تتوقّع مصالح الفلاحة بولاية بسكرة، ارتفاع صادرات منتوج التمور سيما ثمرة «دقلة نور» هذا الموسم، علما أن نسبة المنتوج المصدر العام الفارط، من إجمالي المحصول بلغت 20 بالمئة، وأكّدت أنّ المصدّرين يتحصلون على تحفيزات مالية من الوزارة لتشجيع عملية التصدير التي لا زالت لم ترق إلى تطلعات المتعاملين والمتدخلين في هذا النشاط. في هذا السياق، أوضح مودع محمد، عن مديرية المصالح الفلاحية أنّ سنة 2016 تميّزت باعتماد المنشأ الجغرافي لدقلة نور طولقة، مشيرا إلى أنّ المجال الجغرافي يعطي قيمة كبيرة حسبه للمنتوج الجزائري في الأسواق الدولية، وسيكون منتوج هذا الصنف من التمور «علامة مسجلة» شأنه في ذلك شأن المنتوجات العالمية التي تدخل الأسواق الدولية بهذا الاسم. وأضاف المتحدّث أن المنشأ الجغرافي يمس 10 بلديات، تشمل بلديات دوائر طولقة، فوغالة وسيدي خالد، مشيرا إلى أنّ مصالح الفلاحة تعمل على تسجيل علامات أخرى ذكر منها المنشأ الجغرافي لمنتوج الغرس وأنواع أخرى، مؤكدا أن الدولة تشجع عملية تصدير التمور، ولفت إلى أنّ الوزارة خصّصت لهذه العملية منحا تحفيزية لفائدة مصدري التمور، في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، مشيرا إلى دعم يقدّر ب 8 دج للكيلوغرام بالنسبة لعلب 1 كغ وما أقل، و5 دج بالنسبة للعلب الكبيرة، والتحفيز يشمل الكمية برمتها يقول المتحدث. وأفاد أنّ السنة الفارطة، تميزت بدعم شمل 20 بالمائة من المنتوج الكلي للتمور، متوقعا أن يكون التصدير أكثر هذا العام، علما أن المصالح تتوقع جني ما يقارب 4 ملايين و600 ألف قنطار من مختلف أصناف التمور خلال الموسم الجاري، وهيأت كل الظروف لسير العملية حسب البرنامج المسطر. يذكر أنّ مختلف أسواق التمور بالولاية، تشهد هذه الأيام حركة نشيطة تتجلى في تزاحم العشرات من الشاحنات والعربات النفعية القادمة من مختلف ولايات الوطن أمام مداخل تلك الفضاءات التجارية، مؤشر يفيد بأنّ المنتوج متوفر والجودة مضمونة. وفي جولة إستطلاعية ل»المساء» عبر سوق الرحبة بطولقة (35 كم غرب عاصمة الولاية بسكرة)، الذي يبدأ النشاط فيه باكرا، سجلنا تدافع التجار الحرصين على الظفر بنوعية تمور دقلة نور الشهيرة، سيما وأنّ المنطقة تعدّ معقل المئات من بساتين تلك الثمرة المباركة، علما أن ثمن القنطار الواحد تراوح بين 140 دج و200 دج حسب النوعية، وهو سعر وصفه الكثير من التجار بالمتوازن. أما بسوق التمور بلغروس دائرة فوغالة (50 كم غرب عاصمة الولاية)، الذي يعد أكبر الأسواق على مستوى الولاية، فتبدأ الحركية التجارية في حدود الساعة الواحدة زوالا، حيث أنّ عدد الشاحنات والسيارات النفعية القادمة من الولايات الشمالية لا تعد ولا تحصى، وأفاد أحد النشطين على مستوى هذا الفضاء التجاري أنّ كميات التمور التي تدخل هذا السوق تقدّر بأكثر من ألف قنطار يوميا، ويجد التاجر والفلاح حسابهما، مؤكّدا أن الجودة هذا العام مضمونة، معتبرا أن الظروف المناخية ساهمت بشكل مميز في نضج الثمار بشكل جيد. وقال علاوة غجاتي، أحد الفلاحين النشطين بسوق الرحبة بطولقة ل «المساء» أنّ الوسطاء يعرقلون إبرام عقود مع التجار القادمين من ولايات الشمال، مؤكدا أن وفرة المنتوج من حيث الكم والكيف، يشجع الفلاحين على مضاعفة نشاطهم، معتبرا أن إيجاد حلول للقضاء على ممارسة المتطفلين سيساهم في تحديد أسعار مقبولة بالنسبة للمستهلكين وتنافسية بالنسبة للسوق العالمية. وأكد عبد المالك قسمية، أحد الشباب العاملين على مستوى إحدى الورشات لتوظيب التمور بالسوق، أنّ النشاط خلال فصل الخريف يتضاعف، ويوفر فرصة عمل للكثير من الشباب الذين يجدون الظروف مناسبة لكسب أرزاقهم، مضيفا أن البطالة تعد أكثر الأمراض خطورة على الشباب، مطالبا بتسهيلات تسمح لفئة الشباب من الاستفادة من تجارب الورشات المنتشرة عبر إقليم الولاية.