انطلقت صبيحة أمس السبت، عملية ترحيل قرابة 2000 من قاطني حي «صالح بوالكروة» القصديري المعروف باسم حي «الماطش»، المتربّع على مساحة إجمالية تقدّر بحوالي 13 هكتارا، في ثاني أكبر عملية ترحيل تشهدها مدينة سكيكدة منذ أكثر من سنتين بعد تلك التي شهدها حي بوعباز، في أجواء اتّسمت بالفرح والابتهاج والزغاريد التي لم تنقطع، بعد معاناة طويلة داخل أكواخ تنعدم فيها أبسط ظروف الحياة الكريمة كما وقفت «المساء» على ذلك، وأجمع العديد من المواطنين ممن تحدثنا إليهم على أنّهم يعيشون أسعد أيامهم، واعتبروا إعادة ترحيلهم إلى سكنات جديدة بكلّ من حيي الزفزاف ومسيون بمثابة عيد. ولإنجاح العملية التي مست أحد أقدم الأحياء القصديرية بسكيكدة، تمّ تسخير أكثر من 150 شاحنة إضافة إلى عدد كبير من آلات الهدم زيادة على 6 شاحنات صهاريج معبأة بالماء، كما سخّر 505 عمال تم توزيعهم بكلّ من حيي»الزفزاف»و»مسيون»، أسندت إليهم مهمة مساعدة العائلات المستفيدة لنقل حوائجها إلى داخل سكناتها الجديدة، بغض النظر عن العدد الهائل من العمال الذين تمّ تسخيرهم أيضا لمساعدة العائلات على مستوى حي «الماطش» لوضع أغراضها بالشاحنات، وأعقبت عملية الترحيل التي تمت في أجواء تنظيمية وانضباطية محكمة تهديم كل الأكواخ المهجورة. من جهتها سخّرت مصالح أمن سكيكدة 1200 شرطي تم إقحامهم في عملية الترحيل موزّعين على 3 مواقع بكلّ من حي»الماطش» ومسيون والزفزاف، من أجل تأمين المواطنين في أملاكهم عند عملية الترحيل وكذا حماية الإداريين المكلفين بعملية التأطير، كما تمّ وضع تشكيل أمني آخر عند مدخل ومخرج الحي وهذا بعد أن تمّ تقسيمه إلى 5 مقاطعات، زيادة إلى تخصيص 50 شرطية أسندت إليهنّ مهمة التعامل مع الحالات النسائية التي قد تطرح. وبترحيل سكان»الماطش»، يكون والي سكيكدة السيد درفوف حجري، قد استطاع أن يفكّك قنبلة هذا الحي التي فشل في التعامل معها الولاة السابقون للولاية، خاصة وأنّه أكّد أمام الصحافة المحلية، بأنّه سيسهر شخصيا على أن تؤول السكنات إلى أصحابها دون سواهم. للتذكير فإنّ نفس الحي سيعرف خلال النصف الأوّل من شهر أكتوبر الجاري، ثاني عملية ترحيل ستخصّص ل211 حالة تكون لجنة الطعون قد أنصفتهم، على أن يتم أيضا إعادة دراسة بعض الحالات من قاطني الحي التي لم يتم إدراجها في قائمة المستفيدين لسبب أو لآخر.