وقّع رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أول أمس، باسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على سجل التعازي بمقر سفارة العراق إثر وفاة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني. وكتب بن صالح الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل في السجل: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ انتقال المغفور له بإذن الله تعالى، جلال طالباني رئيس جمهورية العراق السابق إلى جوار ربه بعد صراع طويل مع المرض». وأضاف «وأمام هذا المصاب الجلل، أتقدم إليكم وإلى عائلة الفقيد والشعب العراقي الشقيق نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية وباسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي بأصدق التعازي وأصدق عبارات التعاطف والمواساة، داعيا الله العلي القدير أن يشمله بواسع رحمته وعظيم عتقه وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين». وختم بن صالح بالقول «نسأل الله جلت قدرته أن يفرغ عليكم جميل الصبر والسلوان، وأن يقي العراق والشعب العراقي الشقيق كل مكروه وسوء». وشيّع عشرات الآلاف من العراقيين بعد صلاة الجمعة أمس، بمدينة السليمانية بإقليم كردستان جثمان الرئيس الراحل الذي وافته المنية نهار الثلاثاء بأحد المستشفيات الألمانية عن عمر ناهز 83 عاما. وحضر مراسيم التشييع، بالإضافة إلى مسعود برازاني رئيس إقليم كردستان ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وممثلين عن أكراد سوريا وإيران وتركيا، الرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الداخلية قاسم الأعرجي ورئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري. وتزامن رحيل الرئيس العراقي الأسبق مع القبضة المحتدمة بين السلطات المركزية في العاصمة بغداد والحكومة الكردية بقيادة مسعود البرزاني على خليفة استفتاء الاستقلال الذي أعلنت من خلاله الحكومة الكردية انفصال الإقليم عن الدولة العراقية رغم رفض هذه الأخيرة لمثل هذه الخطوة. وفي هذا السياق، أكد عبد الرحمان الحسيني، سفير جمهورية العراق لدى الجزائر أول أمس، أن الحكومة المركزية في بغداد «ستتخذ إجراءات دستورية وقانونية بحق كل من شارك وحرص على تنظيم استفتاء الانفصال من أصحاب الدرجات الخاصة»، واصفا هذه الخطوة بمثابة خطر على الأمن الإقليمي كونه يقوض الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب في المنطقة»، في إشارة إلى المعارك التي تخوضها قوات الجيش العراقي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي». وأكد أن «للمواطنين الأكراد الحرية الكاملة في التنقل من وإلى إقليم كردستان برا أو جوا» على اعتبار أنهم مشاركون حقيقيون في الحكومة المركزية ويشغلون مناصب رفيعة في الدولة العراقية». وبرر السفير رفض بلاده لفكرة الاستفتاء بقناعة أن «تأسيس الدول على أساس قومي أصبح أمرا من الماضي ولا ينسجم مع المنظومة الدولية الحديثة لأنها ستكون دولا ذات نفس عنصري». وقال إن المجتمع الدولي أقر بعدم شرعية الاستفتاء ورفض نتائجه وتأييده لوحدة العراق بما في ذلك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز ومجلس الأمن الدولي، بالاضافة إلى قوى كبرى مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. وبخصوص الوضع في محافظة كركوك المتنازع حولها، أكد السفير أن «كركوك هي جزء لا يتجزأ من أرض العراق وليس لإقليم كردستان الحق بضمها بالقوة وفرض سياسة الأمر الواقع على سكانها، مؤكدا رفض الحكومة العراقية «للتجنيد العسكري» في هذه المحافظة وتدعو إلى إدارة المناطق المتنازع عليها إدارة مشتركة بقيادة الحكومة المركزية التي تكمن مهامها في الحفاظ على «وحدة وسلامة العراق داخليا وحمايته من أي تهديد أو عدوان خارجي.