واصل نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أمس، زيارة العمل والتفتيش للناحية العسكرية الثالثة، حيث قام بتفقد بعض وحدات القطاع العملياتي جنوب تندوف، إلى جانب عقده لقاء مع أفراد وحدات القطاع، حسبما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني. وأوضح المصدر أنه في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الثالثة، قام الفريق قايد صالح، مرفوقا باللواء سعيد شنقريحة، قائد الناحية العسكرية الثالثة، بتفقد بعض وحدات القطاع العملياتي جنوب تندوف وعقد لقاء مع أفراد وحدات القطاع». وقام الفريق قايد صالح في البداية بتفتيش وحدات اللواء 48 مشاة ميكانيكية، حيث استمع في المستهل إلى عرض شامل قدمه قائد اللواء، ليعاين بعدها عن كثب ظروف عمل الأفراد، كما تفقد مختلف المرافق الإدارية والتدريبية والبيداغوجية، خاصة قاعات أجهزة المحاكاة المزودة بأحدث التقنيات، كما تحدث مطولا مع مختلف فئات الأفراد والأطقم. وبمقر القطاع العملياتي جنوب تندوف، التقى الفريق قايد صالح بإطارات وأفراد القطاع، حيث خاطبهم في كلمة توجيهية بثت إلى جميع الوحدات عن طريق تقنية التحاضر عن بُعد، ذكر في بدايتها ب»أهم المحطات التاريخية في سجل الثورة التحريرية المباركة»، طالبا من الجميع «الاقتداء بالتضحيات الجسام التي قدمها جيل نوفمبر من أجل استرجاع حريته وكرامته وسيادته فوق أرضه». وقال في هذا الصدد: «إنه مطلوب منكم، والجزائر تعيش على مدار السنة محطاتها التاريخية المتعددة والمتراصة، بأن تدركوا جيدا بأنه لا يمكن لأي جزائري مخلص لتاريخ وطنه أن يغيب عن باله لحظة واحدة، وصية الشهداء الخالدة بخلودهم إذا كتبت لنا الشهادة فدافعوا عن ذاكرتنا، وإننا ندرك في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، المعاني العميقة لهذه الوصية». وتابع قائلا: «ونعي جيدا رمزيتها وأبعادها الحقيقية ونعمل جادين متوكلين على الله وعلى هدي توجيهات ودعم فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وبإخلاص شديد وبوفاء وأمانة وصدق، على أن نثبت على العهد ونلتزم بالوعد»، مبرزا أن «الدفاع عن ذاكرة الشهداء تعني بالنسبة لنا بالإضافة إلى حفظهم في العقول والقلوب مواصلة جهد تطوير قدرات قواتنا المسلحة بما يتوافق مع حسن أداء مهمة حفظ الجزائر من أي مكروه، في هذا الزمن المليء بشتى أشكال التحديات». فالجزائر المستقلة - يضيف الفريق قايد صالح - «محفوظة السيادة ودائمة العزة والهيبة، هي صلب وصية الشهداء، فدرب الوفاء لهذه الوصية يمر، بل يصب حتما وأساسا، بالنسبة للجيش الوطني الشعبي، في مصب واحد ووحيد هو الجزائر القوية المقتدرة المعتزة بتاريخها والواثقة بمستقبلها الواعد». كما حث الفريق قايد صالح الجميع على «بذل قصارى الجهود في أداء المهام النبيلة المخولة لهم، كل في مجال اختصاصه وحدود مسؤولياته، خدمة للجزائر وذودا عن سيادتها وأمنها واستقرارها». وأوضح في هذا الشأن قائلا: «فبكم ومعكم ومع كافة القدرات البشرية للجيش الوطني الشعبي، سنواصل بإذن الله تعالى وعونه وقوته مشوار شق طريق الإصرار على أن نبقى دوما متوافقين مع نظرة الشهداء ومع رؤيتهم البعيدة الثاقبة والمدركة للصواب ومع آمالهم في أن دماءهم الطاهرة التي ارتوى بها تراب الجزائر ستبقى دائما وأبدا مشتلة راسخة الجذور، تورق في قلوب الأجيال إرادة عازمة لا تلين، على توطين النفوس والنيات على الاقتداء بالأسلاف وجعل مبادئهم وقيمهم أسوة حسنة يهتدون بهديها ويسيرون على منوالها». وفي الختام، استمع الفريق قايد صالح إلى تدخلات وانشغالات إطارات وأفراد القطاع الذين «جددوا التأكيد على أنهم سيكونون دوما الخلف الوفي للأسلاف الميامين».