نددت جمعيات أولياء التلاميذ بتماطل المؤسسات التربوية في توزيع الكتاب المدرسي رغم مرور أكثر من 3 أسابيع على الدخول المدرسي، حيث أوضح الأستاذ خالد أحمد عضو جمعية أولياء التلاميذ في حديث ل''الحوار'' انه ومن خلال جولة تفقدية لبعض مدارس العاصمة اكتشف النقص الفادح في توزيع الكتاب المدرسي رغم أن وزارة التربية أكدت في بيان لها أنها جهزت 60 مليون كتاب مدرسي إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك. لا يزال الكتاب المدرسي، ورغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الدخول المدرسي، غائبا عن طاولات عدد لا بأس به من التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية نتيجة أسباب لم تقتنع بها جمعيات أولياء التلاميذ، حيث تعاني جل المدارس عبر مختلف أنحاء الوطن من عجز في تغطية احتياجات تلاميذها في الأطوار التعليمية الثلاثة. ودعا الأستاذ خالد في هذا السياق الى ضرورة معالجة الإشكال في اقرب وقت ممكن خاصة أن التلميذ بحاجة للكتاب المدرسي منذ اليوم الأول لدخوله المدرسة. أسباب واهية لتبرير العجز أكد الأستاذ خالد أن مدراء المدارس التعليمية أرجعوا سبب العجز المسجل في توزيع الكتاب المدرسي الى مبررات اعتبرها المتحدث واهية ولا يمكنها أن تكون سببا رئيسا في غياب الكتاب المدرسي، حيث ذكر مدراء المدارس أن إضراب المقتصدين أثر على سرعة عملية اقتناء الكتاب. لكن جمعيات أولياء التلاميذ ترى أن هذه الحجة ليست مبررا والدليل على ذلك هو معاناة التلاميذ من غياب الكتاب الذي لم يقتصر على هذه السنة فقط بل شهدت السنوات الماضية نفس المشكل دون أن يكون المقتصدون في حالة إضراب. وأرجعت جمعيات أولياء التلاميذ الأمر الى تماطل مدراء المؤسسات التربوية وتقاعسهم في جلب الكتاب المدرسي وتحججهم بأسباب مختلفة، في حين أن جولة على المطابع أكدت توفر الكتاب المدرسي. وأوضح الأستاذ خالد أن مختلف الأطوار التعليمية تعاني من نقص في الكتاب المدرسي والمشكل يطرح نفسه بقوة خاصة أننا ندخل الأسبوع الرابع من الدخول المدرسي دون أن يكون هناك حل في الأفق القريب. كتب غابت في المدارس وتواجدت في الأسواق الشعبية وفي ظل انعدام الكتاب المدرسي لجأت الكثير من الأسر الى اقتناء الكتب المستعملة، والغريب في الأمر أن الأسواق الشعبية أصبحت مقصدا للعائلات الباحثة عن الكتب المدرسية القديمة وحتى الجديدة التي لم تتوفر في المدارس المكان الرسمي لبيعها لكنها متوفرة لدى باعة فوضويين اختاروا الأرض والطاولات لبسط أنواع مختلفة من الكتب الدراسية التي يجهل الكثيرون كيف وصلت الى أيدي هؤلاء مع غيابها التام في المدارس، فلا يمكنك أن تعثر على كتاب مدرسي في مكتبة لأنها لا تملك الحق في بيع الكتاب المدرسي لكن تجار المناسبات استطاعوا أخذ نصيبهم من الكتب المدرسية التي يكثر عليها الطلب وبأسعار تفوق بكثير ما دون على ظهر الكتاب، وهي فاتورة يدفع ثمنها المواطن البسيط الذي اشتكى من المشكل الذي يطرح نفسه بقوة في كل سنة. فمع تماطل أدارت المدارس في تجهيز الكتب التي تكفي احتياجات تلاميذها تلجأ العائلات الى اقتناص الفرص من خلال إعادة اقتناء الكتب القديمة من تلاميذ انتقلوا للدراسة في أقسام عليا أو التوجه الى الأسواق الشعبية التي أصبحت توفر كتبا جديدة للباحثين عنها وبأسعار تتجاوز بكثير السعر الرسمي للكتاب، وهو ما يثير تساؤلات جمعيات أولياء التلاميذ التي ترى أن الامر يحتاج الى فرض نظام صارم يحد من نزيف الكتاب المدرسي وتسويقه بصورة غير شرعية ويسمح بتوزيع منظم وعادل للكتاب المدرسي في مختلف مدارس الوطن. س.ح