أكد المدير العام للأمن الوطني، رئيس آلية التعاون الإفريقي في مجال الشرطة "أفريبول"، اللواء عبد الغني هامل أمس، بأديس أبابا أهمية تعزيز التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون بالدول الإفريقية للتصدي لكافة التحديات الأمنية ومكافحة مختلف أشكال الجريمة، مجددا التزام "الأفريبول" بالعمل بانسجام مع المؤسسات الشرطية الإفريقية وأجهزة الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، من خلال تعزيز أسس التعاون الدولي وتنسيق الجهود والعمل المشترك، مع احترام القيم والمبادئ من أجل إدارة أمنية فعّالة وعالم أكثر أمنا. وأبرز اللواء هامل في مداخلته خلال أشغال الاجتماع العادي ال13 لرؤساء أركان الدفاع الأفارقة ومسؤولي السلامة والأمن، بمقر مفوضية الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية، ضرورة توحيد الرؤى بين أجهزة إنفاذ القانون بالدول الإفريقية في إطار آلية التعاون الشرطي الإفريقي "أفريبول"، مؤكدا بأن هذه الآلية الشرطية التي تمثل قاعدة صلبة لنجاح عملية السلام والتنمية المستدامة في إفريقيا، تهدف إلى وضع استراتيجيات لمنع ومكافحة كل أشكال الإجرام، منها الإرهاب والجريمة المنظمة عبر الأوطان وإنهاء كل مظاهر العنف والتطرف، من خلال ترقية التعاون بين أجهزة الشرطة الإفريقية والدولية وتعزيز القدرات العملية لوكالات إنفاذ القانون، لاسيما في ظل التحديات والتهديدات الأمنية المتعددة التي تواجه القارة الإفريقية. وأوضح رئيس آلية "الأفريبول"، في سياق متصل أن هذه الأخيرة وضعت ضمن أولوياتها خطة عمل لفترة 2017-2019 لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مع العمل على توحيد البيانات المتعلقة بالتهديد وإنشاء قاعدة لتبادل المعلومات والاتصالات بين أجهزة الشرطة الإفريقية التابعة ل«أفسيكوم" وإنشاء مكاتب اتصال "أفريبول"، فضلا عن تنمية قدرات الشرطة للوقوف على نقاط الضعف والنقائص، مع التركيز على تعزيز الموارد البشرية وذلك بمشاركة مراكز الامتياز الوطنية والإفريقية المتخصصة للتأهيل. وأضاف اللواء هامل أن الهيئة التي يرأسها أخذت بعين الاعتبار اعتراف مفوضية الاتحاد الإفريقي لعام 2018، بأنها ‘'السنة الإفريقية لمكافحة الفساد'' تحت شعار "كسب المعركة ضد الفساد"، مؤكدا أن "الأفريبول" أعطت أولوية وأهمية كبيرة لهذا النوع من الجرائم، من خلال تكثيف النشاطات التكوينية والمساعدة التقنية لصالح قوات الشرطة الإفريقية لتمكينهم من التصدي لهذه الآفة. في نفس الإطار، دعا رئيس آلية "الأفريبول" إلى ضرورة تعزيز الصلة بين مختلف المبادرات وآليات الأمن الجماعي القائمة، مذكرا بالنتائج الإيجابية التي تحققت في شهر سبتمبر 2017، خلال مشاركته في أشغال الدورة ال19 للجمعية العامة السنوية للجنة رؤساء الشرطة لدول شرق إفريقيا، بالعاصمة الأوغندية كامبالا والتي مكنت حسبه من إرساء دعائم التعاون الفعّال بين مختلف مؤسسات الشرطة في إفريقيا، منوها في هذا الصدد بالاعتماد الذي حظي به القرار رقم 16 بخصوص التعاون بين الأنتربول والأفريبول، والذي تم اعتماده خلال الدورة ال86 للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية ‘'انتربول'' في شهر سبتمبر 2017 بالعاصمة الصينية بكين، وتم في إطاره التركيز على إرساء دعائم التعاون والتكامل بين المنظمتين. وفي ختام تدخله، جدد اللواء عبد الغني هامل، رئيس آلية الأفريبول عزم والتزام هذه الآلية الأمنية بالعمل بانسجام مع المؤسسات الشرطية الإفريقية وأجهزة الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، من خلال تعزيز أسس التعاون الدولي وتنسيق الجهود والعمل المشترك مع الهيئات الشرطية الإقليمية والدولية، في ظل احترام القيم والمبادئ، من أجل إدارة أمنية فعّالة وعالم أكثر أمنا. وعلى هامش الاجتماع، تحادث السيد اللواء عبد الغني هامل، مع السيد أسيفا شيرانغو أبيو، المحافظ العام للشرطة الفيدرالية الإثيوبية، حيث تناول الطرفان سبل تعزيز مجالات التعاون بين أجهزة الشرطة بالدول الإفريقية، في إطار آلية الأفريبول، لاسيما بدعم أسس التكوين الخاص بالمورد البشري لقوات الشرطة الأفارقة، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي الحديث والمتطور الذي يسمح بأداء المهام في ظروف ملائمة. وأكد اللواء هامل بالمناسبة أن المسعى الأساسي والجوهري في تطبيق برنامج عمل الأفريبول، هو بناء أسس متينة في مجالات التعاون بين أجهزة الشرطة الإفريقية والرفع من مستوى أداء أفرادها ودعمها بالوسائل العصرية، لتمكينها من مواجهة التحديات وإرساء السلم والأمن في مجتمعات القارة الإفريقية، فيما نوه المحافظ العام للشرطة الفيدرالية الإثيوبية، من جهته بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الجزائر وكذا السيد اللواء عبد الغني هامل على رأس آلية الأفريبول منذ تأسيسها، من خلال حنكته وخبرته العالية في مجال العمل الأمني وكذا من خلال مساعيه الحثيثة في المحافل القارية والدولية للتعريف وجلب الدعم لآلية الأفريبول، مشيدا في سياق متصل بإحترافية الشرطة الجزائرية، وامتيازها برصيد كبير من التجارب والخبرات في مجابهة كل أشكال الجريمة.