سيتم شهر جانفي المقبل الاتفاق على الصيغة الجديدة لمنحة الدراسة الجامعية، وذلك بعد اتفاق وزارات كل من التعليم العالي والبحث العلمي، الصحة، المالية، التجارة، النقل والأشغال العمومية والداخلية والجماعات المحلية على مجموعة من الاقتراحات المرفوعة من طرف كل الشركاء الاجتماعيين لعصرنة هذه الخدمة المخصصة لطلبة العائلات محدودة الدخل، علما أن الحديث اليوم يشير إلى إمكانية ربط قيمة المنحة بالمستوى البيداغوجي للطالب. الندوة الوطنية لتحسين الخدمات الجامعية، المتوقع تنظيمها ما بين 13 و 14 جانفي المقبل، ستكون الأرضية الأولى لعملية عصرنة كل ما له علاقة بالحياة الاجتماعية للطالب الجامعي على ضوء التشخيص الذي سيتم عرضه على الخبراء والوزارات المشاركة في الندوة للمصادقة على الاقتراحات والشروع في تنفيذ الإصلاحات التي ستكون لها علاقة مباشرة بالإطعام، الإيواء والنقل، بالإضافة إلى تحديد القيمة الجديدة لمنحة الدراسة. وحسب المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية بوكليخة فاروق، الذي نزل أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، فقد حان الوقت لإعادة النظر في الخدمات الجامعية التي لم تتغير منذ اعتمادها سنة 1962. مشيرا إلى أن الحكومة في تلك الفترة كانت تحصي 2800 طالب، واليوم ارتفع عدد الطلبة إلى 1,5 مليون طالب يستفيدون بنفس الخدمات ونفس أسعار الوجبات المقترح منذ عدة سنوات، وهو ما لا يتماشي والنظام الاقتصادي الحالي ولا مطالب الطلبة. وعن أهمية اللقاء، أشار بوكليخة إلى أن ديوان الخدمات الجامعية قام بإعداد سبر للآراء وسط الجامعات لجمع اقتراحات الطلبة بخصوص عصرنة الخدمات، كما تم إعداد تقرير مفصل عن الخدمات المقترحة من طرف 66 مديرية للديوان تسير اليوم 435 إقامة جامعية. وسيتم خلال الندوة الاستماع للخبراء والباحثين للخروج بمجموعة من التوصيات، سيتم طرحها للإثراء على باقي الوزارات التي لها علاقة مباشرة بقطاع الخدمات الجامعية على غرار الصحة، التربية، التجارة، المالية، الداخلية، الجماعات المحلية والنقل والأشغال العمومية بغرض إشراكهم في تنفيذ الإجراءات الجديدة التي سيتم اعتمادها لعصرنة كل ما له علاقة بالخدمات الجامعية. أما فيما يخص إمكانية رفع قيمة المنحة الدراسية، استجابة لطلب المنظمات الطلابية، فتحدث مدير الديوان عن النقاط الثلاث التي ستمسها الإصلاحات، وهي إعادة النظر في طريقة تقديم وقيمة الدعم المباشر المحدد لمنحة الدراسة، إعادة النظر في كل ما هو دعم غير مباشر وهو كل ما يتعلق بالإطعام والنقل والإيواء، مع السهر على تحسين خدمة الإطعام المقترحة على الطلبة، والتي يجب أن تتماشي وعاداتهم اليومية، التي تحولت من تناول الأطباق التقليدية إلى الأكل السريع، مشيرا إلى إمكانية التحول إلى تقديم وجبات إطعام سريع عبر المطاعم الجامعية عوض تحضير أطباق وصفها «بالصحية» بالنظر إلى مكوناتها الطبيعية، مشيرا إلى تكلفة الطبق الواحد تقدر ب 220 دج وتقدم نظير تذكرة يقتطعها الطالب بقيمة 1,20 دج. ومن بين الاقتراحات التي يتم حاليا دراستها، تطرق بوكليخة إلى التفكير في اقتراح قيمة مرتفعة للمنحة الدراسية تمس الطلبة الذين لديهم مستوى بيداغوجي عال، من منطلق أن الطلبة النجباء يجب تشجيعهم ولا يمكن التعامل معهم بنفس مستوى التعامل مع الطلبة المتخلفين.