عرفت ولاية البويرة أزمة عطش حادة اشتدت منذ بداية الصائفة عبر أغلب بلديات الولاية، التي اشتكت من تذبذبات في التزود بالمياء وانقطاعات دورية كانت وراء معاناة السكان ورحلات جلب دلاء المياه من مصادر أخرى لسد الحاجة، فيما أعلنت السلطات الولائية عن حالة طوارئ، ولجأت إلى جملة من الإجراءات والتدابير والخرجات الميدانية؛ في محاولة للتقليل من حجم الأزمة التي عصفت بولاية البويرة التي تتوفر على 3 سدود شبكة مياه تفوق 3000 كلم، وجهود انتهت إلى ربط 37 بلدية ضمن التحويلات الكبرى لمياه السدود، ومشاريع أخرى جارية لربط 8 بلديات وعدة قرى ومداشر على طول أيام السنة. انقطاعات متكررة للمياه وبحث عن حلول استعجالية هي انقطاعات متكررة في التزود بالماء كانت وراء أزمة حقيقية ميزت صائفة هذه السنة، ومست مختلف بلديات الولاية المستفيدة من الربط بالمياه وغير المستفيدة، لتتعالى أصوات طلب المياه من كل جهة، ويدفع غيابها العديد من سكان الولاية إلى الاحتجاج للمطالبة بحلول استعجالية بعد شكاوى متكررة منذ سنوات عديدة، خاصة عبر عدة قرى ومناطق ببلديات شرق وجنوب الولاية، التي اشتكت من حرمانها من الربط ضمن التحويلات الكبرى لمياه السدود ونقص منسوب مياهها الجوفية من أصل 8 بلديات يجري ربطها، فيما تنتظر أغلب البلديات المربوطة إيجاد حل نهائي لمشكل الانقطاعات التي تمتد إلى قرابة الأسبوع، والتي كثرت خلال الفترة الأخيرة بشكل تناوبي بين جهات الولاية. قِدم الشبكة أبرز أسباب أزمة المياه بالبويرة فيما تنتظر عدة بلديات ربطها بمياه السدود لإنهاء معاناتها وأزمة المياه يطفو مشكل اهتراء وقدم قنوات شبكة مياه الشرب، ليشكل أحد أبرز أسباب أزمة التزود بولاية البويرة، والذي يقف وراء انقطاعات متكررة وأعطاب وانكسارات تحرم العائلات من هذه المادة لأيام وأسابيع، وتضيع على خلفيّتها آلاف الأمتار المكعبة من المياه، على الرغم من تأكيد مصالح البلديات إنجازها شبكات جديدة قبل ربط مختلف البلديات بمياه السدود المتواصلة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما لا يعكسه الواقع الذي يشكو ضياعا لهذه المادة الحيوية التي لا تقدَّر بثمن، وكان غيابها وراء واقع مر عاشته العائلات خاصة خلال شهر الصيام الذي تزامن والارتفاع الرهيب لدرجات الحرارة. «الجزائرية للمياه» تؤكد تجاوز سعة الخزانات كشفت مصالح الجزائرية للمياه بالبويرة عن ارتفاع استهلاك المياه بسبب تزايد السكان عبر العديد من المناطق التي اشتكت من عدم تلبية الخزانات التي تزودها بحاجياتها من الماء؛ حيث أكدت أن مصالحها تتولى تسيير 37 بلدية تم إيصالها بالشبكة انطلاقا من سدي كدية أسردون وتلسديت، بالإضافة إلى 126 ثقبا مائيا و6 عناصر تضمن تزويد باقي المناطق بهذه المادة الحيوية، مرجعة أزمة المياه ببعض الأحياء والقرى إلى قدم شبكة التوزيع واهترائها؛ ما يؤدي إلى تسربات وانقطاعات متكررة للمياه، كانت وراء تأخر تنصيب عدادات المياه التي تفتقر إليها العديد من البلديات والقرى؛ مما يُعتبر أحد أبرز أسباب التذبذب في التزود بهذه المادة، على غرار بلديات واد البردي، الخبوزية، سوق الخميس، الروراوة، بئر غبالو وبلديات أخرى، يشكو سكانها من سوء تسيير توزيع المياه، مطالبين بتنصيب عاجل للعدادات لضمان ديمومة وتدفق منتظم للمياه بهذه المناطق، فيما أُرجعت أزمة المياه إلى عدم قدرة خزانات المياه على تلبية طلبات عدة مناطق وبلديات بسبب تزايد كثافتها السكانية؛ مما حال دون قدرة هذه الخزانات على تغطية التوسع العمراني لسكان الكثير من الأحياء، خاصة بالمدن الكبرى كالبويرة، الأخضرية وسور الغزلان. تأخر ربط 7 بلديات يطيل عمر أزمة سكانها يجري عبر 7 بلديات وعدة قرى ومداشر أشغال مشاريع الربط بشبكة الماء الشروب، التي عرفت تأخرا وكانت وراء معاناة طويلة لسكان عدة مناطق بالولاية؛ إذ مازالت تنتظر على أحرّ من الجمر ربطها بشبكة الماء الشروب لإنهاء معاناتها وأزمة تزداد حدة السنة تلو الأخرى بسبب قلة منسوب المياه الجوفية خاصة خلال فصل الصيف عبر قرومة ومعالة بغرب الولاية، وقرى أحنيف بشرق الولاية، وعدة بلديات بجنوب البويرة، وهو ما يحتاج إلى وقوف صارم وجاد على جملة المشاريع الجارية بها الأشغال لدفع وتيرتها وتذليل العقبات التي تقف في وجه تأخرها، من خلال محاولات تسير بخطى لم تستطع الوصول إلى حل أزمة المياه خلال هذه الصائفة وفق المواعيد المحددة سابقا، والتي كانت تشير إلى إنهاء الأزمة قبل نهاية الصائفة بعد أن كان شعار الوالي السابق «سنة الماء» بالبويرة على الرغم من دخول الشبكة حيز الخدمة عبر العديد من المناطق، منها قريتا زيراوة وبولرباح بالجباحية التي كانت من بين أبرز النقاط السوداء في مجال الربط بالمياه الشروب بشمال غرب البويرة، إلى جانب وضع حيز الخدمة شبكة الماء الشروب ب 5 قرى جنوب أحنيف أواخر شهر جوان، بالإضافة إلى تزويد منطقة القلتة الزرقاء بسور الغزلان، وربط قرية أهل الرقاب لفائدة 600 نسمة ببلدية الهاشمية مع دخول الشبكة مرحلة التجريب بقرية الصدارة المجاورة لها، إلى جانب بلديات بودربالة والحاكمية لفائدة 2500 نسمة، والزبربر، قرومة ومعالة لفائدة 15000 نسمة، فيما يُرتقب استلام العمليات قبل نهاية شهر جويلية القادم، وربط قريتي أولاد الحاج علي وقرية الدشمية والشراقة ببلدية البويرة التي تضم 4000 نسمة، والمعمورة الدشمية وقرى أخرى بجنوب الولاية في انتظار دفع وتيرة الأشغال عبر مشاريع أخرى تتواصل بها أشغال الربط بهذه الشبكة. تزويد مدينة البويرة من سد كدية أسردون يُنتظر أن يدخل مشروع تزويد مدينة البويرة بمياه سد كدية أسردون قريبا، مع تحويل كمية المياه الممنوحة لها حاليا من سد تلسديت والمقدرة ب 25000 متر مكعب يوميا، إلى بلديات الجهة الشرقية والجنوبية، في انتظار إنهاء أشغال رد الاعتبار لمحطة معالجة المياه بسد تلسديت التي تزوّد 15 بلدية، وإنجاز محطة جديدة بسعة 100000 متر مكعب بهذا السد لتزويد 5 بلديات شرقية و6 بلديات تابعة لولاية برج بوعريريج؛ بما يضمن استقلالية تامة لمحطة معالجة المياه الحالية بسد تلسديت، إلى جانب 10 خزانات تجري بها الأشغال من أصل 33 خزانا، دخل منها 15 خزانا حيز الخدمة مؤخرا، حسب تقرير لمصالح الري، التي كشفت أن نسبة ربط البويرة بالماء الشروب فاقت 96 بالمائة، على أن ترتفع مع استلام مشاريع الربط الجارية عبر 7 بلديات المتبقية ومشاريع توسيعية عبر عدة قرى ومداشر بالولاية.