وصلت المساحة المسقية في ولاية بومرداس، بفضل التقنيات الحديثة، إلى قرابة 23 ألف هكتار، أي 50% من إجمالي المساحة المقدرة بحوالي 64 ألف هكتار، فيما طالبت المصالح الفلاحية الفلاحين في الولاية، بتنظيم أنفسهم ضمن جمعية للاستفادة من خدمة سقي أراضيهم بصفة منظمة، حفاظا على حصة الجميع من السقي. تعمل المصالح الفلاحية على مضاعفة المساحات المسقية في ولاية بومرداس باستعمال التقنيات الحديثة، لاسيما السقي بالتقطير، لاقتصادا الماء كمورد حيوي هام، حيث ينتظر أن تدخل ثمانية مشاريع حواجز مائية جديدة الخدمة في الولاية بكل من بلديات زموري، رأس جنات، سي مصطفى، يسر، عمال، بني عمران وبرج منايل، في وقت اعترض فلاحون في بلديتي أعفير وبغلية على إقامة حاجزين آخرين بالقرب من أراضيهم، وهو ما قلص من عدد المشاريع المنتظرة إلى ثمانية عوض عشرة، حسبما تشرحه رئيسة مكتب الري الفلاحي والتجهيزات الريفية، تيغيلت فرحات آسيا ل»المساء». تضاف هذه الحواجز المائية الجديدة إلى 20 حاجزا مائيا موجودا حاليا في الولاية، و3 سدود صغيرة و324 بئرا عميقة، و1298 بئرا تستعمل في سقي الأراضي الفلاحية. تدعو نفس المصالح الفلاحين إلى هيكلة أنفسهم ضمن جمعية محلية من أجل الاستفادة من خدمات السقي، ومنه إضافة ال12 ألف هكتار المتبقية من المساحة الفلاحية الإجمالية لتقنيات السقي العصري، باستعمال المرشات الآلية والسقي بالتقطير. حسب نفس المسؤولة، فإن دراسة إنجاز مشاريع الحواجز المائية الجديدة بلغت مراحلها النهائية، في انتظار دخولها الخدمة، وتمت عملية الإنجاز بالقرب من الزراعات الإستراتيجية ومساحات زراعة الحبوب، وينتظر أن تصل المساحة الفلاحية المسقية بفضل هذه الحواجز الجديدة عموما إلى قرابة 350 هكتارا. تسهيلا لعمليات السقي، فإن وجود ثلاثة بكل من بلدية رأس جنات وساحل بوبراك ببلدية سيدي داود وشندر بالناصرية، يمكن الفلاحين بالبلديات الشرقية للولاية من سقي أراضيهم، غير أن تعرض أنابيب السقي في المحيطات المسقية للتلف يرهن الاستفادة الأمثل من مياه السدود، تضيف المتحدثة. مجددة الدعوة للفلاحين من أجل هيكلة أنفسهم ضمن جمعية للاستفادة من خدمات المحيطات المسقية، لاسيما أن دراسة كانت قد انطلقت تحت إشراف مديرية الموارد المائية، بالتنسيق مع المصالح الفلاحية من أجل إعادة تهيئة سديّ رأس جنات وساحل بوبراك، بسبب التلف الكبير الذي لحق أنابيب السقي على مستوى المحيطات المسقية بالبلديتين، في الوقت الذي أطلقت المصالح الفلاحية دراسة لإعادة تهيئة سد شندر ببلدية الناصرية، الذي تبلغ قدرة استيعابه 1.28 مليون متر مكعب، في انتظار استقبال المشروع ووضعه تحت تصرف الفلاحين. علما أن الإشكال كان يطرح على مستوى قطعة غيار ذات خصوصية تسمح بتخفيض شدة ضغط المياه، مما يجنب إحداث تلف في شبكة السقي وأنابيبها، «وهي القطع التي تكلف أموالا كبيرة، ومازلنا في انتظارها حتى يتم تجهيز الشبكة بها، بالتالي تسهيل عملية السقي»، تشرح السيدة تيغيلت فرحات، التي أكدت في هذا الصدد، أن تنظيم الفلاحين ضمن جمعية خاصة ستسمح لهم بالاستفادة من شبكات السقي، حفاظا على الثورة المائية من جهة، وعلى أحقية جميع الفلاحين في سقي أراضيهم بما ينعش الفلاحة بوجه عام. مشيرة إلى أن قدرة استيعاب سد رأس جنات تصل إلى 2.82 مليون متر مكعب، وقدرة سد ساحل بوبراك بسيدي داود تبلغ 3 ملايين متر مكعب. ❊حنان.س