نشط أول أمس وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إبراهيم أبراش لقاء مفتوحا مع الصحافة الجزائرية تناول فيها تفاصيل عن الأسبوع الثقافي الفلسطيني المقام حاليا بالجزائر، مستعرضا جملة من القضايا الثقافية والسياسية، ذات الشأن الفلسطيني· بداية استعرض الوزير الفلسطيني مراحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والعربي الإسلامي مركزا على مظاهره الثقافية والايديولوجية، مؤكدا أن وزارته ومن ورائها السلطة الفلسطينية احتجت لدى المؤسسات الدولية المعنية ولدى مجلس وزراء الثقافة للدول الاسلامية الذي انعقد منذ أيام بطرابلس لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية خاصة فيما يتعلق بعمليات الحفر التي تستهدف المسجد الأقصى· في أسئلة ل "المساء" متعلقة بالأملاك الخاصة بالجزائريين في القدس (حارة المغاربة)، وبإمكانية اللجوء الى الثقافة لتجاوز الخلافات السياسية الداخلية وسؤال آخر عن الفرق بين الدعاية والعمل الثقافي الصرف في فلسطين، أجاب الوزير أن الرئاسة الفلسطينية وبيت مال القدس ومنظمة الأسيسكو تسعى لحماية آثار المغاربة بالقدس، ورصدت لذلك ميزانية خاصة قصد انقاذها من يد الاحتلال· أما فيما يتعلق بالإجابة عن السؤال الخاص بدور الثقافة في اصلاح ما أفسدته السياسة فأكد الوزير أن الثقافة هي المدخل الى المصالحة وتجاوز الخلافات والانسداد، ذلك أن الاختلاف قد يكون سياسيا لكنه أبدا لن يكون ثقافيا خاصة إذا تعلق بمسألة الهوية والانتماء مثلا· وفي رده على مسألة الدعاية، أشار الوزير الى أنها جزء من الثقافة السياسية وثقافة المقاومة ذات الإطار الوطني إلا أن هذا لا يعني الركون الى دعاية تناقض أو تجمل الواقع· تحدّث الوزير أيضا عن العراقيل التي تواجهها وزارته في عملها خاصة بالقدس، إضافة الى العراقيل التي واجهت الوفد الفلسطيني عند قدومه الى الجزائر فقد صودرت مثلا منه الصور والملصقات وغيرها خاصة على الحدود، كما أن الوزارة عاجزة حاليا على ترميم الآثار والمواقع الفلسطينية، لأن الاحتلال يسيّجها ويمنع الدخول إليها باعتبارها مناطق عسكرية، كذا الحال بالنسبة للنشر واستيراد الكتب· أما عن تظاهرة "القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009"، فتمنى الوزير أن يحضر كل وزراء الثقافة العرب الى القدس لفك الحصار عنها مع تفهمه لأي رفض قد يكون بدافع عدم التطبيع، كما أكد الوزير أن مسؤولية وزارته تكمن في نقل القدس خلال هذه التظاهرة الى كل العواصم العربية، إضافة الى تبني الدول العربية لمشاريع استثمارية بالقدس تصل الى 21 مشروعا، ناهيك عن الدعم السياسي والمادي الذي سيقدم لأهل القدس ولمؤسساتها المدنية الناشطة، فالشعب الفلسطيني اليوم يقاتل ثقافيا· من جهة أخرى أكد السيد أبراش خلال هذا اللقاء غياب الشاعر الكبير محمود درويش نتيجة التزاماته في فرنسا وتونس التي يتسلم فيها وسام استحقاق من الرئيس بن علي ومع ذلك يضيف الوزير فدرويش ليس غريبا عن الجزائر ومن حقه أن يزورها في أي وقت شاء ولا يحتاج لذلك الى مناسبة أو دعوة· في الأخير ثمّن الوزير ابراهيم أبراش تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" مؤكدا أنها تستحق أن تكون عاصمة للثقافة العربية والاسلامية متوقفا عند نهضتها الثقافية المتميّزة، معجبا بالانجازات التي تقام في صمت على الرغم من ثقلها.