نظمت كلية العلوم الاقتصادية، التجارية وعلوم التسيير بجامعة 08 ماي 45 بقالمة بالتعاون مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية، على مدار اليومين الماضيين بقاعة المحاضرات «سويداني بوجمعة»، الطبعة الثانية للملتقى الدولي حول «المقاولاتية ودورها في تطوير القطاع السياحي» بمشاركة 26 جامعة جزائرية وباحثين وأساتذة قدموا من تونس، مصر، السودان وفرنسا. يأتي هذا الملتقى، حسب عميد جامعة قالمة السيد صالح العقون أثناء كلمته الافتتاحية، في مرحلة مهمة من مراحل النهوض بالاقتصادي الوطني، خاصة أن الاعتماد على هذا القطاع يعتبر بديلا اقتصاديا في ظل تراجع أسعار البترول. وقال إن النجاح الذي تتطلع إليه جامعة 08 ماي 45 ينبع من الالتزام في قيم التعاون والابتكار والعمل الجماعي ،والانتفاع على المحيط للنهوض بالاقتصاد الوطني، «ومن هنا يبرز دور الجامعة في تشخيص بعض الظواهر الاجتماعية». وطالب العميد أثناء مداخلته الأساتذة والباحثين والخبراء، بتشخيص قطاع السياحة وإعطاء النتائج لجعل هذا العمل ورقة طريق للمشرفين على هذا القطاع. أما السيدة نادري عائشة مديرة فرعية لمتابعة المشاريع الاستثمارية ودعمها بوزارة السياحة والصناعة التقليدية، فقد ركزت في مداخلتها على ملف الاستثمار السياحي الذي تعوّل عليه الدولة للخروج من الأزمة الاقتصادية. وكشفت عن الاستراتيجية التي تهدف إلى آفاق 2030، وهي تعزيز الحظيرة الفندقية ب 75 ألف سرير جديد ذي نوعية عالية. وقالت إنه لبلوغ هذا الغرض رسمت الدولة تحفيزات وتشجيعات لفائدة المستثمرين ومرافقتهم في إنجاز المشاريع؛ من تحفيزات بنكية، جبائية والحصول على العقار السياحي، مضيفة أن الجزائر اليوم تُعد ورشة كبيرة في إنجاز المشاريع السياحية، وأعطت أرقاما تعلقت ب 582 مشروعا سياحيا قيد الإنجاز في المؤسسات الحموية في مناطق شاطئية وحضرية، جبلية وصحراوية، حيث ستكون النتائج، حسبها، على المدى الطويل بما أن الاستثمار السياحي مشروع ثقيل. من جهته، تطرق الأمين العام للنادي السياحي الجزائري السيد محمد بودالي، للمهارات التي يحتاجها المشروع السياحي، وكما يحتاج إلى رؤوس أموال وطاقات ووقت فهو يحتاج إلى مهارة يمكن اكتسابها وتعلمها وتطبيقها في الميدان، ألا وهي مهارة فن الاتصال والتواصل. وكانت مداخلة السيد بودالي حول الخطة العملية التي تساعد صاحب المشروع على معرفة كيفية صياغة أهداف مشروعه من دعم وتعاون. كما تطرق للاهتمام بالأطراف المعنية في المشروع، سيما في أغلب الأحوال تكون الأطراف المعنية متعددة؛ من متعاملين إداريين أو مجتمع مدني وحتى مواطنين. وتطرق أيضا لعملية تقييم الاتصال الذي يجب أن يكون بطريقة متطورة على حساب المعطيات الجديدة. في ذات السياق، شرحت الدكتورة لطيفات عبد اللطيف من جامعة مصر، كيفية تنمية السياحة كمجال للاستغلال كتنمية اجتماعية، اقتصادية، ثقافية وسياسية بطريقة تجعل المواطن المسلم يعيش في رفاهية ورخاء، موضحة أن قطاع السياحة وُضعت له سياسات لتنميته تنمية شاملة، آخذة، على سبيل المثال، بعض الدول العربية والآسيوية التي كانت محتلة من طرف الاستعمار الغربي ونالت استقلالها في نفس الوقت في الستينيات. وقالت إن هذه الدول الآسيوية بدأت تنمي قطاع السياحة؛ لما له تأثير على المجال الاجتماعي، وأصبحت بعد ذلك دولا عريقة، حافظت على القدرة الشرائية وعلى عملتها الوطنية، وهذا بالإقبال على واردات السياحة التي روجت لها عن طريق الإعلام والإشهار، وحددت وجهة السياحة من الداخل ومن الخارج، داعية إلى تقديم دروس في الإعلام في قطاع السياحة؛ باعتبارها قوة اقتصادية وكأحد جوانب التنمية الشاملة ككل. كما دعت إلى التعاون بين الدول العربية الإسلامية، كما كانت في السابق من أقوى الدول التي كان يهابها العالم. وعن أثر الطلب السياحي على التنمية، قدّمت الدكتورة هند حاج سليمان من جامعة تلمسان، دراسة قياسية في وظيفة التسويق التي تُعرف بالخدمة السياحية، سيما أن الطلب السياحي له أثر كبير على التنمية الاقتصادية؛ بتأثيره على الناتج المحلي. ويكون التأثير، حسبها، على الاستثمار في ميدان السياحة بتحسين بعض المرافق الخدماتية، وتحسين الإطعام بفتح مطاعم ومرافق تنزه وتحسين الجودة. وقالت إن التحسين ليس بالفتح فقط وإنما بتحسين الجودة، وهذا بوضع استراتيجية تسيير إدارة الجودة الشاملة عن طريق معايير دولية، من أجل استقطاب السياح الأجانب خاصة، مضيفة أن أي سائح يبحث دائما عن الجودة بكامل المعايير. ومقارنة بالدول المجاورة، فإن السائح الجزائري يفضل الذهاب إلى الدول المجاورة بالنظر إلى السعر المتداول بيننا وبين هذه الدول. وفي هذا الصدد، ألحت الدكتورة حاج سليمان على ضرورة تحسين جودة الخدمات ككل، ويكون هذا التحسين بالتكوين العام للعامل البشري وفي الاستثمار البشري؛ باعتباره العنصر الأهم في قطاع السياحة.