تسلمت السلطة الفلسطينية أمس، مسؤولية تسيير المعابر الحدودية في قطاع غزة مع الكيان الإسرائيلي المحتل ومصر، بعد عشر سنوات من خضوعها لسلطة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ضمن أول خطوة لتجسيد نقل الصلاحيات بينها وبين السلطة الفلسطينية الذي تضمنه اتفاق المصالحة المتوصل إليه يوم 12 أكتوبر الماضي بالعاصمة المصرية. ورفعت بالمناسبة الرايات الوطنية الفلسطينية على مداخل هذه المعابر التي تربط قطاع غزة بالكيان الإسرائيلي، وعلى مستوى معبر رفح مع مصر بدلا من الرايات الصفراء التي عادة ما ترمز لحركة «حماس». وشكل هذا الإجراء العملي أول بداية لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، عشر سنوات بعد القطيعة السياسية والأمنية التي عرفتها العلاقات بين حركتي «حماس» و»فتح»، وبعد عدة محاولات فاشلة لتحقيق المصالحة التي كانت تجهض في كل مرة قبل أن يجف حبر التوقيع عليها. وإذا كان فرقاء الأزمة الفلسطينية تمكنوا من تجاوز خلافاتهم السياسية التي رهنت حياة أكثر من مليوني فلسطيني فإن التساؤل الذي يفرض نفسه يبقى مدى تجاوب حكومة الاحتلال مع هذه الخطوة، واستعدادها لإعادة فتح المعابر التي استخدمتها كأوراق ضغط خنقت بواسطتها قطاع غزة طيلة عشر سنوات؟ ويطرح مثل هذا التساؤل بعد المواقف العدائية التي أبدتها حكومة الاحتلال تجاه اتفاق المصالحة، وإعلانها عدم التعامل مع السلطة الفلسطينية بسبب حركة المقاومة التي تدّعي أنها منظمة إرهابية. وإذا كان نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص الأممي من أجل السلم في الشرق الأوسط، رحب بهذه الخطوة إلا أنه عبّر عن أمله في أن تسمح برفع الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الدولية لحوالي 2 مليون فلسطيني وإعادة إعمار القطاع، في تلميح واضح إلى احتمال تمسك إسرائيل بموقفها الرافض لذلك بدعوى حماية أمنها. يذكر أن تقارب حركتي «حماس» و»فتح» تزامن مع حلول الذكرى المئوية الأولى لوعد «بلفور» الذي منح بمقتضاه وزير الخارجية البريطاني آنذاك للوبي الصهيوني وطنا لليهود في أرض فلسطين. واستغلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» ذكرى هذا اليوم المشؤوم في تاريخ الفلسطينيين لتوجيه نداء باتجاههم وكل أحرار العالم للمشاركة بقوة في المسيرات والمظاهرات التي ستنظم اليوم، تنديدا بهذا الوعد واستنكار موقف الحكومة البريطانية التي دعت إلى الاحتفاء بهذه الجريمة التي شردت شعبا آمنا إلى مخيمات اللجوء والشتات. وقال أسامه القواسمه، عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» إن الشعب الفلسطيني سيُسمع العالم صوت الحق المتمثل في التمسك بالأرض والتاريخ والحق الذي لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن». وأكد أن مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون» سقطت سقوطا مدويا على اعتبار أن إرث التاريخ والحضارة حملناه عن أبائنا وسنُورثه لأبنائنا جيلا بعد جيل، والى غاية رفع الراية الفلسطينية فوق القدس عاصمة دولة فلسطين. وكانت الرئاسة الفلسطينية أصدرت بيانا استنكرت فيه تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بدعوتها إلى تنظيم احتفالية ب»وعد بلفور» في تنكر لحقائق التاريخ وإصرار على تأييد الجريمة التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني.