسرعة رفع من حدة غضب الأولياء، وبينما فتحت مديرية التربية تحقيقا للوقوف على الأسباب رفضت مديرة المركز الجهوي لتوزيع الوثائق التربوية، استقبال «المساء» لتوضيح الأمور. تعرف بومرداس هذه الأيام تذبذبا كبيرا في توزيع الكتاب المدرسي جعل أولياء التلاميذ يتنقلون ما بين المكتبات من مدينة إلى أخرى في سبيل الظفر بأحد العناوين التربوية. ولم تفلح محاولات الجهات الوصية في امتصاص غضب الأولياء بفتح نقاط بيع ثابتة، مثلما هي الحال بالنسبة لعاصمة الولاية، حيث تم فتح نقطة بيع بدار الثقافة «رشيد ميموني» منذ الخامس سبتمبر، إلا أن ارتفاع الطلب خلال الأيام الأخيرة، جعل القائمين على توزيع الكتاب المدرسي يلجأون إلى أعوان الأمن للسيطرة على الوضع، مثلما وقفت عليه «المساء» أول أمس بدار الثقافة. إحدى الأمهات أكدت أنها انتقلت إلى المكان منذ التاسعة صباحا رفقة زوجها قادمين من صابليار بالكرمة، حتى يتقاسما أمر شراء الكتب المدرسية لأبنائها الخمسة المتمدرسين في الطورين الابتدائي والمتوسط. وأكدت أنها بقيت أكثر من ثلاث ساعات في الطابور، ولم تتمكن من شراء كل الكتب لعدم توفر كتب الرابعة ابتدائي، لاسيما كتب النشاطات باللغة العربية والفرنسية وكتابا التاريخ والجغرافيا، بينما أكدت أم أخرى أنها انتقلت من بلدية بودواو لاقتناء كتب الثانية متوسط بعدما سمعت بإقامة معرض لبيع الكتب المدرسية بدار الثقافة ببومرداس، خاصة كتب التاريخ والجغرافيا والمدنية والفرنسية والرياضيات، وهي العناوين «المفقودة»، حسبها، في المتوسطة والمكتبات المعتمدة لبيع الكتاب المدرسي ببودواو. نفس الأمر أكده مواطن أشار إلى أنه انتقل إلى دار الثقافة من مدينة تيجلابين حتى يشتري كتب الثالثة ابتدائي والثانية متوسط بعد فقدانها كلية بمكتبات بلدية إقامته، ولكنه سرعان ما أبدى امتعاضه الشديد من الفوضى الكبيرة التي تطبع بيع الكتاب المدرسي بالدار. وقد انتقلت «المساء» صبيحة أمس إلى المركز الجهوي لتوزيع الوثائق المدرسية بولاية بومرداس والكائن بمدينة تيجلابين، بغرض الوقوف على عملية توزيع الكتب، ومعرفة أسباب الخلل الكبير في توزيعها بالرغم من ملاحظة المخزن مليئا بالكتب وشاحنات التوزيع في غدوّ ورواح، إلا أن مديرة المركز رفضت استقبالنا بحجة «وجودها بمديرية التربية وعدم حصولها على تفويض لاستقبال الصحافة» رغم أن القانون واضح في مثل هذه المواقف، بينما رد مدير التربية نذير خنسوس على «المساء» بقوله: «إننا نجري تحقيقا ميدانيا لمعرفة أسباب تذبذب الكتاب المدرسي، وسنوافيكم بالنتائج لاحقا».