طالب أولياء التلاميذ بولاية قسنطينة الجهات المسؤولة، وعلى رأسها مديرية التربية في الولاية، بضرورة توفير الكتب المدرسية بالمؤسسات التعليمية لمختلف الأطوار والمواد المعنية بالطبعات الجديدة التي تعرف نقصا كبيرا في هذه المؤسسات، خاصة ما تعلق منها بكتب الطورين الابتدائي والمتوسط، بعد أن تسبب غيابها في تأجيل المعلمين الانطلاق في برنامجهم التعليمي، بالرغم من انقضاء أزيد من أسبوعين على الدخول المدرسي. أضاف الأولياء أن غياب الكتب المدرسية عن المؤسسات التعليمية، التي أكد مديروها والقائمون عليها في وقت سابق توفرها وبكميات كافية في جميع الأطوار، زاد من عجزهم في اقتنائها، خاصة أنهم كانوا يعولون على هذه المؤسسات بالدرجة الأولى ولم يلجأوا إلى السوق السوداء أو المكتبات، غير أن غيابها تسبب في حالة من الفوضى بعد أن لجأ الأولياء إلى المكتبات الخاصة ببيع الكتب المدرسية، حيث أثار بعض أولياء التلاميذ، خاصة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، مشكلة قيام هذه المكتبات بعرض الكتب بطريقة استفزازية من خلال بيعها العديد من العناوين التي تعرف نقصا كبيرا في المؤسسات التربوية بأسعار مخالفة لسعرها الحقيقي، حيث باتت هذه المكتبات تقوم بعملية «البزنسة» في بيعها للكتب المدرسية دون حسيب أو رقيب، مما أثار استياء الأولياء الذين أكد بعضهم ل«المساء»، أنهم دخلوا في مناوشات مع بائعي الكتب، بسبب الزيادات غير القانونية في أسعارها، ليطالبوا الجهات المعنية بفتح تحقيق مستعجل، خاصة أن العملية تؤثر سلبا على التحصيل العلمي للتلاميذ الذين لم يتمكن أغلب أوليائهم من اقتناء كتبهم المدرسية بسبب غلائها من جهة، وندرتها من جهة أخرى. وهو شأن أسعار الكتب التي تعرض للبيع على الأرصفة دون رقيب وبأسعار مرتفعة، حيث أثارت العملية استغراب الأولياء الذين تساءلوا حول كيفية وصول هذه الكتب إلى باعة الطاولات وغيابها عن المؤسسات التعليمية. فيما فضل البعض الآخر من الأولياء ممن التقت بهم «المساء»، اقتناء بعض العناوين، منها القديمة والرثة التي تعرض في السوق السوداء بأسعار معقولة، و كذا الاستنجاد باستغلال الكتب المدرسية لأبناء أقاربهم أو معارفهم من الذين غادروا مقاعد الدراسة، أو الذين انتقلوا إلى الأقسام الأخرى، في انتظار توفرها بالمؤسسات التعليمية، التي وحسب تأكيد الأولياء لا تزال متقاعسة في توزيع العديد من العناوين على التلاميذ لأسباب مجهولة، رغم تطمينات المصالح المعنية بتوفر جميع العناوين. من جهتها، أفادت مصادر مسؤولة بمديرية التربية، بتوفر كل المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار على الكتاب المدرسي، حسب الحاجيات، ماعدا بعض عناوين الجيل الأول التي ينتظر وصولها من العاصمة لتوزيعها على التلاميذ. فيما وعد مدير التربية بالولاية العمل من أجل توزيع عدد معتبر من الكتب المدرسية خلال الأيام القليلة المقبلة على المؤسسات التعليمية التي تعرف نقصا، فور وصولها من مركز التخزين بولاية سطيف.