أطلقت ولاية الجزائر، هذه الأيام، حملة تحسيسية توعوية لمكافحة ظاهرة الرمي العشوائي للخبز والنفايات في شوارع العاصمة في إطار التكفل بالمحيط وتجميل العاصمة، حيث ترمي المبادرة إلى تحسيس المواطن من أجل التخلي عن العادات السلبية كالرمي العشوائي للنفايات، وعدم احترام أوقات إخراجها والأماكن المخصصة لها، بالإضافة إلى تخريب حاويات القمامة وعدم احترام عملة الفرز الانتقائي؛ مما يؤثر سلبا على قدرات استيعاب مركز الردم التقني. وتمس الحملة العديد من الفضاءات العمومية والمؤسسات التربوية، بغية محاربة ظاهرة تبذير الخبز والرمي العشوائي لعشرات الأطنان من هذه المادة الأساسية، إلى جانب الرمي العشوائي كذلك للقمامة، حيث إن العملية تستمر طيلة السنة، والغاية منها حماية المحيط والحفاظ على صحة المواطنين، وتعزيز قيم المواطنة التي تستوجب الحفاظ على قيم نظافة البيئة والصحة العمومية. وقد شرعت ولاية الجزائر منذ 2014، حسب بيان تلقت «المساء» نسخة منه، في تجسيد مخطط هام من أجل التكفل بالمحيط وتجميل عاصمة البلاد، من خلال الميزانيات التي رصدتها الدولة لتدعيم الإمكانيات المادية والبشرية للمؤسسات الولائية الخمس التي تتدخل في مجال النظافة العمومية، المتمثلة في مؤسستي «إكسترانات» و»نات كوم» ومؤسسة صيانة شبكات الطرق والتطهير «أسروت»، ومؤسسة النظافة الحضرية «إيربال» ومؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية «جيسيتال». وبالرغم من إعادة هيكلة هذه المؤسسات العمومية الولائية وتوسيع صلاحياتها لتغطي كل إقليم الولاية ورغم المجهودات المبذولة في الميدان من طرف كافة المتدخلين، يؤكد البيان: «إلا أننا لم نصل إلى المبتغى المطلوب بسبب غياب مساهمة فعالة للمواطنين وانتشار الكثير من العادات والسلوكات السلبية التي تعرقل عملية تجميع النفايات المنزلية». وحسبما ورد في الوثيقة الممضاة من طرف الأمين العام للولاية، فإن الهدف من هذه الحملة «التكفل بالمحيط على مستوى العاصمة التي تُعد واجهة البلاد». 13 طنا من النفايات جمعتها «إكسترانات» خلال الثلاثي الأول وفي سياق الجهود التي تبذلها مؤسسة رفع النفايات «إكسترانات»، على سبيل المثال، فقد جمعت خلال الثلاثي الأول من سنة 2017، أكثر من 138.000 طن من النفايات المنزلية والصلبة، بمعدل شهري يقدر ب 46.000 طن، علما أن هذه الحصيلة إيجابية بالنظر إلى الأهداف التي سطرتها المؤسسة لجمع النفايات ورسكلتها وفرزها عبر البلديات التي تشرف عليها. ارتفاع حجم النفايات المنزلية يفسر ارتفاع عدد السكان عبر البلديات المعنية بدون إغفال ما يخلّفه الزوار العابرون، وتدشين العديد من الأحياء والتجمعات السكنية الجديدة، فضلا عن حركة النشاط التجاري. وترجع النتائج التي حققتها المؤسسة في مجال نظافة المحيط بالدرجة الأولى، إلى ضبط استراتيجية ومخطط جمع النفايات المنظم والمتابع بأحدث الوسائل والتقنيات الذي يشرف عليه مجموعة من الشباب من خريجي الجامعة الجزائرية الأكفاء منذ سنة 2014، واستخدام الوسائل الحديثة في عملية الجمع والفرز والانتقاء. وتتوزع عملية الفرز الانتقائي على 108 نقاط، وتفعيل 4 مواقع للاسترجاع والفرز بكل من الرويبة والرغاية وزرالدة والحميز، وتشكل مصدرا هاما للثروة، حيث تم استرجاع ووضع للبيع أزيد من 436 طنا من الكارتون والورق، وأزيد من 20 طنا من البلاستيك، وأزيد من 10 أطنان من الخبز، إلى جانب 1.5 طن من الزجاج وقرابة 18 إطارا مطاطيا. وسيتم في غضون نهاية السنة الجارية، افتتاح 3 مواقع جديدة بالعاصمة خاصة بالفرز الانتقائي والرسكلة والاسترجاع لمختلف النفايات، وهي عملية تساهم في خلق الثروة ومناصب شغل جديدة للشباب بهدف القضاء على البطالة.