أحيت ولاية سكيكدة أمس، الذكرى 61 لاستشهاد البطل الرمز مهندس هجومات 20 أوت 55 بالشمال القسنطيني، الشهيد زيغود يوسف، حيث توجهت السلطات المحلية المدنية والعسكرية إلى جانب الأسرة الثورية إلى منطقة الحمري ببلدية سيدي مزغيش المكان الذي استشهد فيه البطل، أين تم رفع العلم الوطني على وقع نشيد «قسما» بالمعلم التذكاري المخلد للذكرى، وقراءة فاتحة الكتاب للترحم على روح الشهيد، وبعدها قرئت على مسمع الحضور أهم النقاط البارزة في حياة البطل الشهيد. وفي أعقاب الاحتفال بالذكرى تم تكريم البنت الصغرى للشهيد الرمز عرفانا ببطولات والدها. ويعد زيغود يوسف من مواليد 18 فيفري 1921 بقرية سمندو بالشمال القسنطيني، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية منذ صغره، كان كثير التردد على الكتاتيب القرآنية التي مكنته من تعلّم اللغة العربية والتسلح بتعاليم الدين الإسلامي. كما كان كثير التأثر بشخصية الإمام عبد الحميد بن باديس. وبعد حصوله على شهادة التعليم الابتدائي باللغة الفرنسية غادر مقاعد الدراسة لأن السلطات الاستعمارية لم تكن تسمح لأبناء الجزائريين بتجاوز هذا المستوى. انخرط زيغود بعدها في صفوف حزب الشعب الجزائري وعمره لم يتجاوز 14 سنة، حيث عين مسؤولا على قريته عام 1938، كما ترشح عام 1948 ببلدية سمندو ضمن القائمة الانتخابية لحركة الانتصار، وفاز فيها رغم دسائس الاستعمار وأعوانه، لينخرط بعدها في المنظمة الخاصة حيث أشرف على زرع خلاياها في منطقته. وعند اكتشاف أمر المنظمة سنة 1950 سجن مع رفاقه بسجن عنابة، إلا أنه استطاع الفرار منه والعودة إلى قريته، ليبدأ رحلة التخفّي والسرية. في سنة 1953 ازدادت قناعته بالعمل المسلح كخيار وحيد لذلك من منطلق أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، حيث راح ينظم المناضلين ويعدهم ليوم الحسم خاصة بعد إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل. ومع اندلاع الثورة المظفرة كان الشهيد زيغود يوسف من بين قادتها الأوائل تحت مسؤولية الشهيد ديدوش مراد، الذي خاض معه معركة وادي بوكركر في 18 جانفي 1955. وبعد إستشهاد ديدوش في هذه المعركة البطولية خلفه زيغود على رأس المنطقة الثانية بالشمال القسنطيني إلى غاية صيف 1955. حيث أشرف على التنظيم والإعداد لهجومات 20 أوت 1955، التي يعد مهندسها الأول حتى اقترنت هذه الهجومات باسمه. وإلى جانب نشاطه العسكري عرف ببراعته السياسية، إذ كان من بين المنظمين الفاعلين لمؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، وبعد نهاية المؤتمر عاد إلى الشمال القسنطيني ليواصل جهاده إلى غاية يوم 23 سبتمبر 1956 تاريخ استشهاده على يد العدو بمنطقة الحمري قرب سيدي مزغيش.