وجوه فنية جزائرية ومن أصول جزائرية في أغلبها برزت خلال الأشهرالأخيرة في أهم أروقة ومتاحف العالم بإبداعاتها في الفن التشكيلي التي تعبرعن قضايا إنسانية راهنة وأيضا محلية تعكس مدى تجدرهؤلاء الفنانينن في الثقافة الجزائرية. هؤلاء التشكيليون وأغلبهم من مواليد السبعينيات والثمانينيات تميزوا بأعمالهم في الرسم والتصويروالفيديووالنحت والأعمال المركبة وغيرها من اتجاهات الفن المعاصر و تحصلوا عبرها على أهم الجوائزالدولية. التشكيلي دريس وضاحي -الفائزفي 2003 بجائزة من مركزالفن المعاصرلإيستر(مرسيليا)- يعرض حاليا وإلى غاية 23 مارس الجاري آخر17 لوحة له مرسومة بالزيت على القماش والكتان برواق "هوسفلت" للفنون المعاصرة بسان فرانسيسكوبالولاياتالمتحدة. وتعبرلوحات هذا الفنان التجريدي -الذي تناولت أولى أعماله البنية العمرانية لضواحي الجزائرالعاصمة وتجمعات المهاجرين بباريس- عن نظرة نقدية للفن المعماري المعاصر. ومن جهته يقدم الفرانكو-جزائري عادل عبد الصمد وإلى غاية 30 مارس برواق "ديفد زويرنر" للفن المعاصربلندن آخرأعماله النحتية "كراي" (بكاء) التي سلط من خلاله الضوء على مآسي حرب الفيتنام. وكانت أعمال أخرى للفنان قد تم عرضها بأروقة عالمية مرموقة أهمها مجموعة في الفن المعاصراحتضنها مؤخرا مركز"بومبيدو" للفنون بباريس وقبل هذا ببينالي البنين للفن المعاصرالذي عرف مشاركة 36 فنانا من حوالي 30 بلدا. عادل عبد الصمد الذي تنسب أعماله للفن المفاهيمي -وهوتيارفي الفن المعاصريركزعلى المفهوم أوالفكرة الني يعكسها العمل وليس الجماليات- شارك أيضا بأعماله في عدة تظاهرات فنية بأوروبا والولاياتالمتحدة كما رشح في 2006 ل"جائزة مارسال ديشامب" الفرنسية للفن المعاصر. وفي باب الحديث عن هذا الفن عرض الفرانكو-جزائري نايل بلوفة إبداعاته نهاية عام 2012 ب"هنري آرت غاليري" بسياتل (واشنطن) الأمريكية تحت شعار"أون بلن إير" ضمن مجموعة من الأعمال الإنطباعية لفنانين عالميين. كما قدم نايل بلوفة -وهو من مواليد 1985- وبالتوازي مع تظاهرة سياتل أول معرض منفرد له بفرنسا بمركزالفن المعاصر"بالي دو طوكيو" بباريس حيث عرض 3 فيديوهات مركبة تحت عنوان "لي زنوبليابل بريز دوتونومي". وغيربعيد عن فرنسا قدم فيصل بغريش ببرلين في 2012 مجموعة له في الفن المعاصربرواق "غاليري كامبين بروميير" للأعمال الفنية ذات التوجه المفاهيمي من بينها مجسم لكرة أرضية مضاءة تدوربمحرك وجزء علوي من جسد إنسان من الشمع تخترقه قضبان وهي أعمال تطرح قضايا "تتساءل عن تكون المجتمعات الإنسانية". وفي إطارمشاركاته الدولية سجل أيضا هذا الفنان -وهومن مواليد 1972- حضوره في دورة 2012 لبينالي غوانغجوللفن المعاصربكوريا الجنوبية -أهم بينالي للفن المعاصربآسيا- بفيديو"ذ بروجكت ميسج" نسبة لفيلم "الرسالة" التاريخي لمخرجه السوري مصطفى العقاد وقد عرف البينالي مشاركة 92 فنانا من 44 بلدا. وكان الخط العربي حاضرا بقوة في إبداعات هؤلاء الفنانين حيث يعرض حاليا رشيد قريشي الفائزب "جائزة جميل" 2011 للفن الإسلامي المعاصرالبريطانية عمله المتوج "المعلمون غيرالمرئيين" بجامعة ستانفورد الأمريكية وقبل هذا كان نفس العمل قد عرض بمدريد في 2012. إبداعات أخرى للفنان -الذي يقيم بين تونسوفرنسا- احتضنتها أيضا الكثيرمن التظاهرات الدولية كما أن بعض أعماله موجودة في العديد من متاحف العالم. وإلى جانب رشيد قريشي كان للخطاط حمزة بونوة أيضا حضوره الدولي وهوالمعروف بتوجهه التجريدي وجمالياته الصوفية حيث شارك في 2012 بمعرض فني بالدوحة عرف مشاركة كوكبة من التشكيليين من مختلف البلدان العربية. وعرض بونوة -المولود في 1979- أعماله بالبرازيل وكندا والأردن والبوسنة والبحرين وفرنسا وإنجلترا بالإضافة للجزائركما حازعدة جوائزدولية أهمها "جائزة فنون البحرالأبيض المتوسط" في مرسيليا (فرنسا) في 2001 وأخرى من "مؤتمرالفنون الأوروبي الجزائري الدولي" (بلجيكا) في نفس العام. ومن جهته حظي التشكيلي مصطفى غيجاتي بتكريم مميزمن ملتقى الفنانيين التشكيليين العرب الذي انعقد في مارس 2012 بالقاهرة وضم حوالي 230 عملا فنيا من 17 دولة عربية. المصورة الفرانكو-جزائرية زينب سديرة ونظيرتها الجزائرية أمينة منية تعرضان حاليا أعمالهما المركبة حول الجزائرفي معرض مشترك بمركزالفنون العريق "روايال هيربينين أكاديمي" بالعاصمة الإيرلندية دبلن. وتحت شعار"بيكومن أندبندنت" تشارك زينب سديرة في هذه التظاهرة الفنية التي تستمرإلى غاية 24 مارس الجاري بالفيديوالمركب "حارسات الصور" الفائزبجائزة "سام آرت بروجكتس" 2009 للفن المعاصربباريس في حين تقدم أمينة منية -وهي من مواليد الجزائرفي 1976- فيديومركب تحت عنوان "إنكلوزد". الفرانكو-جزائري قادرعطية هوأيضا من بين أهم الأسماء الحاضرة في معارض الفن الدولية حيث شارك في 2012 بمعرض "داكومنتا" الألماني المعروف للفن الحديث والمعاصروقبلها في 2010 برواق "ساتشي" الشهيربلندن ضمن المعرض الجماعي الشرقي "طريق الحرير" الذي تميزفيه هذا المبدع بعمله المثيرللجدل "غوست" (شبح). وكان قادرعطية الذي فازبجائزة بينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية في 2008 كما قدم عروضا منفردة في الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا بالإضافة لمشاركاته في بينالي سيدني 2010 وبينالي موسكو 2011.