أعربت السيدة سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، عن تأسفها للذهنيات التي باتت تطغي على سيرورة الهيئات العالمية الإنسانية، موضحة أن العديد منها باتت تطبق منطق الكيل بمكيالين، وتعتمد التفكير السياسي كمبدأ لفك النزاعات أو بالأحرى «خلقها».. جاء هذا خلال الندوة الصحفية التي نظمتها، أمس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري بمقره بشارع محمد الخامس بالعاصمة، في إطار زيارة عمل السيد ياسين أحمد عباس رئيس الهلال الأحمر العراقي، لتوطيد الشراكة التاريخية بين الهلالين، واستحداث هيئة مشتركة للدفاع عن المصالح الإنسانية، في العالم العربي وكذا الإفريقي، لاسيما أن المؤتمر الدبلوماسي للاتحادية الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر على الأبواب، والذي سينعقد خلال شهر نوفمبر بمدينة أنطاليا التركية. السيدة بن حبيلس قدمت نبذة تاريخية عن الهلال الأحمر الجزائري، والدور الهام الذي لعبه خلال الثورة التحريرية، مشيدة أيضا بالدور الكبير الذي لعبه نظيره العراقي آنذاك، في تمكين أعضاء الهلال الأحمر الجزائري من المشاركة «تحت اسم الهلال الأحمر العراقي، في المحافل الدولية ونقل كل ما يعانيه الشعب الجزائري تحت وطأة الاستعمار، في الوقت الذي لم يسمح للجزائر بالمشاركة بسبب عدم اعتراف العالم بها كدولة مستقلة. وأوضحت المتحدثة أن العلاقة بين الهلالين في المجال الإنساني، الدبلوماسي والاجتماعي قديمة ولابد من إعادة لها الاعتبار حتى تعمل الهيئتان جنبا إلى جنب للدفاع عن الحقوق الإنسانية، في الوقت التي باتت العديد من الهيئات الدولية تتعدى على كرامة الإنسان لاعتبارات سياسية وأخرى عرقية، حولت المهام الإنسانية إلى مهام سياسية محضة. من جهته، أوضح ياسين أحمد عباس رئيس الهلال الأحمر العراقي، أن الهدف من هذه الشراكة هو خلق فضاء إنساني له قدرة التأثير والضغط على المجالس السياسية وأصحاب القرار، لاسيما مجلس الأمن الدولي وذلك بتدخل الهيئة قبل اتخاذ أي قرار له تداعيات على الإنسانية وكرامة الشعوب، مشيرا إلى أنه آن الأوان لدعم الصفوف وتوعية المنظمات بخطورة ما تؤول إليه المجتمعات بسبب انعدام الاستقرار الأمني.. وتقدم المتحدث بالشكر لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لموقفه إزاء الوضع الذي يعيشه العراق، مشيدا بكل المساعدات التي قدمتها الجزائر في المجال الإنساني لمساندة الشعب العراقي، تمثلت في إعانات غذائية وأدوية وغيرها.. مركزا أيضا على المساعدات ذات القيمة المعنوية والتي لا تقل أهمية عن المادية يؤكد المتحدث. وأضاف رئيس الهلال الأحمر العراقي أن الشراكة ستعرف انطلاقة كبيرة، وسوف يظهر صداها خلال المؤتمر الدولي الذي سينعقد قريبا بمدينة أنطاليا، معبرا بالمناسبة عن أمله في أن يكون هناك امتداد لبعض الجمعيات من العالم الثالث والناشطة في المجال الإنساني، التي هي في أمس الحاجة لخدمات الهلالين الجزائريوالعراقي. ويعمل هذا الفضاء - كما قال - على نشر ثقافة السلم والمصالحة، والدفاع عن كرامة الإنسان، وكذا فك النزاعات السياسية والاجتماعية والعرقية في العالم العربي والإفريقي وعلى المستوى العالمي. مشيرا إلى أن تجربة المصالحة الوطنية في الجزائر لنشر السلم ستكون النموذج الذي تبنى عليه هذه الشراكة بين الهلالين.