كشف والي ولاية خنشلة كمال نويصر، خلال زيارته التفقدية لبلديتي يابوس ولمصارة بدائرة بوحمامة، عن أن جل المناطق الجبلية والمتمثلة في بلديات يابوس، شليا، بوحمامة، لمصارة، تاوزيانت وعين ميمون بطامزة، ستستفيد بداية من السداسي الثاني من السنة القادمة، من مياه الشرب انطلاقا من سد تاغريست، الموجود حاليا في مرحلة الامتلاء التي بلغت نسبتها 10٪، وتم إنجاز حوالي 65 كلم من قنوات التحويل الخاصة به من أصل 80 كلم من شبكة القنوات، فيما تتواصل الأشغال على مستوى محطة معالجة مياهه، ناهيك عن 4 محطات ضخ كبيرة و 6 خزانات تجري بها الاشغال. تأمل مصالح مديرية الري أن تتم معالجة ما يقارب المليون و7 مائة ألف م3 لتموين ما يزيد عن 40 ألف ساكن، موزّعين على البلديات الشمالية يابوس، شيليا، لمصارة، بوحمامة والتجمعات السكنية المجاورة. من شأن هذا المشروع أن يرفع من القدرات التخزينية للمياه السطحية بالولاية، مما سيسمح مستقبلا بالقضاء نهائيا على أزمة العطش، ولما لا استغلالها فيما بعد في السقي الفلاحي في محيطات فلاحية كبرى. المشروع يأتي في وضع صعب تعيشه المنطقة، خاصة بعد تحذيرات من استفحال ظاهرة استنزاف المياه الجوفية، في إحدى أهم مدن ولاية خنشلة المعروفة بنشاطها الفلاحي والمهدّدة بأزمة ماء حادة، في حال استمرار السحب الجائر للمياه الجوفية، بسبب تواجد أكثر من ألفي بئر إرتوازي، وتراجع منسوب حوض ملاقو الذي يعتمد عليه آلاف الفلاحين لسقي مئات الهكتارات من الأشجار المثمرة. ضرورة استحداث برنامج خاص لإنجاز حواجز مائية وفي هذا السياق، كشف مختصون عن استنزاف خطير للأحواض المائية الجوفية في المنطقة، أدى إلى هبوط منسوب استهلاك المياه، وتراجع في مستوى مياه الآبار التي أنجزت بطريقة عشوائية، دون مراعاة شروط وضروريات الأمن المائي وحاجيات السكان لماء الشرب، حيث تساءلوا عن سبب تجاهل السلطات المحلية منذ عقود أمر إنجاز سد بمنطقة بوحمامة، أو بعث حواجز مائية وسدود صغيرة، لتمكين الفلاحين من السقي الفلاحي، مؤكدين أنه في حال تواصلت هذه الوضعية، سيكبر مشكل نضوب المياه الجوفية خلال مدة قدرها من 3 إلى خمس سنوات، خاصة أنّ المياه الجوفية تعتبر المصدر الرئيسي لتزويد المياه في دائرة بوحمامة. الخبير الفلاحي زقادة عبد الله، طلب من المصالح المعنية بضرورة استحداث برنامج خاص لإنجاز الحواجز المائية، بغية التحكّم في المياه السطحية واستغلالها في السقي الفلاحي، خاصة أن ولاية خنشلة تتوفر على بعض الحواجز المائية التي يعود تاريخ إنجازها إلى سنوات طويلة، وهي في وضعية مهترئة وغير صالحة بسبب الطمي والتوحّل، حيث أكد أن الحواجز تساعد على تدعيم السقي وتوفير الماء للثروة الحيوانية، من خلال التحكم في المياه السطحية ومجاري الأودية خلال تساقط الأمطار التي أصبحت تساهم في ملء حوض سد تاغريست ببلدية يابوس.