قال السيد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة إن الحماس الذي أثاره الإعلان التاريخي للألفية بمدينة نيويورك سنة 2000 لدى شعوب الدول النامية والذي باركناه جميعا سرعان ما تبخرت وعوده وحلت محله الأنانية التي طبعت سلوكات وسياسات أقوياء هذا العالم وأنه تبين للجميع بعد سبع سنوات من هذا الإعلان أن العديد من دول الجنوب على خلاف ما كان منتظرا سجلت تأخرا كبيرا في تنفيذ مخططاتها التنموية· وأشار السيد بن صالح في كلمة رؤساء الوفود المشاركة في اللقاء التشاوري الثاني لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة الذي افتتحت أشغاله أول أمس بالبحر الميت بالأردن إلى أن الجميع أصبح يعرف الآن أن الهوة بين الأغنياء والفقراء ما فتئت تزداد اتساعا وأن العولمة ومنطق اقتصاد السوق قد زاد من الاختلال في التوازن القائم، ومن الفوارق الموجودة بالأساس وكرس التهميش ووسع من نطاقه على مستوى المعمورة· وقال إن الجميع يتذكر أيضا أن أساس المعادلة التي اعتمدت لتبرير المساعدة للدول النامية كانت تقوم على أساس تعهد هذه الأخيرة بإدخال إصلاحات سياسية جذرية من شأنها تحقيق الأهداف المكرسة في إعلان الألفية، شرط تم ربطه بتعهد دول الشمال الغنية والمنظمات الدولية بتقديم مساعدة للدول الفقيرة لكن كل تلك التعهدات بقيت -يضيف - مجرد وعود دون تجسيد بعد مرور نصف المدة المحددة لبلوغ أهداف الألفية 2015· كما تطرق في مداخلته إلى موضوع السلم والتنمية بالدول النامية وقال بدون تنمية لا يمكن قيام سلم ولا ديمقراطية حقيقية، كما لا يمكن تصور قيام تنمية مستدامة· وركز في هذا السياق على التحدي الذي أصبح يواجه القارة الإفريقية من نزاعات وصراعات مقرونة بالفقر والجوع والمرض وانتشار البطالة التي تشكل العوائق التي تحول دون بلوغ أهداف التنمية · وفي سياق متصل، قال إن الوضع في الشرق الأوسط مؤسف على أكثر من صعيد فالشعب الفلسطيني لا يزال - بعد 60 سنة منذ اغتصاب أرضه- يتألم ويعيش حياة البؤس والحصار· وشدد في هذا السياق بأن الحل الوحيد والشامل لمسألة الشرق الأوسط يقتضي بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ 1967 بما في ذلك الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس· كما دعا بشأن الوضع في العراق إلى العمل على إيجاد حل يحافظ على وحدة وسيادة العراق الوطنية والترابية· وكانت أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء الذي يشارك فيه 15 وفدا عربيا وإفريقيا ويتمحور حول الموضوع الرئيسي "دور السلطة التشريعية في مواصلة تحقيق أهداف الألفية" قد تميزت بتقديم مداخلتين إحداهما تناولت "التحديات التي تواجه العالم الثالث والمتمثلة في المجاعة والفقر والتخلف" للدكتورة رويدا المعايطة عضو مجلس الأعيان بالأردن فيما تطرقت الثانية إلى "إسهامات التعليم والديمقراطية في تحقيق التطور والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي" من تقديم الدكتور عدنان بدران عضو مجلس الأعيان بالأردن· وللإشارة فقد استقبل السيد عبد القادر بن صالح أمس الاثنين بالقصر الملكي في عمان من قبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني· وأفاد مصدر موثوق أن الملك عبد الله الثاني كلف السيد بن صالح بنقل تحياته الأخوية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة