يحتضن قصر الثقافة، ابتداء من 26 أكتوبر وإلى غاية الثلاثين من الشهر الجاري، الطبعة الأولى للقاءات الدولية حول الفن المعاصر، من تنظيم رواق «دار الياسمين»، رفقة فريق موسّع من المحترفين، وبمشاركة ما لا يقل عن ثلاثين دولة. وبهذه المناسبة، عقدت اللجنة التنظيمية لتظاهرة «آرتا»، نهاية الأسبوع الماضي بفندق «آرت»، ندوة صحفية، تناولت فيها، حيثيات برنامج هذه الفعاليات وكذا الغرض من تنظيمها. وفي هذا السياق، قال محافظ هذا الحدث الأول من نوعه في الجزائر، جودت قسومة، إن اللقاءات الدولية حول الفن المعاصر، تعرف مشاركة العديد من الدول مثل: مصر، إسبانيا، إيطاليا، كوبا، إثيبويا، الصين، كندا، سويسرا، المملكة المتحدة، تونس، المغرب، السودان، السينغال، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الفيتنام، اليونان، الكاميرون، البنين، كرواتيا والهند. وأضاف قسومة، أن هذا الحدث ينقسم بدوره إلى فعاليتين وهما: آرتا دزاير» والتي تعني مشاركة أكثر من خمسين فنانا جزائريا متخصصا في الفن المعاصر والفن الحديث، وكذا آرتا دولي والذي يعرف أيضا مشاركة 52 فنانا من عدة دول، ينتمون إلى مدرسة الفن المعاصر، من بينهم فنانين جزائريين تميزوا في هذا الفن. كما سيتم أيضا، عرض فيلمين وثائقيين حول شخصيتين فنيتين جزائريتين، وكذا تقديم كتب متخصصة في الفن من طرف ست دور النشر من بينها: القصبة والشهاب وداليمان، إضافة إلى تنظيم محاضرات تخص النشر والبيع وسوق الفن التشكيلي والهياكل الثقافية. بالمقابل، كشف جودت قسومة عن تنظيم وزارة الثقافة لتظاهرة كبرى للفن التشكيلي في مارس المقبل بقصر الثقافة، يشارك فيها أكثر من 300 فنان من كل الولاياتالجزائرية، مضيفا أن رواق دار الياسمين سيكون مشرفا على هذه الفعاليات. كما أكد على أهمية هذه التظاهرات خاصة أن الفنانين الجزائريين يفتقدون لفضاءات الإنتاج والبيع، حتى أن المتاحف لا تشتري أعمال الفنانين المحليين، علاوة على ندرة النقاد الحقيقيين ليجد الفنان نفسه في فوضى تحديد ثمن الأعمال الفنية بشكل عشوائي. من جهته، أشار المنسق العام للتظاهرة، إلياس خليفاتي، إلى صعوبة تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية، معتبرا أن نجاح هذه التظاهرة، يعد نصرا للجزائر برمتها. كما أشار إلى تجربته في الميدان لمدة تزيد عن 28 سنة والتي دفعت به إلى تنظيم هذه اللقاءات رفقة فنانين مخضرمين لتحقق الإرادة الجماعية «المستحيل». أما الفنان مصطفى نجاعي، رئيس لجنة الانتقاء، فقال إنه تم وضع معايير بسيطة لاختيار الفنانين المشاركين في هذه الطبعة المتخصصة بالدرجة الأولى في الفن المعاصر، معتبرا أن الهدف الأسمى من تنظيم «آرتا» يتمثل في تسليط الضوء على الفنانين الجزائريين ومساعدتهم لتطوير مواهبهم. كما تحسر نجاعي، على عدم مشاركة الفنانين الجزائريين في «البيناليات العالمية» وهذا لأن مثل هذه التظاهرات الدولية تشترط مشاركة الأروقة، في حين أن الجزائر تملك فضاءات للبيع وليس أروقة محترفة.