تمكّنت بلدية مقلع (شرق ولاية تيزي وزو) من إنجاز العديد من المشاريع التنموية، حيث حققت خلال السنوات الأخيرة، قفزة نوعية في التنمية، بفضل جملة من المشاريع التي تجسّدت في الميدان وأتت استجابة لانشغالات المواطنين. كما عادت الثقة المفقودة بين المنتخبين والمواطنين، وظلت أبواب البلدية مفتوحة في وجه السكان في كل وقت وفي كل أيام الأسبوع. وساعد التنسيق بين البلدية والمواطن على تخطّي كل العقبات الممكنة، وإنجاز مشاريع مختلفة، منها عملية الربط بغاز المدينة والألياف البصرية والتهيئة العمرانية التي غيّرت الوجه الحضري لمقلع إلى الأحسن، ما يجعل إمكانية تجديد العهدة للمير الحالي ممكنة، خاصة أنه قرر الترشح للمرة الثانية لاستكمال المسار التنموي بالبلدية وقراها. ارتياح لما تحقق وحديث عن تجديد العهدة أكّد بعض المواطنين الذين تحدّثت إليهم «المساء»، أنّ بلدية مقلع عرفت حركة ودينامكية كبيرتين خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقلت من فترة الركود إلى فترة التنمية والإنجازات بفضل جهود البلدية من جهة، ودعم ومساعدة لجان القرى من جهة أخرى. تحقق التنسيق بين الطرفين سمح للبلدية بتحقيق عدة إنجازات. كما أنّ البلدية لم تجد المواطن عائقا أمام تجسيد المشاريع المسطرة لفائدة القرى، والمرفوعة من طرف السكان. ونوّه المتحدّثون إلى «المساء» بالسياسة المنتهجة من طرف المير في تجسيد المشاريع بالقرى، حيث أكدوا أنه طيلة 5 سنوات الماضية، عمل المير على مبدأ التشاور مع لجان القرى قبل مباشرة أي عملية تنموية، ما حوّل مدينة مقلع خاصة الوسط الحضري، إلى مدينة بأتمّ معنى الكلمة، ما ساهم في توفير أجواء الراحة لقاطنيها، وحسّن إطارهم المعيشي، حيث تمّ إنجاز الأرصفة والمساحات الخضراء والإنارة العمومية وغيرها من الإنجازات، لكن تبقى الكثير من المشاكل والنقائص عالقة لأسباب مختلفة، خاصة ما تعلق بالمشاريع السكنية التي لازالت العديد من البرامج تنتظر الإفراج، كذلك إنجاز مستشفى 60سريراومرافقشبانيةورياضيةمنشأنهاترقيةمختلفالرياضات،خاصةأنّالمنطقةقدّمتالكثيرمنالمواهبفيرياضاتمختلفة. وأوضح بعض شباب قرى مقلع أنّ عهدة المير الحالي غيّرت فكرة المواطن حول رؤساء البلديات التي كانت منتقدة أكثر من كونها مدعمة، حيث ظلت أبواب البلدية لسنوات مغلقة في وجه المواطن، وظل الحوار والتشاور «في خبر كان»، ليعاد فتحها مع مجيء المير الحالي، الذي صحّح عدّة أفكار عن المجلس والمنتخبين، الذين في الأساس يمثلون الشعب ولا مفر منهم لخدمته والاستجابة لمطالبه. ومكنت السياسة المنتهجة من طرف المير خلال العهدة الماضية التي تشرف على الانتهاء، مكنت البلدية من تفادي تسجيل هجرة الشباب قراهم والتوجّه إلى المدينة للعب مباريات في كرة القدم والتسلية والاستفادة من خدمات الأنترنت وغيرها، حيث تحدّث الكثيرون عن منح صوتهم للمير الحالي وتجديد الثقة فيه لقيادة البلدية مرةأخرى، للاستمرار في نفس البرنامج الذي سطّره مع لجان القرى والاستجابة أكثرلانشغالات وطموحات المواطنين. جعفر صراوي رئيس بلدية مقلع ل «المساء»: راض جدا عن الإنجازات المحققة أكد رئيس بلدية مقلع جعفر صرواي ل «الساء»، أنه خلال ترشحه للعهدة الأولى، لم يقدّم أي وعود، في حين كان يعرض خلال مختلف لقاءاته بالمواطنين، برنامجا يرتكز على مبدأ العمل المشترك بين المير والمواطنين، ما كان وراء اختيار سكان مقلع له، موضّحا أنه كان منتخبا بنفس المجلس لأكثر من 20سنة،ماسمحلهبالاطلاععلىأولوياتالسكانوحاجياتالبلدية. وقال المير إنه كان يدرك النقائص المطروحة بالبلدية، منها مشكل الغاز، شبكتا الماء والصرف، الملعب وغيرها، مؤكّدا أنّ أوّل نقطة ركّز عليها عند توليه رئاسة البلدية كانت الشباب، من خلال إنجاز الملعب البلدي، الذي توصّل إلى إنجازه بفضل دعم عدّة أطراف من الوزارة والنواب ولجان القرى. وأشار إلى أنّ دعم السكان سمح بإيصال الغاز الطبيعي إلى كلّ القرى، وهو ما كان وراء تحقيق تغطية بنسبة 100 بالمائة رغم مشكل المعارضة المطروحة ببلدية آيت يحيى المجاورة. كما تمكّنت البلدية من إنجاز الألياف البصرية بالقرى، والتي تم إنجازها بعدة قرى، حيث بقيت بعض القرى مبرمجة هي الأخرى. تحقيق التنمية تم بالتنسيق بين المواطن والبلدية وقال المير إنّ سياسة العمل المنتهجة لم تكن تقف على الوعود وإنّما بالعمل والفعل المجسّد في الميدان، حيث عمل المجلس طيلة العهدة على إنجاز دور الشباب وفضاءات اللعب وملاعب صغيرة موجّهة لشباب القرى، وهي مسألة أولت لها البلدية أهمية كبيرة لضمان التكفل بهذه الشريحة. وتحدّث المير عن مختلف الإنجازات المحققة التي تظهر جليا في الميدان، إذ هناك الكثير من العمليات التنموية المنجزة، منها برنامج التهيئة العمرانية المسطّر في 2009 والذي لم يتجسّد، حيث كانت البلدية في وقت سابق تعاني التدهور؛ أرصفة مهترئة، طرق غير صالحة للاستغلال وغير ذلك، وبعد مجيئه عمل على تجسيد هذا البرنامج الذي أعطى وجها مغايرا لمقلع بعد أن تمت تهيئة الوسط الحضري. كما عمل بالتنسيق مع جمعية مقلع، على تسجيل مستشفى بسعة 60 سريرا. وتمّ حل مشكلة الأرضية، وأُنجزت الدراسات بقيمة 6 ملايير سنتيم، وبقي فقط الإنجاز. وتوقّف المير عند مشروع هام بالنسبة للبلدية، يتمثّل في مصلحة الحالة المدنية التي توفّر خدمات جيدة للمواطنين، لاسيما ما تعلّق باستخراج جواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية البيومتريتين، حيث سمحت هذه المنشأة بوضع حدّ لمشكلة الطوابير الطويلة، مشيرا إلى أنّ هذا الفضاء الذي عرف حضور وزير الداخلية السيد نور الدين بدوي، أُنجز بأزيد من 30 مليون دج مخصّصة لبرنامج بلدي للتنمية ومن ميزانية البلدية، حيث سمحت زيارة الوزير إلى مقلع بالاستفادة من ثلاث عمليات تنموية لفائدة المواطنين مع منح ميزانيتها المقدّرة بنحو 30 مليار سنتيم. عودة الثقة بين المواطن والمنتخب في نفس السياق، قال المير إنّ عهدته حملت الكثير من الإيجابيات لسكان مقلع، حيث جسدت مطالب قديمة، منها الماء الذي يموّل قرى البلدية على مدار 24 ساعة بفضل الربط انطلاقا من تاقسبت ومياه آبار الوادي. كما تم تجديد الشبكة الممولة للقرى انطلاقا من المحطة الممولة من شعايب إلى غاية خزان بوزعثر (جمعة صهاريج) الذي يزوّد خزان آث موسى بالماء، ليموّل بدوره 12 قرية. كما