قررت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، إيلاء اهتمام أكبر لمجال تحسين السلالات المحلية للأغنام بالمناطق الشمالية والهضاب العليا، لربح معركة رفع إنتاج اللحوم وتقليص الاستيراد، مع منح عناية خاصة لمجال تربية الإبل بالجنوب؛ تنفيذا لتوصيات الوزير الأول أحمد أويحيى، الذي دعا إلى استغلال كل القدرات المحلية ورفع مستوى العرض في السوق الوطنية والتوجه نحو التصدير مستقبلا. في هذا الإطار طالب وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي، كل الباحثين والتقنيين التابعين للمعهد التقني لتربية الحيوانات والمركز الوطني للتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي والمعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم، بمضاعفة الجهود للمساهمة بشكل أكبر، في تحسين الإنتاجية الفلاحية عبر كل الفروع الاستراتيجية، على غرار اللحوم الحمراء بكل أنواعها والحمضيات، لتحقيق رهان الأمن الغذائي وتحسين نوعية المنتوج الوطني بما يسمح لنا بتصدير الفائض. وتأسف بوعزغي، خلال زيارته للمعهد التقني لتربية الحيوانات والمركز الوطني للتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي، لتواصل عملية استيراد اللحوم الحمراء رغم الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر في هذا المجال، داعيا الباحثين إلى توحيد جهودهم للرفع من قدرات الإنتاج المحلي، والحفاظ على كل سلالات الأغنام والأبقار المحلية، التي أثبتت في وقت سابق، قابليتها للتأقلم مع المناخ وطبيعة كل منطقة، خاصة الجبلية منها. كما شدد على ضرورة تنسيق العمل مع باقي مخابر البحث التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ من أجل الاستغلال الأمثل لمشاريع البحث، وتشجيع التعاقد مع المربين الراغبين في عصرنة نشاطاتهم والرفع من قدرات الإنتاج. وعن سلالات الأغنام التي ستولي لها الوزارة العناية الكاملة، تطرق بوعزغي لسلالة أولاد جلال، الحمرا، تازغزاوت والرمبي، بالإضافة إلى دمان التارقية المعروفة بالمناطق الصحراوية، مبرزا في نفس السياق، ضرورة تحديد سلالات أخرى للأبقار والماعز، والاهتمام كذلك بمجال تربية النحل. واقترح الوزير تحويل مزارع تربية الحيوانات المغلقة بالجنوب لتطوير نشاط تربية الإبل، مشيرا إلى أن الحكومة تعوّل على عصرنة إنتاج لحوم الإبل وحليب النوق ومشتقاته في الجنوب بسبب ارتفاع الطلب عليه، «ولم لا تصدير فائض الإنتاج إلى الدول إفريقيا والشرق الأوسط». كما شدد بوعزغي بالمركز الوطني للتلقيح الاصطناعي ولتحسين الوراثي، على أهمية اعتماد قاعدة معطيات إلكترونية تضم كل ما له علاقة بتكاثر السلالات المحلية، تماشيا والتكنولوجيات الحديثة في هذا التخصص، مع إعداد مخزون وطني خاص بالتلقيح الاصطناعي لتأمين المواد الوراثية من أجل تلبية احتياجات الموالين. أما بالمعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم، فقد سلط الوزير الضوء على الإمكانات التي تزخر بها الجزائر في مجال الحمضيات، التي تحتل مكانة هامة في الأسواق العالمية، ملاحظا، في المقابل، أن الإنتاج المحلي لا يتماشى وطبيعة هذه الإمكانيات الكبيرة. وأرجع الوزير سبب ضعف الإنتاج إلى عدم وجود اتصال مباشر بين المعهد والفلاح، ما يمنع، حسبه، وصول البذور المحسنة إلى المستثمرات الفلاحية، وانعكاس ذلك سلبا على النوعية والمردودية، داعيا في هذا الصدد الباحثين إلى تحويل أعمالهم من المخابر إلى المزارع، لمرافقة الفلاحين وعصرنة الإنتاج. كما دعا بوعزغي الباحثين إلى اللجوء إلى التكنولوجيات الحديثة للحفاظ على التراث الوراثي لكل أنواع بذور الأشجار المثمرة، والعمل على تطوير تقنيات التلقيح للرفع من النوعية وإنتاج حمضيات هجينة، والتنسيق مع باقي المعاهد التقنية والمزارع النموذجية للرفع من خصوبة التربة ومرافقة الفلاحين على حسن استغلال الأراضي، لاسيما عبر اعتماد تقنيات حديثة في الغرس وتلقيم الأشجار، بالإضافة إلى استعمال التحاليل المخبرية للوقاية من الأمراض ومختلف أنواع البكتريا التي تصيب الأشجار المثمرة.