أجمع مشاركون في المعرض الوطني للعسل الذي افتتح بعنابة مؤخرا، واحتضنه مركز الترفيه العلمي «الشهيد صالح رايس»، على أن الاهتمام الكبير الذي يوليه الشباب لنشاط تربية النحل وإنتاج العسل، يمثل مؤشرا إيجابيا لترقية هذا الفرع من النشاطات الاقتصادية المثمنة والمولدة للثروة. أوضح عدد من العارضين المشاركين في هذه التظاهرة، أن النحالين الشباب يعتمدون في ممارسة نشاطهم على تصور عصري لتنظيم شعبة تربية النحل وإنتاج وتسويق العسل والترويج لمزاياه العلاجية، دون الاستغناء عن الأساليب التقليدية التي ترتكز على الاستقرار في البيئة الغابية والتعايش مع مكتنزاتها من مختلف أنواع النباتات والزهور، من أجل التحكم في تربية النحل وإنتاج مختلف أنواع العسل. شارك أكثر من ثلاثين عارضا، جلهم من فئة الشباب، في فعاليات المعرض الوطني للعسل المنظم في إطار اليوم الدولي للجبال، بمبادرة من مديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة، والذي يشكل -حسب المنظمين- فضاء للاحتكاك بين النحالين القادمين من مختلف ولايات الوطن وتبادل التجارب والخبرات في مجالي تربية النحل وإنتاج العسل، إضافة إلى الترويج لمنتجاتهم وتسويقها. إلى جانب مختلف أنواع العسل المنتج بولايات عنابة والطارف وسكيكدة والبويرة والجزائر العاصمة وتيزي وزو والبليدة وخنشلة وبسكرة وتيبازة، على غرار عسل زهرة البرتقال وعسل باقة من الزهور وعسل السدرة والكاليتوس والإكليل، يعرض المشاركون في هذه التظاهرة عدة أنواع من المنتجات المستخلصة من النباتات، كبعض أصناف الصابون الطبيعي وحبوب الطلع والأعشاب الطبية. بالموازاة مع معرض العسل في طبعته الأولى، تم تنشيط سلسلة من المحاضرات العلمية، قدمها أساتذة من جامعة «باجي مختار» بعنابة، تناولت أنواع النحل وتنوعها البيولوجي والأمراض التي تصيب النحل، إضافة إلى تنظيم شعبة تربية النحل وتأمين نشاطات تربية النحل. تجدر الإشارة إلى أن ولاية عنابة تنتج سنويا حوالي ألف قنطار من العسل، غير أن هذه الكمية تبقى دون مستوى الطاقات المكتنزة بغابات الولاية التي تغطي مساحة إجمالية تقدر ب73 ألفا و40 هكتارا، منها 52 بالمائة مؤهلة لتربية النحل وإنتاج العسل. ❊ق.م