تعيش أغلب بلديات وقرى ولاية البويرة أزمة عطش حادة اشتدت خلال أيام الحر، ليبرز ملف المياه كأحد أهم انشغالات السكان خلال هذا الفصل، مما دفع بالجهات المسؤولة إلى اتّخاذ جملة من التدابير والإجراءات والخرجات الميدانية لتقف على حجم المشكل، وتحاول التقليل من حدته، وهو ما يبقى الشغل الشاغل للعائلات التي تشكو تباعد فترات التزوّد بهذه المادة الأكثر طلبا خلال الفصل، انقطاع متكرّر وسوء توزيع يلازم هذه البلديات على طول أيام السنة، على الرغم من المجهودات المبذولة خلال السنوات الأخيرة لربط 37 بلدية ضمن التحويلات الكبرى لمياه السدود. يطفو مشكل اهتراء وقدم قنوات شبكة مياه الشرب، ليشكّل أحد أبرز أسباب أزمة التزوّد بالمياه بولاية البويرة، والذي يقف وراء الانقطاع المتكرّر وأعطاب وانكسارات تحرم العائلات من المياه لأيام وأسابيع، ومشاكل عديدة ساهمت في تفاقم أزمة المياه بالبويرة السنة تلوى الأخرى، ما تطلّب خلال الفترة الأخيرة جملة من الإجراءات للتقليل من حدتها وهو ما سعى إليه والي الولاية السابق ميلود شريفي، الذي وعد بحلّ الأزمة قبل نهاية السنة، والوقوف على مشاريع الربط الجارية بها الأشغال والتي تمسّ حاليا 7 بلديات المتبقية لدفع وتيرتها. فيما أكّدت مصالح البلديات إنجازها لشبكات جديدة قبل ربط هذه البلديات بمياه السدود، فنّد الواقع الذي تعيشه هذه البلديات، ذلك في ظلّ التسرّب الذي تضيع من خلاله آلاف الكيلومترات المكعبة من المياه وحرمان دوري من التزوّد بهذه المادة الحيوية، وهو ما تعيشه العديد من مناطق الولاية خاصة الأخضرية التي بات ملف المياه بها، يحتاج إلى تدخّل جاد يضع حدا لأزمة التسرّب الدائم، بالإضافة إلى عدة بلديات تنتظر الاستفادة من مشاريع تجديد شبكات المياه بها . الجزائرية للمياه تطالب بتجديد الشبكات كشفت «الجزائرية للمياه» أنّ مصالحها تتولى تسيير 37 بلدية تمّ إيصالها بالشبكة انطلاقا من سدي كدية اسردون وتلسديت، بالإضافة إلى 126 ثقبا مائيا و6 عناصر تضمن تزويد باقي المناطق بهذه المادة الحيوية، مرجعة أزمة المياه ببعض الأحياء والقرى، إلى قدم شبكة مياه الشرب واهترائها ما يؤدي إلى تسرب وانقطاع متكرّر للمياه، وقف وراء تأخّر تنصيب عدادات المياه التي تفتقر إليها العديد من البلديات والقرى، والذي يعتبر أحد أبرز أسباب التذبذب في التزود بهذه المادة على غرار بلديات وادي البردي، الخبوزية، سوق الخميس، الروراوة، بئر غبالو وبلديات أخرى، يشكو سكانها من سوء تسيير البلدية لتوزيع المياه، مطالبين بتنصيب عاجل للعدادات لضمان ديمومة وتدفّق منتظم لمياه الشرب بهذه المناطق . كما أرجعت الجزائرية للمياه عدم قدرة خزانات المياه على تلبية طلبات عدّة مناطق وبلديات بسبب تزايد كثافتها السكانية، مما حال دون قدرة هذه الخزانات على تغطية التوسّع العمراني لسكان الكثير من الأحياء، خاصة بالمدن الكبرى كالبويرة، الأخضرية وسور الغزلان التي اشتدّت بها الأزمة عبر العديد من الأحياء الجديدة. أعطاب بالمضخات وتأخّر مشاريع الربط عمّقت الأعطاب والانكسارات على مستوى المضخات خلال الأشهر الأخيرة، من أزمة المياه بولاية البويرة، والتي تصل إلى انقطاع بمعدل مرتين في الشهر، وهي الوضعية التي تعيشها مختلف جهات الولاية على طول أيام السنة، ما يستلزم غياب المياه إلى غاية تولي المصالح المعنية إصلاح العطب، فيما تجبر العائلات على جلب حاجتها من