تمّ تجديد وإنجاز شبكات الصرف بنسبة 95بالمائة في انتظار ربط بعض السكنات المشيدة حديثا في إطار البناء الريفي، يليه عملية الربط بالغاز،التي سمحت بوصول هذه الطاقة إلى كل القرى،معتزفي تشبكة الطرق منه اطرق كانت منسية لسنوات،وإنجاز الأرصفة والمسالك بالقرى، ما سمح بتحسين الإطار المعيشي للمواطنين. كماعملت البلدية على حلّ مشكل انقطاع التيار بفضل إنجازمحولات كهربائية وغيرها من العمليات. وذكر المير أنّ الهدف الأساس للمجلس الذي ترأسه لمدة 5 سنوات، كان يسعى لإعادة الثقة المفقودة بين المواطن والمنتخب، وأن يكون الاتصال دائما ومستمرا مع العمل معا، مشيرا إلى أنه بعد فوزه في الانتخابات في عهدة أولى، قام بدعوة لجان القرى لتوضيح المنهجية التي تضمن لكلّ من البلدية والقاطنين بها، تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، موضّحا أنّ الهدف من هذا اللقاء كان تحسيس المواطن بتفادي الاحتجاجات التي تعرقل أشغال المواطنين، معبرا عن ارتياحه لما قدمه للمواطنين. وأكّد أنّه خدم البلدية بقلبه وروحه، وخصّص كل وقته للمواطن حتى في العطل الصيفية، قائلا: «أنا وطني، أحب بلدي وأنحدر من أسرة ثورية»، مضيفا أنّ أبواب البلدية كانت مفتوحة أمام الجميع، وأنه قرّر الترشّح لعهدة ثانية، وفي حال اختاره المواطنون سيواصل المسار الذي نهجه، قال: «قرار الترشح لعهدة ثانية مفصول فيه، والاختيار يعود للشعب». عمليات تنموية جديدة في مفترق الطرق ذكّر مير مقلع بالعمليات التنموية التي استفادت منها البلدية بفضل زيارة وزير الداخلية، منها مسبح أولمبي بقيمة مالية قدرها 22 مليار سنتيم، حيث توجد قطعة أرضية (ملحقة مركز التكوين المهني سابقا)، موضحا أنّ موقع هذه الأرضية موات جدا لاحتضان مشروع المسبح، ومؤكّدا اهتمامه بمدى تجسيد هذا المشروع خاصة بعد رفع العقبات بفضل دعم الوالي محمد بودربالي، حيث تم تجنيد مكتب باشر الدراسات، ويُنتظر فقط مباشرة الإنجاز. يضاف إلى هذا المشروع قاعة رياضية يمارس فيها أبناء بلدية مقلع مختلف الرياضات، أضحت بحاجة لأشغال التهيئة لتوفير أجواء ملائمة لعشاق وممارسي الرياضة، خاصة أنّ منهم من شرّف البلدية والولاية بجوائز مختلفة، بينما العملية الثالثة تتمثل في توسيع عملية إنجاز الألياف البصرية لتمس كل القرى. وأكد السيد جعفر صرواي أنّ زيارة وزير الداخلية أتت بالفائدة على البلدية، مضيفا أن عهدته تشرف على الانتهاء، لكنه سيرشح نفسه مرة ثانية ضمن قائمة حزب «الأرندي» الذي ينشط ضمن صفوفه منذ سنوات كمنتخب بالبلدية، سيترشح كرئيس للمجلس البلدي، في حين لم يُخف مخاوفه في حال ما لم يتم اختياره من عدم تمكّن المجلس الجديد من مواصلة مسار التنمية في خدمة المواطنين، وتجسيد العمليات التنموية الجديدة التي سجلها وزير الداخلية لفائدة مقلع، والتي قال إنها هامة جدا وضرورية، لاسيما أنّها مطالب قديمة حيث تتواجد في مفترق الطرق، وإنجازها مرهون إما بتجديد العهدة للمير أو أن يواصل المير القادم نفس استراتيجية العمل لتحقيق إنجازات أكثر، منها تجسيد هذه العمليات التنموية، أو يمكن أن تكون له نظرة مغايرة تكون نتيجتها إلغاء لهذه العمليات.