ناشد أولياء تلاميذ بعض المؤسسات التربوية ببلدية سحاولة، الجهات الوصية، وعلى رأسها مديرية التربية بغرب العاصمة، من أجل توفير الظروف المناسبة لتمدرس أبنائهم، خصوصا ما تعلق منها بمشكلة الاكتظاظ داخل الأقسام، ونظام الدوامين الذي أرهق تلاميذ المرحلة الابتدائية، الذين يغادرون المدرسة في أوقات جد متأخرة. أوضح بعض أولياء مدرسة محمود بن مريجة بالسحاولة ل»المساء»، أن أبناءهم يدرسون في أقسام مكتظة نتيجة العدد المتزايد من التلاميذ وعدم استلام مؤسسات جديدة بالمنطقة، مما أثر سلبا على تحصيلهم ونتائجهم الدراسية، رغم وعود الجهات الوصية باستدراك النقائص المطروحة. وحسب الأولياء، فإن الحل الذي تم اللجوء إليه، والمتمثل في اعتماد نظام الدوامين «الذي زاد الوضع سوء، خاصة بالنسبة لتلاميذ السنوات الأولى، الثانية والثالثة ابتدائي، الذين يدرسون في الفترة المسائية ويغادرون المؤسسة في وقت متأخر». معتبرين أنه من غير المعقول خروج تلاميذ لا يتجاوز سنهم ثمانية أعوام من المدرسة على الخامسة والربع مساء في فصل الشتاء، خاصة أن بعضهم يقيمون في أحياء بعيدة، ولا يتسنى لأوليائهم اصطحابهم يوميا ذهابا وإيابا، وهو ما يعرّض أبناءهم لأخطار عديدة. ذكر المتحدثون أنهم تقدموا بشكاوى عديدة للقائمين على شؤون المدرسة، لكن الوضع مازال على حاله إلى حد الآن، موضحين أنه كان من الأجدر إلغاء قسم التحضيري، وتوفير مقاعد بيداغوجية للتلاميذ الذين بلغوا السن القانونية للتمدرس، مثلما تم في العديد من المؤسسات التربوية بالعاصمة. فيما يشتكي أيضا، أولياء مدرسة حي «11 ديسمبر» بنفس البلدية، من الاكتظاظ داخل الأقسام، الناتج عن التحاق 650 تلميذا بالمؤسسة، مما طرح مشكل قلة الطاولات الذي أدى إلى تقاسم ثلاثة تلاميذ لطاولة واحدة، في الوقت الذي توجد مدرسة ابتدائية جديدة تقع بالقرب من حي 11 ديسمبر، بها 150 تلميذا فقط، بسبب رفض العديد من الأولياء تحويل أبنائهم إليها، مبررين ذلك ببعدها عن مقرات سكناتهم ومشكل النقل والأمن، وغيرها من الظروف التي حالت دون تسجيل أبنائهم بها. وحسب بعض المشتكين، فإن مشكل الاكتظاظ يرجع إلى رغبة جل الأولياء في تسجيل أبنائهم بالمؤسسة التي تقع وسط بلدية السحاولة، منهم القاطنون بالقرب منها وبعض العاملين بمحيط المؤسسة، وهو ما أجبر مسؤولي المدرسة على توفير طاولة لثلاثة تلاميذ عوضا من تلميذين، من أجل توفير مقعد بيداغوجي لكل مسجل في هذه المؤسسة التي تراوح عدد التلاميذ بها بين 50 و53 تلميذا في القسم الواحد، مقابل نقص رهيب في عدد الطاولات. رغم هذا الوضع الذي يؤثر لا محالة على نتائج التلاميذ، فإن أغلب الأولياء رفضوا تحويل أبنائهم إلى المؤسسة التي أنجزت حديثا، والقريبة من مقرات سكناتهم، بحجة أن أبناءهم تعودوا على القديمة، خاصة أن مسؤولي المدرسة لم يجبروا بعض الأولياء على تحويل أبنائهم للحد من المشكل.