أكد وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد أمس على إجبارية إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ على مستوى كل المؤسسات التربوية للوطن وذلك وفق نص تشريعي سيصدر قريبا من بين 17نصا سيصدر في إطار القانون التوجيهي للتربية والتعليم. وشدد بن بوزيد خلال ترأسه جلسة عمل مع أعضاء مكتب الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ بمقر الوزارة على ضرورة خلق جمعية لأولياء التلاميذ في كل مؤسسة تربوية وجعل القانون الذي يجري تحضيره حاليا يفرض على المدراء القيام بذلك لتوسيع تمثيل أولياء التلاميذ وإشراكهم في تسيير القطاع "لأن المدرسة لا يمكنها أن تتقدم بدون العائلة" وأن مشاركة الأولياء إلى جانب الوزارة في حل المشاكل المطروحة أصبحت أكثر من ضرورة يضيف الوزير. وأبدى المسؤول الأول عن قطاع التربية تذمره من مدراء المؤسسات التربوية الذين يرفضون تنصيب جمعيات أولياء التلاميذ على مستوى المؤسسات التي يسيرونها ويعرقلون ذلك حتى تبقى أعين الأولياء بعيدة عن مراقبتهم وكشف التجاوزات التي يرتكبها بعضهم خاصة ما تعلق بتسيير ميزانية المطاعم المدرسية التي بلغت حوالي 20مليار دينار منها12.5مليار دينار للابتدائي، وهو ما أسال لعاب المدراء الذين "لا يرغبون في أن يحرسهم احد"حسب السيد بن بوزيد. وفي هذا السياق؛ أكد المتحدث أن الوزارة سوف لن تتساهل مع هذه "الأشكال من البشر" مستقبلا بعد إصدارها للمرسوم الذي يجبر إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ التي تعتبر شريكا اجتماعيا جد هام في المتابعة البيداغوجية للتلاميذ وتسيير المؤسسات خاصة المطاعم المدرسية بعد اكتشاف تلاعبات كبيرة بالأموال التي ترصد سنويا لإطعام التلاميذ. واشار المتحدث الى ان غياب القانون حاليا جعل مشاركة الأولياء في متابعة أبنائهم من خلال الجمعيات شعارا، داعيا هذه الأخيرة إلى مساعدة الوصاية، ووعد بحل جميع المشاكل التي طرحها أعضاء مكتب الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ في مختلف المؤسسات التربوية بالولايات منها مستوى اللغة الفرنسية في المناطق الداخلية والجنوب، عرقلة المدراء لعمل الجمعيات، مشكل الحجم الساعي، نقص أعمال الصيانة ونقص المقرات بالاضافة الى نوعية الوجبات في بعض المطاعم المدرسية والتلاعب بالأموال المخصصة لذلك وكذا مشاركة المتخرجين من المدرسة العليا للأساتذة في مسابقة التوظيف الأخيرة. وفي هذا الإطار؛ أكد بن بوزيد على توظيف كل المتخرجين من المدرسة العليا للأساتذة قريبا من خلال1400منصب تم تسخيرها لهذا الغرض، بينما رفض منح الدعم المالي لجمعيات أولياء التلاميذ معتبرا هذا الطلب مبالغ فيه بالنظر إلى العمليات التضامنية التي يستفيد منها التلاميذ. على صعيد آخر أكد وزير التربية أن لون المئزر سيكون موحدا بين جميع التلاميذ ابتداء من الدخول المدرسي المقبل حيث سيكون هناك لون خاص بالبنات وآخر للذكور وطالب جمعيات أولياء التلاميذ في هذا الصدد بتقديم اقتراحاتها حول هذا الموضوع في الندوة الوطنية حول تطبيق الإصلاحات التي ستنظم يوم غد الأربعاء بحضور ممثلي أولياء التلاميذ والنقابات. وعرج المتحدث أمام فدرالية أولياء التلاميذ على الحجم الساعي الجديد وكثافة البرامج التي أثيرت مؤخرا من طرف المفتشين، مشيرا إلى أن المشكل ليس في التلاميذ وإنما في المفتشين "الذين جعلوا ذلك ذريعة لأنهم يعملون يوم الخميس" وحركوا الأساتذة لإثارة البلبلة حول هذا الموضوع، معلنا عن اجتماع قريب سيجمعه مع المفتشين على مستوى الولايات وعزمه اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الذين أوكلت لهم مهمة تكوين الأساتذة يوم الخميس علما أن 2500 مفتش ينشطون حاليا بالإضافة الى950مفتشا جديدا ولم يخف المسؤول الأول على قطاع التربية امتعاضه من الإضرابات التي تشنها بعض النقابات هذه الأيام، منها إضراب الأربعة أيام الذي شرع فيه المستشارون التربويون أول أمس مؤكدا أن هذه الفئة ستحصل على زيادة في الأجور في إطار الشبكة الجديدة للأجور. من جهته أثار رئيس الفدرالية الوطنية لجمعية أولياء التلاميذ السيد بشير دلالو في النقاش عدة نقاط منها الاكتظاظ في أقسام السنة الأولى إكمالي الذي لم يسبق له مثيل وعدم التحكم في انجاز المرافق التي تستقبل التلاميذ وطالب الوزير بالتدخل لدى مجلس الحكومة لحل هذا المشكل، إعطاء تعليمات صارمة لمدراء المؤسسات التربوية لتوزيع منحة3000 دينار في الأسبوع الأول من الدخول المدرسي كما اقترح تنظيم لقاءات تكوينية لمدراء المؤسسات حول مشروع المؤسسة الذي لا يزال يراوح مكانه.