فُتن بأساتذة وأعمدة الطابع الشعبي، كما تأثر بقصائد محمد الباجي، نظم الشعر الهادف الذي عالج من خلاله الكثير من المواضيع، خاصة الاجتماعية والعاطفية، مستخدما أسلوبا خاصا به، تغنى الكثير من الفنانين بنصوصه الشعرية، منهم كمال مسعودي، عبد المجيد مسكود وآخرون، ومن بين أعماله الخالدة «يا حسرة عليك يا الدنيا» سنة 1997 التي أداها المرحوم كمال مسعودي، شارك في برنامج «قهوة لتاي» لسيد علي دريس، وقدم الكثير للأغنية والشعر الشعبي، مثل «شوفو الزمان كي تبدل»، «الشمعة»، «عجبني في كلامو المعنى» وغير ذلك، إنه الشاعر يسين أوعابد الذي التقته «المساء» في مستغانم أثناء فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني الثقافي للشعر الملحون وكان هذا الحوار. ❊ لمن لا يعرفك، كيف تقدم نفسك؟ وهل من نبذة عن مسيرتك الشعرية؟ أنا إنسان جزائري بسيط، مولود في القصبة بالعاصمة في 27 مارس 1967، أحب الشعر، الفن وكل ما هو إبداع، ولدت في عالم الشعر، بحيث كانت ولادتي في 27 مارس المصادف لليوم العالمي للمسرح، وعشت في بيئة جميلة، أين كان المجتمع يستمع للكلمة الجميلة والطيبة، إلى أن وجدت نفسي مولعا بالفن وبفنانين عمالقة مثل دحمان الحراشي، عمار الزاهي وغيرهم، في ذلك الوقت، كانت الأغنية منقسمة إلى أقسام شاوية، عاصمية، وهرانية، سطايفية وقبائلية وكانت الزوبعة الثقافية لم تنطلق بعد، وبعد التطور، ظهرت آلات جديدة كمازج الصوت ومربع الإيقاع، وظهرت حينها كل الأنواع الأخرى من الموسيقى، منها الراي الذي عرف نجاحا في تلك الفترة، وبعد ذلك بدأت الأغنية الجزائرية تتقلص في آونة صعبة أثناء العشرية السوداء، حينها بدأت أعبر عن مجريات الحياة باستعمال الكلمات المعبرة وعن طريق الشعر الشعبي. ❊ لمن كتبت قصائدك؟ وهل تختار لمن تقدم أشعارك وكلماتك؟ — كتبت للعديد من الفنانين، مثل نصر الدين قاليز، ديدي كروم، عبد المجيد مسكود، كمال مسعودي، رضا سيكا، جمال لعروسي وآخرون. بصراحة، قمت بتجربة في السابق لاختيار الفنان الذي سيقدم قصائدي، ولكن لم أستطع لاجتناب اللوم، فأنا إنسان بسيط لا يعرف التحيز بين الفنانين، بينما اشتغلت مع العديد من الفنانين سواء معروفين أو غير معروفين (أقول هذا عندما كنت قادرا على الكتابة، أما الآن فأنا تعبان ومرهق نوعا). ❊ هل تكتب الشعر وكلمات الأغنية حسب الطلب؟ — هذا مشكل آخر، أنا لا أستطيع كتابة ما يطلبه الفنانون، رغم أنني حاولت في العديد من المرات، ورغم محاولتي إلا أنني وضعت نفسي في مأزق بسبب المشاكل، وقد كتبت للفنانين كبار وفيهم من اتهمني بالكلمات، فاكتفيت بالكتابة على ما أشعر وأحس به فقط. ❊ هل أدى الفنانون الذين قدمت لهم قصائدك كما كنت تتمنى؟ — الحمد لله، ليس كما تمنيت وإنما أنا راض إلى حد كبير. وهنا أوضح نقطة وأقول: محمد الباجي هو قدوتي في الشعر، لكن مستحيل أن أكتب مثله، فلا أحد يعوض أحد، أعطيك مثلا، لا أحد استطاع إلى يومنا هذا أن يعوض المرحوم كمال مسعودي، وهو بدوره لم يعوض أي فنان من قبل. ❊ القصيدة التي اشتهرت بها هي أغنية أداها كمال مسعودي رحمه الله «يا حسرة عليك يا الدنيا»؟ — كمال مسعودي رحمه الله ذكرى جميلة لي، كان إنسانا طيبا، متخلقا وحنونا، كتبت له «حسرة عليك يا الدنيا»، وكذلك «الشافية والله ما نغيب» وغيرها من الأغاني الأخرى، وبفضل المرحوم وتشجيعاته أصبحت معروفا، كان فنانا محبوبا وله الكثيرين من المعجبين، والدليل على ذلك وجود فنانين يجتهدون ويواصلون لإنجاز ما تركه كمال مسعودي، لكن الطريقة مختلفة نوعا ما، ثم أغانيه كانت كلها هادفة وعبارة عن رسالة موجهة للمجتمع، وكان يفضل الأغاني التي تخص العاطفة، القلب والضمير. ❊ هل أغلب قصائدك ذات بعد وطني؟ — أحب بلادي أكثر مما يتصوًره العقل، خاصة أنني من عائلة ضحت بالكثير من الشهداء، كما أنني تربيت على احترام المجاهدين، أحب تاريخ بلادي وأفتخر به، وتألمت مع آلام وطني. ❊ في رأيك، كيف تشتهر الأغنية؟ — هناك 03 نقاط أساسية لكي تشتهر الأغنية وتنجح، وأقولها من باب المنطق، الكلمات الهادفة، الموسيقى الجميلة والأداء الجيد، وهذه النقاط لا يمكن أن أجتهد فيها لوحدي. ❊ كم من قصيدة في رصيدك؟ — 100 قصيدة منشورة على 20 قرصا مضغوطا، كما كتبت نصا لأغنية جنيريك مسلسل «اللاعب» لجمال فزاز الذي تحصل على جائزة الفنك الذهبي، وكذا الكاميرا المخفية «يا حفيظ يا ستار» وغيرها من الأعمال الأخرى. ❊ ما هي أحسن ذكرى لك؟ — لي ذكريات جميلة ورائعة، منها التكريم الذي خصني به فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكذلك تكريمي خاصة في قالمة، وكذلك في تمنراست، تونس، المغرب. ❊ هل من مشاريع مستقبلية؟ — بعد مرحلة النقاهة التي قضيتها، أنا بصدد كتابة قصص وسيناريوهات وقصيدة شعرية، خاصة أنني أعتبر الشعر فضائي المفضل لأفصح عما بداخلي، ولي كذلك اقتراحات عديدة للمشاركة في حصص إذاعية وتلفزيونية. ❊ هل من كلمة تختم بها؟ — أستطيع القول بأنني في خدمة الشعر والفن باعتبارهما وسيلة تقرب الفنان والشاعر إلى جمهوره، كما أنني راض بما قدمته، وقد قدمت للفن ما استطعت تقديمه، لكن ليس بحجم ما قدمه فنانون كبار، كما أنني قدمت في بعض الأحيان الكثير بدون مقابل، فشكرا لك وللجريدة.