قرر والي خنشلة نويصر كمال أثناء لقاء تقييمي لقطاع الموارد المائية بإعادة الاعتبار للسد التاريخي فم القيس بمدينة قايس، بتخصيص مبلغ هام لدراسة تقنية لنزع الأوحال من حوض السد الذي يتواجد في وضعية كارثية بسبب التوحل والطمي الذي وصل إلى مائة بالمائة، وهو الأمر الذي جعل قدرة استيعابه تتقلص من 2.5 إلى 0.48 مليون م3. قرار الوالي استحسنه كثيرا سكان مدينة قايس بعد سنوات طويلة من مناشدة السلطات السابقة وكذا الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات من أجل إدراجه ضمن البرنامج الوطني لإعادة الاعتبار للسدود التي تعاني من التوحل، بصفتها المسؤولة عن السدود بالجزائر، بإشراف من وزارة الموارد المائية والبيئة، هذا واستطاع سد فم القيس الذي أنجز عام 1938 لسنوات أن يلبي حاجيات السكان من الماء الشروب وسقي المحاصيل الفلاحية بالمناطق السهبية بإقليم ولاية خنشلة. وكان شباب مدينة قايس قد نظموا حملة بيئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «إيمي نوقيس» أو «فم القيس» للمطالبة برد الاعتبار للسد التاريخي الذي يتواجد في وضعية كارثية بسبب التوحل والإهمال، وهو ما دفع السكان والمهتمين بالبيئة ونشطاء الحركة الجمعوية والكشافة الإسلامية إلى التفاعل وتثمين المبادرة التي لقيت انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف ولايات الوطن، واعتبروا قرار والي خنشلة نويصر كمال بالتاريخي واتخاذه إجراءات استعجالية لنزع الأوحال من حوض سد فم القيس، الذي كان مورد سكان بلديات قايس، الرميلة، تاوزيانت، بغاي، متوسة، الحامة، عين ميمون بطامزة، بوخاشة إقوبان ببلدية شليا. فضلا عن تزويد فلاحي سهل الرميلة بالسقي الفلاحي، ومن شأنه تحقيق الأمن المائي للمنطقة خاصة في ظل حديث الدولة عن ضرورة استغلال كل الموارد المائية السطحية لمواجهة ظاهرة الجفاف وتشجيع الإستثمار خارج قطاع المحروقات. مواطنو قايس اعتبروا السد أيضا جزء من الهوية والتراث المادي للمنطقة، حيث يعود تاريخ إنجازه إلى أكثر من ثمانين سنة حيث كان بمثابة قطب سياحي هام وحظيرة طبيعية تميزت بالتنوع البيولوجي والإيكولوجي. وكشف تقرير اللجنة المختصة لقطاع الموارد المائية أن ظاهرة التوحل تعود إلى العوامل الطبيعية التي تسببت في تعرية الأحواض المائية الذي تعود أسبابه إلى كون المنطقة تعرف فترات ممطرة تكون في غالب الأحيان فيضانات، بالإضافة إلى ضعف تهيئة الأحواض بعمليات تشجير موسمية وبناء حواجز اسمنتية أو سدود غابية خضراء التي تحول دون توحل السد على مستوى المجاري المائية. فيما ثمن المواطنون قرار والي خنشلة واعتبروه منصفا لسكان مدينة قايس بعد أن تجاهت الوزارة الوصية في وقت سابق سد قايس وقامت بإعادة تهيئة سدود أخرى تعاني من ظاهرة التوحل ببعض ولايات الوطن. بعث مشروع تهيئة سد فم القيس يعتبر أولوية سكان بلديات قايس الرميلة وتاوزيانت، فضلا عن تجمعات سكنية تابعة لبلديتي شليا وطامزة، كما أكد المواطنون أن هذا المشروع سيعيد المكانة الحقيقية لمدينة قايس التي تعتبر من أهم المدن الشرقية بالجزائر بعد سنوات من التهميش والإقصاء من طرف المنتخبين المحليين لسنوات، حسب سكان مدينة قايس بخنشلة.