المياه من مصادر مختلفة أخرى كالآبار والينابيع أو اقتناء صهاريج المياه بأثمان لا تقلّ عن 1000 دج. ويقف تأخر مشاريع الربط بشبكة المياه الشروب وراء معاناة دائمة لسكان عدّة مناطق بالولاية لا تزال تنتظر على أحر من الجمر، ربطها بشبكة مياه الشرب لإنهاء معاناتها وأزمة تزداد حدّة السنة تلو الأخرى بسبب قلة منسوب المياه الجوفية، خاصة خلال فصل الصيف، وهو ما يحتاج إلى وقوف صارم وجاد على جملة المشاريع الجاري بها الأشغال، لدفع وتيرتها وتذليل العقبات التي تقف في وجه تأخّرها، وهو ما تعيشه 7 بلديات لا تزال تنتظر وصول المياه إليها، بالإضافة إلى مشاريع توسيعية ينتظر أن تمتد إلى القرى والمداشر لإنهاء الأزمة وتعميم الاستفادة من مياه السدود. ملف مياه الشرب أبرز قضايا الصائفة دفعت أزمة المياه والشكاوي العديدة للسكان بوالي الولاية السابق، إلى منح ملف مياه الشرب أكبر اهتمامه وسعى إلى حلول وتدابير آنية مع تسجيل مشاريع جديدة تجسّدت على أرض الواقع منذ بداية الصائفة، حيث وعد بدخول شبكة المياه حيز الخدمة عبر عدة بلديات قبل نهاية فصل الصيف، خاصة عبر بلديات الجهة الشرقية التي تعاني من أزمة المياه على طول ايام السنة، والتي ركّز عليها برنامج الربط الجاري، حيث دخل المشروع حيّز الخدمة عبر قريتي زيراوة وبولرباح بالجباحية، التي كانت من بين أبرز النقاط السوداء في مجال الربط بمياه الشرب بشمال غرب البويرة، إلى جانب وضع حيّز الخدمة شبكة مياه الشرب ب5 قرى جنوب أحنيف أواخر شهر جوان، بالإضافة إلى تزويد منطقة القلتة الزرقاء بسور الغزلان، ربط قرية أهل الرقاب لفائدة 600 نسمة ببلدية الهاشمية مع دخول الشبكة مرحلة التجريب، بقرية الصدارة المجاورة لها إلى جانب بلديات بودربالة والحاكمية لفائدة 2500 نسمة، الزبربر، قرومة ومعالة لفائدة 15 ألف نسمة، فيما يرتقب استلام العمليات قبل نهاية شهر جويلية القادم ربط قريتي أولاد الحاج علي وقرة بالدشمية، الشراقة ببلدية البويرة بحوالي 4 آلاف نسمة، المعمورة، الدشمية قرى أخرى بجنوب الولاية. لجنة متابعة للوقوف على حالة التذبذب استلزمت أزمة المياه التي عصفت بولاية البويرة مؤخرا، تنصيب لجنة متابعة ولائية تقف على حالة التذبذب في التزوّد بمياه الشرب، التي تعيشها مختلف بلديات الولاية، على الرغم من ربطها ضمن التحويلات الكبرى لمياه السدود، وهي اللجنة التي يترأسها إطار بديوان الوالي، وتعمل بالتنسيق مع المصالح المعنية لإيجاد حلول مستعجلة لأزمة المياه في الأحياء، معتمدة على شكاوى السكان ومصالح الأمن، بالإضافة إلى إجراءات أخرى لسدّ الثغرات المسجّلة من خلال زيارات ميدانية لهذه اللجنة ينتظر أن يدخل مشروع تزويد مدينة البويرة بمياه سد كدية أسردون قريبا، مع تحويل كمية المياه الممنوحة لها حاليا من سد تلسديت والمقدرة ب25 ألف متر مكعب يوميا إلى بلديات الجهة الشرقية والجنوبية، في انتظار إنهاء أشغال ردّ الاعتبار لمحطة معالجة المياه بسد تلسديت التي تزوّد 15 بلدية، وإنجاز محطة جديدة بسعة 100 ألف متر مكعب بهذا السدّ لتزويد 5 بلديات شرقية و 6 بلديات تابعة لولاية برج بوعريريج، بما يضمن استقلالية تامة لمحطة معالجة المياه الحالية بسد تلسديت، إلى جانب 10 خزانات تجري بها الأشغال من أصل 33 خزانا دخل منها 15 خزانا حيّز الخدمة، حسب تقرير لمصالح الري التي كشفت أنّ نسبة ربط البويرة بمياه الشرب فاقت 96بالمائة.