كشف الدكتور أحسن تليلاني كاتب سيناريو فيلم "الحداد الثائر" الذي يسرد سيرة البطل الرمز الشهيد زيغود يوسف مهندس هجومات العشرين أوت 1955 بالشمال القسنطيني، ل "المساء"، عن تاريخ الشروع في تصوير الفيلم، والذي سيكون بداية من شهر جانفي القادم. وأضاف المتحدث أن مخرج الفيلم السعيد ولد خليفة قد حل مؤخرا بسكيكدة، وعاين المناطق الجبلية التي يمكن أن تنطلق فيها عملية التصوير، وهي السمندو وسيدي مزغيش وعين قشرة، وبالأخص تلك التي احتضنت نشاط الشهيد الرمز زيغود يوسف كمنطقة الصوادق وحجر مفروش وغيرهما، وهي المناطق الجبلية التي ماتزال تحتفظ بطبيعتها. كما أُسندت عملية الإنتاج لشركة "لينا ميديا" بالتنسيق مع وزارة الثقافة، وهذا في انتظار تعيين الممثلين، خاصة الممثل الذي سيتقمص شخصية الشهيد زيغود يوسف. هذا، وقد نشّط الدكتور أحسن تليلاني مؤخرا بقاعة المحاضرات بدار الثقافة سراج محمد، ندوة تاريخية، تناول من خلالها المسار النضالي للشهيد الرمز البطل زيغود يوسف، بداية من مولده بدوار الصوادق بنواحي السمندو بتاريخ 18 فيفري 1921، مرورا بطفولته وشغفه في طلب العلم؛ سواء في المدارس الكولونيالية أو في الكتاتيب القرآنية، وكذا احترافه مهنة الحدادة، وتشبّعه بالوعي السياسي، ومن ثم انضمامه في سن مبكرة في الحركة الوطنية الجزائرية، وصولا إلى انخراطه في الكفاح المسلح؛ ما اعتبره الدكتور نقلة نوعية للشهيد في مقارعة العدو بعد أن تشبّع، إلى حد النخاع، بحسه الوطني العالي وكراهيته للاستعمار الظالم. وأضاف المتحدث أن زيغود تعرّض لصدمة عنيفة جراء المجازر التي ارتكبها العدو عند قمعه مظاهرات ال08 ماي 1945، ليقوم بالإشراف على المنظمة الخاصة بمنطقة السمندو بعد أن ضمه الشهيد محمد بلوزداد لقائمة أعضاء هذه المنظمة التي أنشئت بعد مؤتمر حركة الانتصار للحريات الديمقراطية المنعقدة يومي 15 و16 فيفري 1947، ثم فر من سجن عنابة وعاد إلى النضال بكنية سيدي أحمد، ليشارك فعليا في تحضير اندلاع الثورة رفقة مجموعة من الثوار؛ من خلال مهاجمة الثكنات العسكرية للعدو ومراكز الشرطة بكل من السمندو والخروب، جاءت في مقدمتها مشاركته إلى جانب الشهيد البطل والقائد ديدوش مراد، في معركة وادي بوكركر، التي وقعت يوم 18 جانفي 1955، ومن ثم تولى قيادة منطقة الشمال القسنطيني. كما ركز المحاضر على الدور الكبير لزيغود في التخطيط وقيادة هجومات 20 أوت 55 بالشمال القسنطيني، التي عدّها العديد من المؤرخين بمثابة نوفمبر ثان، منتقلا إلى ظروف استشهاده يوم 23 سبتمبر 1956 في المكان المسمى بلاد السعودي، الواقعة بين منطقتي الخربة والحمري شمال سيدي مزغيش. وقد شدّد الدكتور على ضرورة توصيل رسالة الشهداء إلى الأجيال، والتشبث بمآثر أبطالنا وتاريخنا، خاصة في مثل هذه الظروف التي تحتّم على كل واحد منا أن يعود إلى هذا التاريخ المشرق الذي صنعه أبطال الجزائر من أمثال زيغود يوسف. جدير بالذكر أن محاضرة الدكتور تليلاني اختُتمت بإهداء بالتوقيع لكتابه "الحداد الثائر". بالمقابل، عرضت دار الثقافة لسكيكدة فيلما ثوريا حول شخصية أحمد زبانة في إطار النشاطات النوعية التي تبرمجها هذه الدار.