بثقة كبيرة في النفس وفي الإمكانيات ورغبة في إثبات الذات، فُهمت كأنها إجابة على كل من انتقده في المدة الأخيرة، حاول الناخب الوطني الجديد رابح ماجر خلال تنشيطه الندوة الصحفية الأولى بعد تنصيبه رسميا على رأس العارضة الفنية يوم الخميس الماضي خلفا للمدرب الإسباني لوكاس ألكاراز في المركز التقني بسيدي موسى، أن يدافع عن نفسه ويحاول إقناع الرأي العام الرياضي بكفاءاته في التدريب، وبامتلاكه الحلول من أجل الرفع من مستوى المنتخب الوطني من جديد. أكد ماجر أنه يملك كل المؤهلات التي تجعله المدرب الشرعي للمنتخب الوطني لكرة القدم، وأنه يتوفر على الشهادات اللازمة من أجل قيادة الخضر، النقطة التي أثيرت بمجرد تسريب معلومة تعيينه على رأس المنتخب الجزائري، مجيبا: «من المفروض ألا أتحدث عن موضوع الشهادات، لأن الشهادة هي ما عشته في كرة القدم وما حققته في مشواري، أما الشهادات فهي تصلح فقط للأرشيف»، ليضيف: «تحصلت على شهادة من وزارة الشباب والرياضة، وشهادة من الاتحادية، وشهادة من كلار فونتان بفرنسا ممضاة من قبل إيمي جاكي»، غير أن الغريب في الأمر بالنسبة لما قاله المدرب الجديد للخضر، أنه اكتسب الخبرة في التدريب في «بلاطوهات» التلفزيونات العالمية المختلفة، والتي كان محللا فيها، مما يدعو إلى الاستغراب مما قاله، ليصبح المدرب الأول في العالم الذي اكتسب الخبرة من خلال التحليللات في «البلاطوهات»، ما يُعد اكتشافا جديدا في مجال كرة القدم. فبالنسبة له، فإنه لم يبتعد عن المهنة التي مارسها من «أستوديو» تحليلي إلى آخر، حيث استدل بالمدرب الألماني «هاينكس» الذي عاد لتدريب البايرن، إلا أن الأخير لم يغب عن التدريب لمدة 5 سنوات، كما قال ماجر، بل 3 مواسم مذ تحصّل على الثلاثية سنة 2013 مع البايرن. مناد وإيغيل كبيران وسأكبر معهما ولا أحد فرضهما عليَّ صرح رابح ماجر الذي كان مصحوبا بمساعديه مزيان إيغيل وجمال مناد، بأنه محظوظ بالعمل مع رفيقيه وأن يكونا إلى جانبه، مؤكدا أنه هو من سيتعلم منهما، ومعترفا بأنهما أحسن منه تجربة فوق الميدان؛ «أشكرهما كثيرا لأنهما قبلا العمل معي من أجل مصلحة الفريق الوطني»، ليواصل المدرب الرئيس للمنتخب الوطني: «أؤكد لكم أنه لا أحد فرض عليَّ إيغيل ومناد، زطشي أعطاني حرية الاختيار، وأنا سعيد بالعمل مع مناد وإيغيل؛ فهما مدربان كبيران وأنا سأكبر معهما، إذ يعرفان جيدا مشاكل كرة القدم الجزائرية، ومشاكل اللاعبين والمدربين، وسنعمل سويا من أجل إيجاد الحلول». وقال بشأن رابح سعدان: «سبق لي أن وضعت سعدان في قائمتي، إلا أن زطشي اختاره مديرا فنيا. وطلبت منه أن يساعدنا ولم يرفض، وبالتالي فإن سعدان سيكون معنا كمستشار». أعرف أنني لا ألقى الإجماع وأطلب منكم أن تساعدوني ويعترف ماجر بأنه لا يلقى الإجماع من جميع الجزائريين، مؤكدا: «أدرك جيدا أني لا أحظى بالإجماع، كما أني عرضة لجملة من الانتقادات بعد تعييني، لكني لا أكترث لهذه الأمور، أملك القوة الكافية لتقبّل كل هذه الانتقادات، أنا أحترم الجميع ولا يمكن أن أعجب كل الناس، أنا معتاد على الانتقادات»، ليضيف: «صحيح أن تجربتي الأخيرة كمدرب تعود إلى 2006، لكني لم أبتعد تماما عن الوسط