تأسف سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، من كون تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس على المستوى الوطني لا يزال اختياريا. مؤكدا على أن الجهود متواصلة خلال السنوات المقبلة بين المحافظة السامية للأمازيغية ووزارة التربية الوطنية، من أجل تطوير وترقية اللغة الأمازيغية، مشيرا إلى أنه سيتم تعديل قانون 08-04 الصادر 23 جانفي 2008 المتضمن قانون التوجيه حول التربية الوطنية، لجعل تدريس اللغة الأمازيعية في المدارس إجبارية وليست اختيارية، مثلما هي عليه الآن. أضاف الهاشمي عصاد خلال نزوله ضيفا على فوروم إذاعة تيزي وزو مؤخرا، أن تناول مسألة تعليم وتطوير وترقية اللغة الأمازيغية في النظام التربوي، يكون من خلال مناقشة النقائص والآفاق لضمان التكفل بهذه اللغة، متوقفا عند مسألة التعميم، حيث قال بأن الأمازيغية تدرس اليوم عبر ال38 ولاية، مستعرضا كرونولوجيا التطور الذي صاحب اللغة في عملية تعميمها، وتابع دروس اللغة الأمازيغية خلال السنة الدراسية 1995 / 1996 ما يقارب 57.934 تلميذا، أطرهم 233 أستاذا، في حين وخلال السنة الدراسية 2013 /2014، تم تسجيل زيارة في عدد التلاميذ المزاولين لدروس تعليم اللغة الأمازيغية، حيث قدر عددهم 234.190 تلميذا، بينما وصل عدد الأساتذة إلى 2040 أستاذا. تناول الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في هذا اللقاء، الإنتاجات الأدبية والسينمائية باللغة الأمازيغية، حيث أعلن عن ترجمة ونشر أعمال الكاتب مولود معمري باللغة الأمازيغية، موضحا أن هذه العملية تدخل في إطار الاحتفال بمئوية الكاتب، وكذا دبلجة فيلم «الأفيون والعصا» إلى اللغة الأمازيغية وسيكون جاهزا قبل نهاية سنة 2017، مذكرا بأن تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع يتطلب موافقة الوزير الأول من أجل الحصول على التمويل اللازم. كشف سي الهاشمي عصاد في سياق متصل، عن تنظيم ملتقى حول مولود معمري، بمناسبة تنظيم الصالون الدولي للكتاب. كما أعلن عن بوابة إلكترونية لمعمري، موضحا أن كل النشاطات والأعمال التي تقام في إطار المئوية سيتم إدراجها ضمن هذه البوابة، حتى تكون مصدر للباحثين في سيرة الكاتب، داعيا كل الكتّاب باللغة الأمازيغية إلى التقرب من المحافظة من أجل مرافقتهم في كل ما يتعلق بالإنتاج والتوزيع. وستستفيد القناة التلفزيونية الأمازيغية بفضل إسهامات الدولة في إطار ترقية هذه اللغة الوطنية الثانية من الدعم، مشيرا إلى مراجعة برنامج القناة من طرف خبراء بالتشاور مع مسؤولي التلفزيون الوطني. تطرق عصاد إلى عملية رقمنة وكذا استعمال الأمازيغية في المؤسسات، حيث قال بأنها ستخضع للتوسيع حتى تمس قطاعات أخرى، منها وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وزارة العدل، وزارة تكنولوجية الاتصال وغيرها. معلنا في هذا السياق عن وضع رقم أخضر تحت تصرف المواطنين الراغبين في الاستفسار والاستعلام حول عدة مسائل متعلقة بالأمازيغية، وكذا ما تعلق بالأسماء التي قال إنه تمت الموافقة على إدراج بالبلديات، لائحة تضم أكثر من 300 اسم جديد. في الأخير، نوه الهاشمي عصاد بالإمكانيات التي وضعتها الدولة في سبيل ترقية اللغة الأمازيغية، وكذا الاهتمام الكبير الذي أعطاه رئيس الجمهورية في سبيل تطوير هذه اللغة التي أصبحت رسمية ووطنية، حيث أعطى تعليمات لإشراك كل المؤسسات من أجل ترقية هذه اللغة، مما سمح ببلوغها المكانة التي وصلت إليها اليوم.