الكروي؛ إذ كنت محللا في التلفزيون لعدة سنوات». وطلب المدرب الجديد للخضر المساعدة من الصحفيين؛ «ساعدونا، وأنا من جهتي لن أقفل الأبواب أمامكم. في الوقت الحالي نحتاج إلى مساعدة الجميع من أجل مصلحة الفريق الوطني»، ليبدي لاعب بورتو السابق تفاؤله بتدريبه المنتخب: «أنا متفائل جدا، وأعدكم أنه من هنا فصاعدا لن تكون هناك خسارة». وسيخوض رابح ماجر مباراته الأولى لدى استقباله نيجيريا يوم 10 نوفمبر بقسنطينة لحساب اليوم السادس والأخير لتصفيات مونديال-2018 بروسيا، حيث يؤكد بخصوص المباراة: «أمام نيجيريا سندافع عن شرف الكرة الجزائرية. المنتخب الوطني خرج من تصفيات كأس العالم أمام الكامرون». وسيكون الهدف المسطر بالنسبة لماجر هو بلوغ الدور نصف النهائي في كأس أمم إفريقيا 2019 بالكامرون. المنتخب يعيش أزمة كبيرة ولا يجب أن ننسى ما قدمه محرز وسليماني وبن طالب أكد رابح ماجر أن المنتخب الوطني يمر بأزمة كبيرة، وأنه سيعمل رفقة أعضاء طاقمه الفني من أجل إعادة الثقة للاعبين، فهو يرى أن هؤلاء يملكون إمكانيات كبيرة، معترفا بصعوبة المهمة التي تنتظره. وقال إنه لن يقصي أي لاعب من الالتحاق بالفريق الوطني، إلا أنه، حسبه، سيختار الأحسن سواء محليين أو مغتربين، قائلا: «سنختار لاعبين محاربين، لن نختار تشكيلة من أجل الاختيار فقط، لكن كل لاعب عليه أن يستحق مكانته في الفريق الوطني». وفيما يخص مباراة نيجيريا القادمة أكد ماجر أنه لن يحدث تغييرات كثيرة على التشكيلة الوطنية. وبالمناسبة سيكون له أول اتصال باللاعبين، مضيفا أن هناك لاعبين لن يُستدعوا للمقابلة من المعتادين على اللعب مع الخضر. وفيما يتعلق بالثلاثي المغضوب عليهم من قبل المدرب السابق لوكاس ألكاراز، محرز ، سليماني، وبن طالب، أشار إلى أنه لا يجب نسيان ما قدمه هؤلاء للمنتخب الوطني؛ «نحن جئنا من أجل لم الشمل، نريد أن نُربح اللاعبين لا أن نُخسرهم»، لينفي أنه ضد اللاعبين المحترفين، قائلا بأنه لو كان ضدهم ما كان لينتقل إلى بورتو لزيارة براهيمي، ولا إلى ليستر من أجل محرز، وما كان ليقدّم الكرة الذهبية لمثل هؤلاء اللاعبين. سنُجري تربصين كل شهر ونلعب مباريات ودية في إفريقيا كشف رابح ماجر أنه سيقدم على إجراء تربصين للفريق الوطني كل شهر، الأول في بداية الشهر والثاني في نهايته، سيكون مخصصا أكثر للاعبين المحليين في انتظار إمكانية التحاق اللاعبين المحترفين في تواريخ الفيفا. كما أكد أنه ينوي إجراء مباريات ودية مختلفة مع منتخبات إفريقية في إفريقيا من أجل تعويد اللاعبين على المناخ هناك، حيث سينطلق أول تربص للفريق الوطني تحت قيادة ماجر يوم 7 نوفمبر المقبل، تحسبا لمباراة نيجريا، ليسمح التربص للمدرب الوطني بالتحدث مع اللاعبين الجزائريين، وتسطير برنامج عمله معهم. لا أتذكر أنني تكلمت عن رايفاتس، وراتبي أقل بكثير من راتب ألكاراز نفى ماجر أن يكون قال إن رايفاتس المدرب السابق للخضر لم يشتغل في الميدان لمدة 5 سنوات، قال: «لا أتذكر أنني قلت ذلك، فأنا من عادتي أن لا أنتقد المدربين»، قال هذا ردا على سؤال حول مقارنة رايفاتس الذي لم يشتغل لمدة 5 سنوات وهو الذي غاب عن الميادين لمدة 11 سنة، غير أن ماجر تناسى الأمر، كونه سبق له أن صرح في أحد «البلاطوهات» التلفزيونية عند استقدام رايفاتس، بأنه لا يملك الخبرة فوق الميادين. كما رفض المدرب الجديد للمنتخب الوطني، الكشف عن راتبه الشهري مع المنتخب الوطني مكتفيا بالقول: «هو أقل بكثير من راتب ألكاراز»، مضيفا: «لقد طلب مني زطشي كم سيكون راتبي، فقلت له» «لا أريد الكلام في الموضوع»، غير أن بعض الألسنة تؤكد أن ماجر سيتقاضى 400 مليون سنتيم شهريا، وأن أجرة ألكاراز 60 ألف أورو أي ما يعادل أكثر من مليار سنتيم، قُسمت على كل من سعدان، شارف، ماجر، إيغيل ومناد. جمال مناد: لا بد أن تظهر لمستنا على الفريق الوطني «الدور الذي سأقوم به في الفريق الوطني هو نفسه كإيغيل مزيان، سأساعد ماجر على تدريب المنتخب، أتمنى أن أكون في مستوى تطلعاته، لا بد أن تظهر لمستنا على الفريق الوطني. أنا عملت في عدة أندية، وأجريت عدة تربصات للتدريب، سأحاول أن أسخّر تجربتي في الميدان من أجل الرفع من مستوى المنتخب الوطني». ط.ب إيغيل مزيان: الشخصية ليست في المنصب وإنما فيما يمكن أن تقدمه للمنتخب رد المدرب إيغيل مزيان على تساؤل الكثيرين حول قبوله منصب المدرب المساعد في الفريق الوطني، وهو المعروف عنه رفضه دائما العمل كمساعد قائلا: «مع السن التي أنا فيها الآن، هناك الكثير من الأشياء تغيرت، فقد عشت الكثير من الأمور طيلة مشواري في التدريب. بالنسبة لي، الشخصية ليست في المنصب ولكن في الشيء الذي يمكنك تقديمه للفريق الوطني. لما تكلمت مع ماجر كانت هناك العديد من الأمور التي اتفقنا عليها. ما أتمناه هو رد الاعتبار للمدرب المحلي». ط.ب حيّا رد الاعتبار للمدربين المحليين ... ولد علي يبارك تعيين ماجر على رأس «الخضر» بارك وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، تعيين رابح ماجر على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، خلفا للإسباني لوكاس ألكاراز الذي تم إقالته بعد فشله في إعادة الروح لياسين براهيمي وزملائه. وقال ولد علي على هامش زيارة قادته إلى مشاريع القطاع بولاية العاصمة أول أمس (الخميس): «الوزارة سعيدة بعودة ماجر إلى قيادة الفريق الوطني الذي يحتاج إلى شخصية مثل «مصطفى»، الذي يُعد إحدى أساطير الكرة الجزائرية بما حققه طيلة مشواره الكروي؛ سواء على المستوى المحلي والدولي؛ حيث كان من صانعي التتويج الوحيد للجزائر بكأس إفريقيا إلى جانب فوزه بلقب كأس رابطة أبطال أوروبا رفقة بورتو، وهو الإنجاز الذي بات علامة مسجلة بالنسبة لماجر». وأوضح الوزير في هذا السياق أن تعيين ماجر رفقة مزيان إيغيل وجمال مناد، يدخل في إطار رد اعتبار للكفاءات المحلية، مثنيا في الوقت نفسه على تولي رابح سعدان وبوعلام شارف، الإدارة الفنية للمنتخبات الوطنية، وهو قرار من شأنه - على حد قوله - أن يساهم بقدر كبير في تطوير الكرة الجزائرية بالنظر إلى ما يتمتع به الرجلان من خبرة وتجربة ميدانيتين. وتمنى الوزير أن يكون هذا التعيين فاتحة خير على المنتخب الوطني المقبل على رهانات كبيرة، في مقدمتها بطولة أمم إفريقيا للمحليين شان 2018، ونهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستقام في الكاميرون سنة 2019. فروجة.ن